الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

حكاية مسلم كوري:

2016-04-12

سيول بانوراما

حكاية مسلم كوري:
كنت قد تحدثت في حلقة الأسبوع الماضي، وتحت عنوان " مسلمون نعم .. إرهابيون لا" وأوضحت أن السواد الأعظم من الكوريين يتعاملون مع الوجود الإسلامي المحدود في كوريا، ومع الجاليات الإسلامية التي تعيش فيها بشكل إيجابي حضاري في مجمله ولا يختلف عن بقية الأديان، لكنني أشرت إلى بروز ظاهرة خجولة محدودة جدا من بعض المتطرفين الذين يتخوفون بشكل أو بآخر من تنامي أي وجود إسلامي واحتمالات أي تأثير سلبي لذلك الوجود على النسيج الديني المجتمعي في كوريا على ضوء الأحداث التي شهدها العالم مؤخرا من تنظيمات إسلامية متطرفة مثل داعش والقاعدة والنصرة وبوكو حرام. ورغم إن وجود الاسلام كدين والمسلمين كطائفة دينية في كوريا محدود كما ذكرت، وإن الكوريين لا يمثلون إلا نسبة ضئيلة لا تذكر من ذلك الوجود المحدود، إلا أن الإسلام والمسلمين يمارسون شعائرهم وعبادتهم بشكل حر آمن منفتح. وقبل أيام قليلة أتيحت لي فرصة حضور محاضرة في جامعة كورية لمسلم كوري فخور وسعيد ومنشرح لإسلامه كما تؤكد الطريقة التي تحدث بها عن حكايته مع الإسلام منذ بدايتها وحتى اللحظة التي القى فيها المحاضرة وهو السيد Kim Dae-yong مؤسس ورئيس المركز الإسلامي الثقافي في جزيرة جيجو Jeju Islamic Cultural Centre وهو أيضا بروفسور وأستاذ في علوم السياحة في جامعة Cheju Halla University . روى خلال المحاضرة الحكاية والرحلة التي قادته إلى اعتناق الإسلام بعد أن تخرج من جامعة Yong In في سبعينات القرن الماضي وسفره للدوحة قطر حيث درس الشريعة الإسلامية في جامعة قطر وبقي فيها على مدى 12 عاما متتاليا. يقول إنه حرص على ألا تقتصر حياته في الدوحة على الجامعة والدراسة والاسلام فقط وإنما قرر أن ينخرط ويندمج بكلياته في المجتمع القطري حتى ينهل الثقافة الإسلامية من أهلها على الطبيعة ومن الناس والمجتمع لا من الكتب والنصوص الدراسية وحدها، وهو ما دفعه لأن يشارك في ممارسة أنشطة رياضية واجتماعية متعددة ومنها تدريب الشباب القطري في رياضتي الجودو والتايكوندو التي كان يجيدهما تماما في شبابه. يقول إنه حرص على زيارة كل المقدسات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي في أرض الحرمين الشريفين وفي القدس الشريف والأزهر الشريف وفي عدد كبير من المدن الإسلامية إذ أنه كان هاوي سفر وسياحة من الدرجة الأولى حتى أنه زار 320 مدينة في العالم في 85 دولة وبلد إسلامي منها جزء معتبر في البلدان الإسلامية القديم منها والحديث. تحدث بكثير من الألم والحزن عن تقارير جاء فيها إن المتطرفين الإسلاميين في داعش قاموا بتحطيم وتخريب الكثير من الآثار الإسلامية الراقية والفريدة التي استمتع بزيارتها في الموصل في العراق وتدمر في سورياٍ.
يقول إنه فخور بأن مدخله في اعتناق الإسلام لم يكن عن طريق تقليدي دعوي او خلافه بل من منطلق معايشة شخصية ومعرفة لصيقة بسلوكيات وأخلاق المسلمين العاديين والبسطاء وهو ما غرز في دواخله حقيقة إن المسلم بطبعه وتكوينه شخص يتميز بمكارم الأخلاق وما أكد له إن ذلك لا بد أن يكون انعكاسا لما آمنوا به وتربوا عليه. لهذا يقول إنه كمسلم معتز بإسلامه، وكأستاذ وعالم متخصص في السياحة صار يسعى لأن يزاوج بين معتقده وتخصصه، وينهج ذات النهج في مسعاه للإسهام في نشر الإسلام والتعريف به في كوريا، وذلك من خلال تصميم برامج سياحية مخصصة للمسلمين وتأخذ في الاعتبار خصوصياتهم من أطعمة حلال وأمكنة لممارسة عباداتهم وطقوسهم، وذلك لتشجيع السياحة الإسلامية في كوريا وبالذات في جزيرة جيجو التي تعتبر فردوس من فراديس الله في الأرض، وهو يقول إنه مصمم على إقناع كل سكان الجزيرة بأن السياحة الإسلامية هي إضافة لا خصم على التراث السياحي المتفرد لجزيرة جيجو، وإن مساعيه بدأت تؤتي أكلها وثمارها سريعا حيث بلغ عدد السياح المسلمين للجزيرة في العام الماضي 165 الف سائح من إندونيسيا وماليزيا وبلدان إسلامية أخرى.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;