الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

ابتسم فأنت في كوريا:

2016-03-29

سيول بانوراما

ابتسم فأنت في كوريا:
"ابتسم فأنت في كوريا" ، و"الابتسامة الكورية"، و"عندما تبتسم كوريا يبتسم العالم" كلها من الشعارات التي تنافست عندما شرعت اللجنة المتخصصة من الخبراء والمتخصصين والقائمين على أمر السياحة في كوريا في مضاهاة ومقارنة الشعارات المتنافسة لاختيار الشعار المطلوب لقيادة حملة تشجيع وترويج السياحة في كوريا خلال الفترة 2016 -2018 والرامية لجعل كوريا مقصدا وهدفا ونقطة جذب سياحي عالمي كبير، وهي الحملة التي بدأت في منتصف شهر فبراير الماضي وانطلقت من الضاحية الشبابية المعروفة " ميونغدونغ" والتي صارت نافذة سياحية شبابية تسوقية معروفة ومركزا للأزياء والموضة والأناقة وسط الكثير من البلدان الآسيوية المجاورة مثل الصين واليابان ودول جنوب شرق آسيا.
يرى الكثير من القائمين على أمر السياحة في كوريا إن اختيار شعار يدعو للابتسامة كشعار لهذه الحملة السياحية الطموحة لم يأت من فراغ وإنما لحثّ وحضّ الكوريين على الابتسام وجعل الابتسامة عادة وظاهرة وممارسة أكثر شيوعا في كوريا لأنهم يرون أن الكوريين شعب لا يبتسم ولا يكترث كثيرا للابتسام، خاصة أمام الغرباء والأجانب، وحتى بين بعضهم البعض فنادرا ما تراهم يتبادلون الابتسامات. والواقع أن الكوريين غير ميالين لتبادل الابتسامات والتحايا العابرة في الشوارع والطرقات والساحات ولا حتى داخل وسائل المواصلات العامة من أوتوبيسات وقطارات أنفاق أو أثناء ركوب المصاعد في العمارات الشاهقة التي تتكون من ألوف الشقق السكنية حيث تجد الجميع في حالة من التحفظ والتجهم ولا تكاد تشعر بوجود أي روابط بين أولئك الناس رغم أنهم في واقع الأمر جيران أو سكان حيّ واحد على أسوأ الفروض. وازداد الأمر سوءا بظهور وانتشار الهواتف الذكية حيث تجد جميع ركاب القطارات في حالة استغراق وانكباب كامل في عوالمهم الافتراضية داخل تلفوناتهم الذكية ولا يحس الواحد منهم بمن يجلس جواره.
لا أعرف إن كانت هناك عوامل تاريخية أو تقليدية أو تراثية تمنع الكوريين ممن ممارسة عادة الابتسام في الأماكن العامة أو تبادل عبارات التحية والمجاملة مع الغرباء والأجانب، خاصة وإنهم شعب طيب وودود وشديد التهذيب، ولديه الكثير من عادات الترابط والتكافل الأسري والاجتماعي. كذلك فهم شعب حُق له أن يفخر بما حققه من تطور وتقدم أطلق عليه العالم الخارجي اسم المعجزة الاقتصادية على نهر الهان، والكوريون يعرفون جيدا إنهم ، كدولة تعتمد دائما على الخارج في تصدير واستيراد كل ما تحتاج له، بحاجة ماسة للعالم الخارجي الأجنبي من أجل استمرار تلك المعجزة. وكوريا دولة تستحق أن تكون مركزا ومقصدا وهدف سياحيا عالمية من الطراز الأول بسبب ما حباها الله به من طبيعة ساحرة خلابة، وفصول مناخية متمايزة تجعل منها نقطة جذب سياحي في مختلف فصول العام، وأسواق عامرة بكل ما لذ وطاب، وفنون إبداعية متطورة وثقافة مميزة، واشياء لا حصر لها تجذب العالم الخارجي لزيارة وتكرار زيارة كوريا مما يحتم على الكوريين الانفتاح على الأجانب والظهور بوجوه منشرحة بشوشة متهللة تعكس حقيقة ما يدور في دواخلهم كشعب معطاء كريم يتمتع بقدر كبير من الخصال الجميلة والحميدة.
لهذا فإن اختيار الشعار الذي يدعو للابتسام كشعار للحملة الضخمة التي يجري الترتيب لها لزيارة لكوريا خلال العامين القادم اختيار موفق، فالعالم لن يبتسم في وجه كوريا ما لم تبادر ه بالابتسام في وجهه، والابتسامة هي أفضل سلاح لنجاح، وهو شيء فطنت له الكثير من شعوب العالم على اختلافها وتنوعها، وهناك الكثير من الأمثال والشعارات والأقوال المأثورة التي تدعو للابتسام، فابتسامة المرء في وجه أخيه صدقة، ومن يجرؤ على البصق على وجه باسم بشوش، والوجه المبتسم شمس ثانية. ورحم الله الشاعر العربي الخالد الراحل المقيم إيليا أبو ماضي ورائعته:
قال السماء كئيبة وتجهما ..... قلت ابتسم إن التجهم في السما
قال الصبا ولي فقلت له ابتسم .....لن يُرجع الأسف الصبا المتصرما.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;