انقضت ستون عاما منذ أن اندلعت الحرب الكورية في الخامس والعشرين من يونيو عام 1950 . كانت حربا طاحنة ضروس قضت على الأخضر و اليابس و أهلكت الزرع و النسل . و بمساعدة من دول عالمية صديقة و بتصميم من جدودنا و أسلافنا تمكنت كوريا من النهوض من كبوتها و أعادت إعمار البلاد و حققت تجربة تنموية فريدة حتى صارت من بين أكبر 15 دولة بالعالم صناعيا و اقتصاديا و تكنولوجيا و تمتعت بعضوية منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية التي تعتبر ناديا للدول المتقدمة في العالم . و صارت كوريا أول دولة في العالم تتحول خلال أقل من 50 عاما من دولة متلقية للمعونات إلى دولة مانحة للمساعدات .وفي مايو 2014 انطلقت الفرقة الحادية و التسعون التابعة لمنظمة كويكا من أجل بدء حملتها للتعاون الدولي و افتتاح المركز التدريبي الخاص بها و الواقع في (سوشو) في سيول وتكونت منظمة أصدقاء كوريا في العالم وهي منظمة تطوعية تابعة لكويكا وتضم فرقا من المتطوعين لتقديم المساعدات لكثير من المحتاجين في أماكن مختلفة من العالم. و المساعدات الكورية لا تقتصر على الدعم المالي و لا على الهبات و المنح العينية و إنما على تقديم التقنيات والخبرات و التجارب التي ساعدت كوريا على تحقيق تجربتها النوعية الفريدة . وسريلانكا جوهرة المحيط الهندي التي تقع في جنوب الهند وهي على بعد 8 ساعات من الطيران من مطار انشون الدولي كانت من أهم الدول التي تلقت المساعدات الكورية بعد حقبة استعمارية وحرب أهلية مدمرة .كانت البلاد بحاجة لمختلف أشكال المساعدة و إعادة التعمير . و مما زاد الطين بلة أن الجزيرة التي لم تندمل جراحها من جراء الحرب بعد، تعرضت لكوارث طبيعية من زلازل و تسونامي كما حدث عام 2004 إلا أن كويكا و هو الاسم المختصر للوكالة الكورية للتعاون الدولي قدمت مختلف الأشكال للمساعدات و المعونات لكل الدول المحتاجة و خاصة تلك المتأثرة بكوارث طبيعية كبرى و من بينها سريلانكا التي خصتها كوريا بعدة مشروعات متعلقة بالبنيات التحتية و الرئيسية و التخطيط و التمويل و ما إلى ذلك بجانب العديد من الفرق المتخصصة للعديد من الدول في العالم لتقديم ما تملك من معارف و تقنيات و تجارب وغير ذلك من الأساسيات و والمعلومات المتقدمة في المجال التكنولوجي والحِرف المهنية مثل الحدادة و النجارة و اللحام بالإضافة إلى تقنيات مبتكرة و متطورة تتعلق بهذه المجالات . وتحرص كويكا على تعليم هؤلاء الطلاب الكيفية التي يمكن عمل الأشياء بها من خلال معارف تقنية متطورة و بواسطة معدات و أجهزة متطورة تقدمها كوريا كمنح و مساعدات.و خصصت كويكا مساعدات لتمويل العديد من المراكز الالكترونية و البحثية في سريلانكا وتطوير شبكة متكاملة للقيام ببحوث على المستويين الدراسي و التجاري و هو ما سيساعد الجهات المختصة هنا على تطوير برامج و بوابات الكترونية شاملة تصبح بمثابة بنوك معلومات بحيث تسهم في تطوير القطاع الالكتروني في سريلانكا لحد كبير.يقدم المركز برامج و خدمات تعليمية مختلفة و من بينها فصول دراسية لتعليم اللغة الكورية و هندسة الكمبيوتر و حتى رياضة التايكوندو و هناك خطط لبرامج تطوعية عديدة و متنوعة .



عرف المتطوعون إن أفضل طريقة لمساعدة المحتاجين للمساعدة أن تصبح جزءا منهم ومن معاناتهم وأن تحس بما يحسون وألا تشعرهم بأنك وافد غريب يقدم لهم الصدقات والإعانات الإنسانية. لا بد من التعامل معهم بقلب مفتوح وبمشاعر صادقة وأن تنظر لهم كأصدقاء لا محرومين ومحتاجين للعطف والشفقة. والمتطوع ليس مجرد مقدم للعون الإنساني وإنما هو أيضا سفير لبلاده وداعية لثقافتها ولغرس بذور المساعدة وهي بذور مهما صغرت فهي ستكبر يوما لتصبح شجرة ظليلة معطاءة الثمار وهائلة الحجم. والحلم أيضا مهما كان بسيطا وعابرا فهو قابل للتحول لحقيقة إنسانية كبرى. لذا فكوريا بقيادة منظمة كويكا مصممة في أن نستمر في بذر البذور الصغيرة وألا نتوقف عن الحلم مهما كان بسيطا وبعيد المنال.



فنون المشاركة فنون جماعية تنبذ الفردية والأنانية وهي فنون تعتمد على الأخذ والعطاء وعلى المصالح المتبادلة وعلى التعايش بين الجماعات والثقافات والكيانات والمجتمعات وعلى الاندماج والتكامل بين القدرات والمهارات والمعارف والتقنيات من أجل خلق عالم أجمل وأنبل وأفضل من خلال برامج وخطط وحملات مثل تلك التي تنظمها الوكالة الكورية للتعاون الدولي "كويكا"
.

كويكا : الجزء الأول من برنامج خاص لفن المشاركة

كويكا: الجزء الثاني من برنامج خاص لفن المشاركة