الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

علاقة دم :

2016-06-14

سيول بانوراما

علاقة دم :
"علاقة دم" هو التعبير الذي وصفت به الرئيسة الكورية بارك كون هيه العلاقات الكورية الأثيوبية خلال الزيارة التي قامت بها للعاصمة الأثيوبية أديس أبابا خلال الجولة الأفريقية التي قامت بها في الأسبوع الأول من هذا الشهر والتي حملتها لكل من أثيوبيا وأوغندة وكينيا. وكان واضحا وجليا إن زيارة الرئيسة لأثيوبيا كانت محل اهتمام الرئيسة وحكومتها ولكافة وسائل الإعلام الكورية وعلى جميع المستويات الرسمية والشعبية. وخلال الفعاليات والمناسبات العديدة والخطابات التي أدلت بها الرئيسة خلال الزيارة أشارت فخامتها إلى أن أثيوبيا هي من البلدان الأفريقية التي بدأت تنطلق اقتصاديا في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ وتسجل معدلات نمو اقتصادي عالية ومتسارعة، وأكدت إن كوريا تخطط لتكثيف وتفعيل خطط وبرامج استثمارية كبيرة في أثيوبيا بالذات بحكم ما تحمله كوريا من امتنان وتقدير للدور التاريخي الذي لعبته أثيوبيا في مساندة كوريا من خلال مشاركتها بشكل فعال ضمن قوات الأمم المتحدة في الحرب الكورية ووصفت علاقة البلدين بأنها "علاقة دم" ، وإن رابطة الدم ووشائج الدم صارت تجمع وتقرّب البلدين رغم المسافات البعيدة والأموال والفراسخ الطويلة التي تفصل بينهما. ووصفت الرئيسة أثيوبيا بالأسد والضرغام الأفريقي وقالت إن كوريا التي تعرف باسم النمر الوثاب منذ أن تم إطلاق ذلك الاسم عليها قبل سنوات طويلة ضمن النمور الآسيوية الأربعة التي حققت قفزات ووثبات مثيرة للدهشة وتحولت جميعها وهي بجانب كوريا كل من سنغافورة وتايوان وهونغ كونغ ستحرص على خلق علاقات تآلف وتوافق وتنسيق بين النمر الكوري والأسد الأفريقي، واستعارت مثلا أثيوبيا شائعا لوصف تلك العلاقة وهو " ليس النمور وحدها من تثب بل كذلك الأسود". ومن جانبه احتفل الشعب الأثيوبي بالزيارة ووصف الرئيسة بالسيدة الحديدية وأطلق على كوريا اسم الصديق القادم من الشرق البعيد. . وضمن هذا الإطار حضرت الرئيسة الكورية كذلك مناسبة تأبين ضحايا الحرب الكورية ممن فقدوا أراوحهم خلال المشاركة في القوات الأممية التابعة للأمم المتحدة والتي تولت المهمة الصعبة في حماية كوريا الجنوبية من المخططات الكورية الشمالية التي تمت بدعم ومساندة كبيرة من القوات الصينية والسوفيتية في ذلك الوقت ، والتي لولا بسالة المقاومة التي قامت بها تلك القوات ربما لم تكن كوريا الجنوبية هي الدولة القوية العملاقة التي حققت المعجزة الاقتصادية على نهر الهان والتي صفق لها العالم عندما حملت كوريا من مجرد دولة متخلفة معدومة الموارد ومكتوية بنيران حرب أهلية إلى واحدة من أكثر دول العالم تطورا تقنيا وصناعيا وإلكترونيا واقتصاديا ثقافيا وسياسيا وفنيا ورياضيا. أسفرت الزيارة عن العديد من النجاحات وعلى رأسها اتفاق البلدين على تأسيس برنامج تعاوني تنموي جديد أطلق عليه اسم العون الكوري Korea Aid تقدم من خلاله كوريا معونات خيرية مجزية لأثيوبيا للإسهام في إغاثة وتطوير وتنمية المناطق الريفية المتخلفة والقصية في أثيوبيا من خلال توفير المعدات والأجهزة والمعونات الضرورية لذلك . والعون الكوري هو برنامج سيبدأ تطبيقه في أثيوبيا بهدف نشره وتعميمه تدريجيا في العديد من الدول الأفريقية الأخرى وهو عون يشمل عدة برامج فرعية مثل برنامج الدبلوماسية الإنسانية وبرنامج "حياة أفضل للفتيات" وبرنامج "المبادرات التنموية الشعبية". وبجانب ذلك تم التوقيع على 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم مختلفة أغلبيتها الساحقة بخصوص مشروعات اقتصادية وتجارية واستثمارية متنوعة خاصة تطوير صناعة النسيج والمعلومات والاتصالات ونقل التكنولوجيا ومشروعات البنية التحتية من طرق برية وخطوط نقل ومواصلات بجانب اتفاقات طبية وصحية حول بناء وتجهيز مستشفيات ومؤسسات صحية ومراكز علاجية ومنشآت تدريب وإعادة تأهيل. وحسب تقديرات أولية يُقدر مجموع عائد هذه الصفقات بنحو 700 مليون دولار. تم أيضا تنظيم منتدى تجاري تعاوني كوري أثيوبي كبير بحضور المئات من رجال الأعمال والمستثمرين وممثلي الشركات الكورية والأثيوبية وجهت خلاله الرئيسة خطابا شاملا تحدثت فيه بشكل تفصيلي عن آفاق التعاون التجاري والاستثماري بين كوريا وأثيوبيا. كان واضحا أن كوريا أرادت من خلال اختيار أثيوبيا كالدولة الأولى لجولاتها الأفريقية المتوقع لها أن تتالى،، ومن خلال البرنامج المكثف والاهتمام الإعلامي بالزيارة وبإبراز الدور التاريخي الذي لعبته أثيوبيا كالدولة الأفريقية والنامية الوحيدة التي شاركت ب 6000 جندي ضمن القوات الدولية التي دافعت عن كوريا خلال الحرب الكورية، أرادت أن تطرح نفسها كدولة وفية وحريصة على علاقاتها مع الدول الصديقة، كما أن أثيوبيا التي هي مقر الاتحاد الأفريقي، ولجنة الأمم المتحد الاقتصادية لأفريقيا UNECA وعدد من المنظمات الدولية، وإحدى الأسرع نموا بين كل الدول الأفريقية يمكن أن تكون نموذجا طيبا لذلك بشكل يستحق أن تصف الرئيسة الكورية العلاقات الكورية الأثيوبية بأنها علاقة دم.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;