الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

حدث ذات إبريل حزين:

2015-04-28

سيول بانوراما

حدث ذات إبريل حزين:
عام كامل مضى وانقضى، ودموع الكثير من الأسر المنتحبة والأمهات الثكلى والآباء المكلومين والرفاق والأصدقاء والأهل الحزانى لم تجف في المآقي. وذلك إثر مرور عام كئيب انقضى مثل ومضة حزينة لم تترك في الصدور سوى مزيد من الحزن والحسرة. وفي يوم ال16 من شهر إبريل الجاري نصبت كوريا من جديد سرادق الحزن العريض واسترجع أغلب أفراد الشعب الكوري ذكرى الفجيعة التي وحدت الشعب الكوري وهو يعيش حدثا مأسويا مؤلما أبكى ملايين الكوريين عندما تعرضت السفينة الكورية الجنوبية "سيوال" وعلى متنها مئات الركاب جلهم من طلاب وتلاميذ المدارس من المراهقين والمراهقات للغرق ولم يتم إنقاذ إلا القليل منهم . كان الطلاب يتوجهون في رحلة مدرسية إلى الجزيرة السياحية جيجو لقضاء وقت ممتع إلا أن القدر اللعين ساقهم إلى لجج بعيدة في أعماق البحر .
وبمناسبة مرور عام على الحادث المفجع المحزن تكرر المشهد المدمي للقلوب من جديد، مشهد آباء وأمهات الضحايا من التلاميذ والطلاب وهم يفترشون الشواطئ والسواحل المتاخمة للبحر في انتظار معجزة قد تعيد لهم أطفالهم الغرقى. شاهدت بمناسبة الذكرى السنوية لذلك الحادث المأسوي برنامجا تلفزيونا مثيرا للحزن والبكاء، اشتمل على صور ومشاهد درامية باكية تضمنت شهادات وإفادات لآباء وأمهات وأشقاء وشقيقات وأصدقاء وأصحاب وهم يسترجعون تفاصيل الحادث وكيف مرت تلك الأيام الصعبة، وما تركت من أحزان غائرة وجراح عميقة لم تندمل رغم مرور عام.ومن تلك الصور الحزينة أنتقي ثلاثة منها بشكل عشوائي. شرعت السيدة لي هاي جيون وهي صاحبة متجر صغير في مدينة أنسان الهادئة التي تضم المدرسة التي قدمت مئات التلاميذ والطلاب الأبرياء ضحايا في الحادثة الأليمة في استعادة الذكريات التي انعكست على ملامح وجهها المتغضن فجعلتها تبدو وكأنها في سبعينات أو ثمانينات العمر رغم أنها لم تتجاوز الأربعين سوى ببضعة أشهر كما ذكرت. انطلقت منها الكلمات واهنة متحشرجة والرياح الباردة التي تحدت موسم الربيع تتلاعب بخصلات من شعرها الذي بدأ يغزوه الشيب وسط شقشقة العصافير التي تبدو وكأنها مستغرقة في عزف سيمفونية جنائزية حزينة. قالت " كانا كل ما أملك وكل ما أتمنى في الحياة. صبية كضوء الشمس ، وفتى كشعلة من نور. أمطرتهما بالقبلات وأنا أودعهما، وأتمنى لهما الاستمتاع بالرحلة التي كانا يتوقان للذهاب إليها، وكأنني كنت أعلم ما ينتظرني من موعد بعد بضعة ساعات مع ما سيحيل حياتي إلى قطعة من جحيم. مضيا هما كالحلم إلى السماء، وتركانا أنا ووالدهما نتمرغ في جحيمنا الأبدي الذي لم ولن تطفئه كل مانذرف من دموع.
أما الطالب جون بيونغ سام الذي نجا من الحادث بإعجوبة لكنه فقد ثلاثة من أعز أصدقائه وأقرانه اللذين اصطفاهم منذ أن كان طفلا في الخامسة من العمر، فقد ذكر إنه صار لاينام قبل أن يتبتل كل ليلة بقصيدة صار يحفظها عن ظهر قلب كتبها الشاعر ري يونغ سك من وحي الحادثة الأليمة وتلا مقطعا منها يقول :ابكوا يا كل المسافرين على السفن، التي تمخر عباب البحار الحزينة ،ابكوا على هذه الأغصان الخضراء ،التي ذبلت قبل الأوان، وعلى تلك النجوم البراقة، التي أفلت وغابت في الظلام، ادمعي أيتها الأعين،وأنزفي قطرات الدم، ولا تتوقفي عن البكاء، إلا لمواصلة البكاء من جديد.
والأستاذ والمعلم كيم يون سوو، الذي فقد صديق عمره وعددا من أنجب طلابه الذين كان يتوقع لهم مستقبلا باهرا، فهو يقول إنه ومنذ وقوع الحادثة يذهب بشكل متكرر إلى مسرح وقوع الحادثة ليستعيد الذكريات الأليمة، ويسترجع الكثير من الصور والحكايات والوقائع التي كانت تجمعه مع أشخاص أحبهم وغرسهم كبذور كان يتمنى لها أن تنمو أشجارا وارفة ظليلة في حياته غير أن القدر اراد أن يحيلها إلى جدب. يقول إنه كل ما حضر لتأمل البحر بمياهه البلورية ، وسواحله الصافية الزرقاء، وأمواجه الشفافة ، تحول منظر البحر أمام ناظريه إلى ظلمات من فوقها ظلمات.
السادس عشر من إبريل 2014 سيظل لفترة طويلة تاريخا حزينا منقوشا بحروف باكية في وجدان الشعب الكوري حيث سيستذكر الكثيرون دائما وبكثير من الأسى ما حدث ذات إبريل حزين.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;