الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

أعياد × أعياد :

2016-09-20

سيول بانوراما

أعياد × أعياد :
المسلمون والمواطنون العرب المقيمون في كوريا من امثالي عاشوا خلال الأسبوع المنصرم حالة استثنائية ونادرة من حالات الأفراح والابتهاج، وفي أجواء احتفال واحتفاءِ واسع ومزاجٍ طيب وروح معنوية عالية بسبب تزامن مناسبتين هامتين على كوريا والعالمين الإسلامي والعربي. ففي الجزء الأول من الأسبوع احتفل العالمان العربي والإسلامي في جو احتفالي روحاني وجداني عارم وبديع بمناسبة عيد الأضحى المبارك وهو كما هو معرف أحد أكبر العيدين الإسلاميين والذي يأتي في إثر يوم عرفة ويوم الحج الذي هو خامس أركان الإسلام. وعيد الأضحى بالطبع للمسلمين هو أيام طيبات مباركات ومناسبة للمودة والتراضي والتلاقي الأسري وللتعبير عن أمل الأمة في التوحد والتضامن والتوجه نحو الله. ويجيء الاحتفال بعيد الأضحى المبارك بعد أن يكون العالم الإسلامي قد استقبل في مشهد مهيب ومتجدد يوماً عظيماً من أيام الله تعالى وهو يوم عرفة وهو خير يوم طلعت فيه الشمس ومن الأيام التي اختارها الله عزّ وجلّ لعباده المؤمنين فهو يوم الحج الأكبر، يوم الدعاء، يوم اكتمال الدين، اليوم المشهود، يوم الذُل والصَغار للشيطان، يوم يتباهى الله فيه بعباده وكل ذلك مجرد جزء من كم هائل وغيض من فيض الأوصاف التي أثبتها النبي "صلعم" لهذا اليوم الذي أُختصه الله بشعيرة وعبادة سنوية هي الحج أعظم مجامع الدنيا، فهناك تُسكب العبرات، وتُقال العثرات، وتُرتجى الطلبات، وتُكفّر السيئات، وهو يوم تُوضع فيه الأثقال، وتُرفع الأعمال.وقال النبي صلى الله عليه وسلم: خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. كان مشهد وقوف أكثر من مليون ونصف مليون مسلم فوق جبل عرفة كما صورته العديد من التلفزيونات والأجهزة المرئية والمصورة في مختلف بقاع العالم وهم يرتدون ملابس الإحرام البيضاء التي أحالت الجبل إلى ما يشبه الكتلة الثلجية البيضاء المنفوشة وهم في حالة تضرع وخشوع وإقبال وتوجه كامل نحو الله مشهدا يصعب تصويره أو وصفه إلا من خلال مشاهدة لصيقة ومتابعة دقيقة.
وخلال النصف الثاني من الأسبوع احتفلت كوريا والشعب الكوري في جميع أرجاء البلاد بعيد الجوسوك الذي هو أحد أكبر العيدين التقليديين في كوريا وقضى الكوريون أياما طيبة أُسرية من التلاقي والتواصل بين الأهل والحبان . وعيد الجوسوك ويسميه البعض عيد الحصاد ويراه آخرون بمثابة النسخة الكورية من أعياد الشكر هو ثلاثة أيام يحرص فيها جميع أفراد الأسر الكورية في السفر إلى مواطنهم الأصلية ومساقط رؤوسهم مهما تباعدت مسافاتهم حتى لو كانت في الأرياف والأصقاع الكورية القصية لقضاء العيد وجميع أفراد الأسرة متجمعون وسط جو احتفالي تقليدي حاشد وهو مناسبة تٌقام فيها الولائم الكبيرة وتتعدد فيها أشكال الاحتفالات التقليدية وتٌنظم فيها الطقوس لأرواح الأسلاف والجدود وترى فيها الأطفال مرتدين أزيائهم التقليدية الجميلة منتشرين في الشوارع كاللؤلؤ المنثور والجميع كبارا وصغار في حالة فرح ومرح ، وهي أيضا مناسبة للغناء والرقص والطرب والجوسوك عيد مرتبط بتراث غنائي وموسيقي هائل وبأغنيات ظلت خالدة وباقية في تراث ووجدان الشعب الكوري.
العيدان ، عيد الأضحى المبارك الذي هو أحد وأكبر العيدين اٍلاسلاميين بجانب عيد الفطر، وعيد الجوسوك الذي هو أكبر العيدين والمناسبتين الكوريتين التقليديين بجانب عيد سول رأس السنة القمرية في كوريا تزامنا بشكل كبير هذه المرة وهي من الحالات التي قد لا تتكرر إلا نادرا وفي أزمنة متباعدة ، لذا فقد كان ذلك بالنسبة للمسلمين الكوريين والمسلمين والعرب المقيمين في كوريا مصدر الكثير من الفرحة والترحاب.
نأمل ونسأل الله أن يجعل من المناسبتين مناسباتيّ خير وسعادة وبركة ، زاخرتين عامرتين بكل البهجة وكل العطاء ، وأن يجعل الله كلا من الأمة الإسلامية والعربية وكل أفراد الشعب الكوري يعيشونهما خيرا ونعمة وهم يرفل في ثوب من العافية والازدهار والتطور والرفاهية. وأن يأتيا بكل الجديد الخلاق، وأن يعودا دوما كأعياد خير ويمن وسعد ، وليس كعيد أبي الطيب المتنبي الذي يستقبله الناس في كل عام بذلك السؤال الحائر المتكرر، عيد بأي حال عدت يا عيد لما مضى أم لأمر فيك تجديد.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;