"الساعة قائمة" لاريب فيها هو مفهوم اسلامي يؤمن به كل مسلم ومؤمن كما جاء في القرآن الكريم ، ولا ينكرها إلا مثل ذلك الزنديق الذي َدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا . لكن الشاعر الكوري المبدع jeong Ho- seung أطلق على واحدة من أشهر قصائده اسم " الساعة نائمة" وهو بالطبع لم يفعل ذلك من منطلق كفر أو زندقة لأنه يقول عبر تلك القصيدة إن الساعة التي يقصدها ليست هي الساعة الزمنية التي تحفظ وترصد الزمن دون أن تعرف ما يحدث فيه وخلاله من آلام وأحلام، وأفراح وأتراح، وتمضي دون أن تكترث بما يحدث، وتستمر في الدوران دون أن تحفل بما يدور. يقول في قصيدته.
لا بد أن كل شخص في هذه الحياة
قد فقد ساعة على الأقل ذات يوم
وربما يكون الفقد بسبب عارض عابر
وربما يكون الكثيرون قد عثروا
على تلك الساعة المفقودة
دون أن يكترث أحدهم لالتقاطها
ليس خوفا منها أو عليها
وإنما لاعتقاده بأنها مجرد
آلة فقدت القدرة على العطاء
فاستحقت ألا تحيا
وليس مجرد ساعة نائمة تبحث عن استراحة قصيرة
توقفت عن الدوران بعد أن أثقل النوم جفنيها.
أو بعد أن جفت مآقيها التي نضبت منها الدموع.
وهي لا تكلّ ولا تمّل.
عبر كل هذا الزمان
ظلت ساعتي تمشي تجري تركض تعدو
لا تعبأ لا لعاديات الزمان ولا لوعورة المكان
لا تكترث لكل الدروب الملتوية
والصخور الصلدة المتناثرة على طريقها
ولا تمنعها كل المنحدرات من التسلق
ولا تعوق طريقها الأعاصير والعواصف الثلجية المخيفة
ولا ترهقها الطرقات الممتدة بلا نهاية
تأملت ساعتي النائمة اليوم
سمعتها وهي نائمة تبئني ببزوغ الفجر
وأصغيت لها في وسن ونعاس تخبرني بغروب الشمس
تحدثني أحيانا ككاهن في معبد
وتناجيني حينا كغيداء حسناء
تخطرني حينا بموت ألم
وتحكي لي حينا عن أمل حي
الساعة نائمة هائمة عائمة قائمة
تمضي لا تتوقف عن رصد أو دوران أو بحث
لتسجل لي كل ما يحدث
وتحكي لي عن كل حدث
وتذكرني بكل حادث
فساعتي مهما استغرقت في نومها
لا تتوقف عن الحديث.
فلكل حادث عندها حديث
الساعة نائمة وهي حالمة
والساعة نائمة وهي عالمة
والساعة نائمة وهي قائمة.