الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

قصة "بقايا" للكاتب "كو هيو صو 구효서".

2018-10-02



# شريط مقابلة الكاتب "كو هيو صو".

ظللت منشغلا بمهمتين أساسيتين، هما: شغفي بأن أكتب شيئا أشعر بأنني قادر على كتابته بالشكل المطلوب استناداً على خبراتي وتجاربي الخاصة، وأن يكون ما أكتبه سهل الفهم. من أجل ذلك كنت كثيرا ما أتردد على مسقط رأسي وأفكر في أمي وأستعيد ذكريات طفولتي. تذكرت كاهنة شامانية كانت تعيش في قريتي، وقررت أن أكتب عنها. كنت في طفولتي كثير الإصابة بآلام في المعدة، وكانوا كثيرا ما يذهبون بي لتلك الكاهنة التي كانت تقصّ خصلات من شعر رأسي وأظافري وتمزجها بالماء الساخن وتجبرني على احتسائه. كنت أكره ذلك، وصرت أكره تلك الكاهنة وأخاف منها. ما زلت أتذكر نظراتها الحادة وسيل الكلمات التي كانت تهمس وتهمهم بها.

راوية القصة هي شجرة بلوط شرقية عجوز تبلغ من العمرة مائة وسبعين عاما قضت أكثرها حية والقليل منها ميتة.



"دفنت الكاهنة ثلاثة من أبنائها حول جذوري. لم يكن عمر أي واحدا منهم يزيد عن عشرة أيام. دُفن الطفل الأول بمحاذاة جذري المنبثق جنوبا، والثاني في اتجاه الشرق، والثالث نحو الشمال.

منذ ذلك الوقت تغيرت الكاهنة تغييرا كاملا. صارت ذات وجه مشرق متوهج وبدأت في مساعدة الجوعى والمرضى والمحتاجين".



# شريط مقابلة الكاتب "كو هيو صو".

 في البداية كان أهل القرية ومنهم أنا يعتقدون أن الصراخ والبكاء ليس علاجا مقصودا، لكن تبين لنا أنه وسيلة للنسيان وبالتالي تجاوز مسببات الألم. الأمر شبيه في بعض جوانبه بما يدور في مستشفيات الأمراض النفسية المتخصصة في الغرب المتطور. استذكار موتانا من أحبائنا وذوينا والبكاء من أجلهم ليس أمرا مرتبطا بالموت، وإنما بالحياة وبأنفسنا في المقام الأول من أجل تخليصها من المشاعر السلبية.



"أنت قمتِ بقتله في البداية، وهو قتلك فيما بعد! ربما كان من الأفضل لك أن تموتي بدلا من العيش تحت وطأة الألم الدائم الذي يسببه وخز الضمير! لا تخافي من الموت إذا كانت ترغبين في الحياة... الأطفال الموتى في الحياة الأبدية الأخرى لا يشعرون بالألم، لكنهم يسعدون عندما تكون أمهاتهن أحياء وحزينات من أجلهم ونادمات على ما فعلن. استمري حزينة ونادمة على ما فعلتِ بفلذة كبدك، فالحزن والندم هو داؤك ودواؤك. تذكري دائما ما فعلتِ من خطأ فادح وتجنبي نسيانه".




الكاتب "كو هيو صو": 

نُشرت أول أعماله الأدبية بعنوان "كلمات" في مجلة أدبية عام 1987. وحصل على جائزة الدورة الثانية والأربعين للأدباء الشرقيين عام 2014. نُشرت قصة "بقايا" عام 2005، وحصل على جائزة أدبية في العام نفسه.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;