الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

بان يبين فهو "بان كي مون":

2016-05-31

سيول بانوراما

 بان يبين فهو "بان كي مون":
تحت العنوان أعلاه كنت قد كتبت قبل عدة سنوات، وعندما كان وزير الخارجية الكوري وقتها "بان كي مون" يتأهب لطرح نفسه كمرشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وهو ما ظهر في البداية كمحاولة خجولة محكوم عليها بالفشل الأكيد، قبل أن تتسارع بعض الظروف والملابسات والتطورات لتجعل ما كان مجرد فكرة خجولة شبه مستحيلة شيئا أقرب للمؤكد. وفعلا نجح بان كي مون في الفوز بالمنصب العالمي الأعلى والأول . كانت تلك هي البينونة الأولى والكبرى، وبدأت تطل منذ بعض الوقت ملامح بينونة ثانية قد تكون أكبر لبعض الكوريين وأصغر لغيرهم من بقية أرجاء العالم. فقد ظلت بعض الأوساط السياسية والدبلوماسية في كوريا تتداول منذ بعض الوقت بعض التقارير التي تتحدث عن رغبة ونية محتملة للسكرتير العام الحالي للأمم المتحدة ووزير الخارجية الكوري السابق "بان كي مون" في الترشّح لمنصب رئيس جمهورية كوريا خلال الانتخابات الرئاسية التي ستجري لذلك في نهاية 2017 وإنه يخطط للإعلان رسميا عن ذلك فور انتهاء ولايته الثانية المحدد لها نهاية العام الجاري 2016. وقد تجدد بروز تلك التقارير للسطح مرة أخرى في الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة لكوريا والتقى فيها بعدد من المسئولين والسياسيين في الدولة والحزب ومنهم رئيس الوزراء وعددا من الوزراء وشارك في عدة أنشطة وفعاليات متنوعة جرت في جزيرة "جيجو" الكورية في إطار منتدى سلام يضم شخصيات محلية وعالمية كبرى. واعتبر الكثيرون إن إجابات "بان كي مون" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده على هامش المنتدى حملت تلميحا غير مباشر إلى أن فكرة ترشحه لرئاسة جمهورية كوريا أمر محتمل ووارد ، ففي رده على سؤال حول الأمر قال بان كي مون إنه يركّز في الوقت الراهن كل جهوده على بعض المهام والواجبات الملحة المرتبطة بشكل مباشر بمسئولياته كأمين عام للأمم المتحدة وإنه سوف يرجئ التفكير في الوقت الراهن في أي مستجدات أخرى لحينها وبعد انتهاء مهمته الدولية كأمين عام للأمم المتحدة وعودته لبلاده. قال إنه لم يفكر في الأمر بشكل جدي بعد غير أنه فخور بأن يُطرح اسمه كمرشح محتمل للرئاسة وسعيد بأن هناك من يرونه كفئا ومقتدرا على شغل ذلك المنصب. التقارير لم تتحدث عما إذا كان الأمين العام للأمم المتحدة في حالة اتخاذ قرار الترشح للرئاسة سيعلن عن عزمه على فعل ذلك كمرشح مستقل إذ أن بعض استطلاعات الرأي التي جرى تنظيمها بواسطة عدد من المراكز المتخصصة أشارت إلى أنه سيكون المرشح الأكثر تفضيلا وحظا لشغل المنصب إذا ما قرر خوض السباق الرئاسي حتى كمرشح مستقل . وهناك من يرى أنه قد يعلن ، بعد انتهاء مهمته الدولية، انضمامه لحزب "سينوري" الحاكم حيث أنه يتمتع بعلاقة وثيقة وطيبة مع الرئيسة الكورية ومع عدد من قادة ونواب الحزب ، كما أن الحزب الحاكم الذي تعرض لهزيمة كبيرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة سوف يحرص على أن يدفع ببان كي مون كمرشح له بحكم ما اكتسب من خبرة وسمعة وعلاقات عالمية واسعة قد تساعد الحزب في استرجاع بعض من شعبيته المفقودة. ومن جانبها بدأت أحزاب المعارضة اللبرالية، التي تشعر بعد فوزها الأخير في الانتخابات البرلمانية بأنها صارت الآن أقرب لاستعادة المنصب الرئاسي بعد فقدانه لعشرة أعوام، تسعى لمنع بان كي مون من اتخاذ قرار بخوض الانتخابات الرئاسية من خلال الحديث عن أن من الأجدى له ولبلاده كوريا أن يحافظ على نقاء اسمه واسم بلاده كشخص قاد الدبلوماسية العالمية على مدى عشرة أعوام دون أن يقحم نفسه في عالم السياسة .وفي ذلك السياق قال عمدة مدينة سول الذي يعتبر أحد أبرز رموز التيار اللبرالي في كوريا وأحد المرشحين المحتملين عن ذلك التيار إن الأمم المتحدة وحرصا منها على سمعة ذلك المنصب أوصت في قرار قديم بضرورة ابتعاد كل من شغله عن كل ما يمكن أن يسيء إلى تاريخه مما يحتم على بان كي مون أن يحترم تاريخه. بان كي مون البالغ من العمر 72 عاما ظل لا يؤكد أو ينفي الأمر ويبقي الباب مفتوحا ويرد كل ما سئل بشكل عمومي غامض من أن الأمر سابق لأوانه وأن لكل حادث حديث أو أن أعبائه الدولية الملحة هي ما يشغله الآن مما دعا البعض للافتراض إن فكرة الترشح للمنصب الأول في كوريا هي واردة لديه. يرى بعض المحللين إن الظروف مواتية الآن لحصول بان كي مون على منصب الرئاسة في حالة أن قرر الترشح، ليس فقط بسبب ما اكتسب من خبرة دولية وتجارب متنوعة وشهرة عالمية وإنما كذلك بسبب ضعف قدرات وانعدام جاذبية كل الأسماء المطروحة الآن للمرشحين المحتملين من الأحزاب السياسية المختلفة. لكن هناك من يرى إن بان كي مون نفسه رغم كل خلفيته الإدارية والدبلوماسية والبيروقراطية إلا أنه شخصية مفتقرة للجاذبية والقدرات القيادية السياسية ومن بين اولئك مجلة الEconomist البريطانية الواسعة الانتشار التي وصفته في آخر أعدادها بأنه شخصية باهتة ومملة ومتحدث ردئ وأسوأ أمين عام عرفته الأمم المتحدة في تاريخها وإنه لم يحصل على المنصب إلا نتيجة ظروف وملابسات وتوازنات دولية اقتضت ذلك . باهت أم لامع متألق المهم إن بان كي مون ظهر وبان في السموات العالمية على مدى عشرة أعوام ويبدو أنه مصر على مواصلة الظهور والبيان هذه المرة على سماء كوريا ربما لأعوام خمس أخرى وربما رأي هو أو رأي له الشعب الكوري أن يستجم ويعكف على اجترار وكتابة مذكراته كقائد للدبلوماسية العالمية عبر عقد من الزمان بكل ما فيه من نجاح ومن فشل.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;