الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

رفقًا بالقوارير:

2016-03-15

سيول بانوراما

رفقًا بالقوارير:
احتفل العالم خلال الأيام القليلة الماضية باليوم العالمي للنساء، وهو اليوم الدولي الذي يتضامن فيه العالم بكل أطيافه من أجل جعل المرأة أكثر سعادة، ومن أجل التصدي لما تعاني منه من تفرقه وتمييز. ورغم أن النساء في العديد من بلدان العالم المتطور صرن يحيين حياة أفضل، ونجحن في تضييق الشقة التي تفصل بينهن والرجال في مختلف المجالات، إلا أن العديد من استطلاعات الرأي التي جرت مؤخرا وسط نساء كوريات من مختلف القطاعات والأقاليم والفئات العمرية أثبتت أن السواد الأعظم من النساء الكوريات غير سعيدات بالحياة التي يعشنها في كوريا ، وأوردن العديد من الأسباب التي جعلتهن يصلن لتلك القناعة. وحسب تقرير متخصص صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD وهي النادي الدولي الذي يضم 29 من الدول المتطورة اقتصاديا في العالم جاء ترتيب كوريا في ترتيب متأخر في ذيل القائمة بالنسبة لأوضاع المرأة في مجتمعات تلك الدول. وفي إحصاء آخر صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي احتلت كوريا المركز رقم 115 من بين قائمة شملت 145 دولة حول المساواة النوعية بين الجنسين. الأسباب لذلك الوضع السيء ولإحساس أغلبية النساء الكوريات بعدم السعادة تتراوح بين إحجام الرجال الكامل عن المشاركة في أي عمل يتعلق بشئون البيت والأسرة من ناحية نظافة وترتيب وطهي ورعاية أطفال مع اضطرار الكثيرات منهن للعمل في الخارج للمشاركة في مقابلة التكاليف المالية المتزايدة التي صارت ضرورية لرعاية الأسرة في كوريا، مما جعل من المرأة ماكينة عمل مستمرة داخل وخارج البيت. كذلك أفادت نسبة كبيرة من النسوة المستطلعات بأنهن يشعرن بأنهن عرضة للتفرقة والتمييز في العديد من المجالات المتعلقة بالعمل العام من ناحية وظائف وترقيات وأجور متساوية ومسئوليات عليا وغير ذلك مقارنة مع نظرائهن الرجال.
وعندما تولت الرئيسة الكورية بارك كون هاي رئاسة جمهورية كوريا كأول امرأة في التاريخ الكوري وفي منطقة شمال شرق آسيا، استبشرت الكثيرات من النساء بالذات بأن ذلك التطور الهام كفيل بإحداث نقلة نوعية في وضعية المرأة في كوريا التي ظلت تاريخيا وتقليديا دولة ومجتمعا ذكوريا متعصبا يعامل المرأة ككائن من الطبقة الثانية، وكمتاع للرجل الذي ظل، بحكم ثقافته الكونفوشية الموروثة، يرى المرأة مجرد مخلوق من أجل استمرار الحياة وكوسيلة وأدغة لإنجاب الأطفال، وخدمة الرجل وإرضاء غرائزه ورغباته، وتوفير الحياة السهلة والسلسة له، ولذلك ظل الكثيرون من الذكور الكوريين يعتبرون النساء كجواري وممتلكات شخصية. ومما كان قد حمل الكثيرات والكثيرون على التفاؤل إن الرئيسة الكورية كانت قد ركزت إبان حملتها الانتخابية الرئاسية التي قادتها للقصر الرئاسي، على خلق المجتمع السعيد، والمجتمع السعيد لا يقوم بالطبع إلا على أسرة سعيدة والأسرة السعيدة عمودها الأساسي هو المرأة السعيدة. لكن في آخر إحصاء أفادت النسبة الأعظم من الكوريات المستطلعات بأن وضعيتهن الاجتماعية كنساء لم تشهد أي مظاهر تحسن إن لم تكن قد صارت أسوأ في عهد الرئيسة الكورية. وقرأت في مختلف الصحف إن مجموعة تضم مئات من الطالبات الجامعيات في أكبر الجامعات الكورية نظمن حملة احتجاج واسعة أفدن فيها إنه حتى كبار الأساتذة والبروفسورات الجامعيين في كوريا يحملون وجهات نظر سلبية حول النساء الكوريات ويصفوهن بالسطحية والانجراف وراء المظاهر أو أن بعضهم ينظرون للطالبات الكوريات مجرد أدوات جميلة أو أجساد رشيقة بل أن أحدهم قال إن المرأة تكون أجمل وأكثر إغراء وجاذبية حين تتسم بالغباء النسبي لا الذكاء الذي يقلل من أنوثة وجاذبية الفتاة.
تقول العديد من الناشطات الكوريات إن المرأة الكورية ظلت عبر تاريخها ضحية للمجتمع الذكوري التمييزي ضد النساء الكوريات اللائي ترى الأكثرية منهن إن حياتهن في كوريا لا يمكن وصفها بالسعادة. الأمر بشكل عام ، وفيما عدا قلة من الدول المتطورة في الغرب، مشترك بين الكثير من المجتمعات الشرقية ودول العالم الثالث من آسيا ومرورا بأفريقيا وحتى أمريكا اللاتينية، حيث تسود الثقافة الذكورية المتعصبة والتمييزية ضد المرأة. وبالتأكيد فإن الوضع في أكثر الدول العربية ليس أفضل حالا حيث تسود الهيمنة الرجالية وثقافة "سي السيد" كما يقول المصريون، لكن الحال في عدة دول عربية أخرى يتحسن بشكل واضح، كما في دولة الإمارات العربية المتحدة التي قامت في الأسابيع القليلة الماضية بتعيين الوزيرة الشابة عهود الرومي كوزيرة دولة للسعادة، وتسمية شابة أخرى لم تتعدى ال22 من العمر وهي شما المزروعي وزيرة دولة لشئون الشباب. النساء هن هي نصف المجتمع والركيزة الرئيسية لرعاية الأسرة ولتنشئة الأطفال، وهن من أسماهن رسول الله "ص" القوارير وقال عنهن “رفقا بالقوارير”.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;