مرحبا بكم في العام الميلادي 2012 حيث نصحبكم اليوم بهذه المناسبة عبر رحلة تزلج جميلة في جانغنونغ ومن خلال مسارين جميلين للتزلج في شرق كوريا نستمع خلالها للكاتب الروائي لي سن ون الذي قال" إن عاما مضى وعام جديد ينبثق والعام الماضي لم يكن سهلا بالنسبة للكثيرين الذين عانوا من مصاعب اقتصادية جمة ومن ظلال المشكلات السياسية العديدة التي أحاطت بشبه الجزيرة الكورية. وكما تستطيع الأسماك الحياة حتى داخل المياه المتجمدة ، وكما تتفتح البراعم لتصبح ورودا جميلة رغم قسوة الصقيع، يتوجب علينا جميعا أن نتحلى بالأمل والصبر والعزيمة على الخروج من أي مشكلة مهما كان نوعها خاصة في مواسم وأوقات جديدة مثل بداية العام الجديد حيث تكون هذه الأوقات هي الأنسب للتأمل والتفكر والاستبصار. مثل هذا الوقت من العام قد يكون الوقت المناسب تماما للسفر والتنزه عبر ممرات ومسارات حكيمة حكمة استقتها من حكمة جدودنا وأسلافنا الحكماء." تبدأ الرحلة من بيت الضيافة الخاص بمسار التزلج "باو" والواقع في جانغنونغ في إقليم جانغون ، وهو بجانب مسارات أخرى مثل " أولي" في جزيرة جيجو و"دول" في مرتفعات جيري ، ثالث ثلاثة مسارات شهيرة ومعروفة في كوريا.يتكون المسار من 18 مسارا فرعيا ويمتد المسار عبر مسافة تبلغ نحو 350 كيلومترا من وديان وشواطئ في منظر ساحر وخلاب يدهش الناظرين خاصة عند النظر له في المرة الأولى. الزائرون للمرة الأولى يتجمعون أمام مركز المعلومات للحصول على كل ما يطلبون من معلومات ولمعرفة المسار الذي سوف يتزلجون عليه وهم وأصدقائهم من بقية المتزلجين.

مسار ديوانريونغ هو مسار جبلي قديم وعريق يربط بين المرتفعات الشرقية والغربية في بكدو منذ عهد مملكة كوريو. شين سيم دانغ الكاتبة والفنانة الشهيرة إبان عهد مملكة جوسون ووالدة المفكر الكونفوشي المعروف يي كتبت قصيدة جميلة خالدة تتذكر فيها طفولتها في المنطقة قبل أن تذهب لتعيش مع زوجها في هانيانغ في عاصمة المملكة. كتبت تقول:
" بكيت وتأملت وأنا أفارق أمي
التي قضيت أياما حلوة في حضنها الجميل في جانغونغ قبل هجرتي إلى هانيانغ
دائما ما أجيل النظر في اتجاه الشمال
حيث المرتفعات الشاهقة
التي تتسربل بالسحب البيضاء
وتبقى خضراء مفعمة بالخضرة "

. جبل ديغواتريونغ يبلغ ارتفاعه 832 مترا فوق سطح الأرض وعادة ما يشهد تراكما كثيفا ، وربما الأكثر كثافة في كل كوريا ، للثلوج خلال موسم الشتاء ولهذا فهو ذو منظر شديد السحر والبهاء في الشتاء.

الحقول الفضية المكللة بالثلوج والمشهد الجمالي البديع الممتد عبر الأودية والسهول يمثل البداية لمساريّ "باو" وهما مساران مقترنان حتى لحظة الوصول إلى معلم رائع في سونغهوانغدانغ حيث مفترق طرق بديع ومن هنا يبدأ السير الحقيقي عبر الثلوج. هنا يبدأ مهرجان دوانو الشهير والذي يعتبر من بين الكنوز الثقافية الملموسة بواسطة منظمة اليونسكو. وعلى مبعدة حوالي 200 متر من المعبد الشاماني توجد سلسلة جبلية ضيقة شبيهة بالخنجر. المنحدر الشرقي المؤدي إلى غانغونغ هو المسار الرئيسي.المياه المنسابة من وادي يوهولري تنساب عبر ديغوانريونغ لتجد طريقها نحو البحر. وكأن الوديان النهرية تريد أن تقدم لنا دروسا ومواعظ عن الكيفية التي تكون بها الرحلة منسابة من المنبع وحتى المصب لنستفيد منها كعبرة تعيننا في حياتنا من الميلاد والمبتدأ وحتى دنو ساعة الرحيل والمنتهى وإشراقا كعِبّرة لمن يعتبر.
وفي نهاية الرحلة أكد الكاتب الروائي المقتدر إنه كأول من كشف عن مسارات باو للعالم الخارجي ستكون مهمته الجديدة هي إصدار سلسلة كتب عن هذه المسارات ليحكي بعضا من حكاياتها العديدة التي تستحق أن يتعرف ويعرف عنها الكثيرون لأن كل خطوة في كل مسار قد تبدأ بمجرد خطوة صغيرة لتصبح مشروع رحلة طويلة ممتدة فيها الكثير المثير الذي يستحق أن يُكتب ويُروى.
مؤثر
انتهى