الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

سيد الاسم :

2014-12-16

سيول بانوراما

سيد الاسم :
من الشائع والمألوف في كل بلاد وأنحاء العالم العريض إن الكثيرين يقومون بإطلاق أسماء كبار الزعماء والقادة والعلماء والشخصيات البارزة على أطفالهم تيمنا بهؤلاء الأشخاص أو تمنيا لأن ينشأ الصغار متمتعين بما يميز أولئك القادة من صفات وقدرات فذة. ونسبة كبيرة جدا من أسماء الأشخاص في العالمين الإسلامي والعربي تحمل اسم نبينا الكريم محمد أو أسماء مشتقة من اسمه مثل أحمد ومحمود وحامد وحمدي، أو أسماء خلفائه العظام مثل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من المسلمين العظماء الأوائل. والأمر شائع كذلك في الديانات الأخرى مثل جون وجوزيف وآدم عند المسيحين أو موشي وديفيد وهارون وجاكوب عند اليهود. والتسمي بأسماء ملوك وحكام وقادة أمر طبيعي وعادي في كل العام بل يجد التشجيع والمباركة من هؤلاء القادة. غير أن الأمر يختلف في كوريا الشمالية. فقد ورد في بعض التقارير المؤكدة إن كوريا الشمالية أصدرت توجيها قبل فترة بحظر إطلاق الاسم كيم جونغون على أي مواليد جدد بل وبضرورة قيام كل من يحمل ذلك الاسم بتغييره وفق إجراءات قانونية محددة لأنه اسم يجب أن يصبح محتكرا على شخص واحد في الدولة بعد تولي الزعيم الكوري الشمالي الشاب زمام السلطة في 2011. ويبدو الأمر غير جديد حيث أكد منشقون إنه لا يوجد في كوريا الشمالية الآن من يحمل اسم والد الزعيم الشاب الراحل كيم جونغ ايل ولا جده المؤسس كيم ايل سونغ. يحدث ذلك رغم أن حوالي رُبع الكوريين في الجنوب والشمال يحملون الاسم العائلي الشائع كيم وإن الكثيرين يحملون أسماء أولى مشابهة غير أن الجمع بين الاسم العائلي المنتشر والاسم الأول للزعيم يصبح جريمة حيث يتوجب أن يظل الزعيم الكوري الشمالي واحدا أحد لا شريك له وصاحب وسيد اسم لا يجوز لمخلوق غيره أن يتسمى به خوفا من أن يرتكب من يحمل الاسم إثما أو جرما يقتضي عقابه، أو يتصرف تصرفا يغضب غيره فيسبه، وهو يحمل مثل ذلك الاسم المقدس الذي لا ينبغي أن يأتيه الباطل من خلفه أو أمامه.
وفي حين إن مطلوب من كل من يحمل اسم كيم جونغون في كوريا الشمالية أن يشرع في تغييره ، فإن العديد ممن يحملون نفس الاسم في كوريا الجنوبية يفكرون القيام ، من تلقاء أنفسهم، بإجراءات لتغيير الاسم الذي صار يسبب لهم بعض المضايقات من سخرية وتهكم. غالبية الكوريين الجنوبيين ممن يحملون هذا الاسم، وعددهم حسب إحصائيات رسمية، يقارب 8000 شخص، هن من الإناث، إذ أن الاسم هو من الأسماء التي يمكن أن تطلق على الجنسين. امرأة كورية جنوبية تحمل نفس الاسم قالت بأن حتى أطفالها صاروا يجيبونها ساخرين عندما تطلب منهم عمل شيء بكلمات " أوكي جيرمان" ، وممثل أفلام الكرتون كيم جونغون قال إن الجميع صاروا يخاطبون باسم "كومريد" أي الرفيق ، كما قالت إحداهن ممن تحمل نفس الاسم إنها لم تكن تشعر بأنها بدينة ومفتقرة للرشاقة إلا بعد أن صار الكثيرون يقولون إنها تحمل نفس اسم والزعيم وبعض صفاته الأخرى ، وإنها أحست بكثير من الحرج عندما كانت ضمن جمع من الناس في انتظار تخليص معاملة عامة وعندما تمّ النداء على اسمها وخرجت لاستلام المعاملة انفجر الجميع ضاحكين، وقالت إنها قررت أن تتخلص من الاسم وأن تخضع لريجيم قاسي من أجل إنقاص وزنها.
التسمي بأسماء الزعماء والرؤساء خاصة الجدد منهم قد يمثل مشكلة فأنا أعرف كثيرين ممن يحملون أسماء مثل صدام أو قذافي صاروا يشعرون إنها أسماء تمثل عبئا وحرجا لهم ويتمنون تغييرها. ومن المؤكد على كل حال إن الاسم كيم جونغون سيتعرض لما يشبه الانقراض إذ أنه سيظل ممنوعا في الشمال بحكم القانون، وربما لن يجرؤ أي شخص في الجنوب على اطلاق الاسم على ابنه أو ابنته، ليس بسبب قانون الدولة، وإنما نتيجة لقانون المجتمع، ومن فرط حبهم وحرصهم على سعادة أطفالهم، خاصة وإن الزعيم الشاب البدين، أغلب الظن، سيظل جاثما على صدر الشعب الكوري الشمالي لزمان طويل.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;