# شريط مقابلة البروفسور "بانغ مين هو" الأستاذ في جامعة سيول الوطنية.

قد يتساءل البعض عن حياة الناس خلال فترات الحرب المريرة. إذن أين تشتعل تلك الحروب؟ والجواب هو بالطبع في الجبهة. وقد كانت مدينة بوسان نوعا من جبهات الحرب في ذلك اللوقت، وهي مدينة كبيرة بها جامعة عريقة وسوق مزدحمة وقاعدة سكانية ضخمة. وهكذا، في الوقت الذي كانت تدور فيه الحرب في الجبهة الأمامية، كان النس في الجبهات الخلفية مثل بوسان متأثرين بقوة بكل ما يدور في المعارك.

"سألته "مي إي" ذات مرة: هل ترى الحياة ممتعة؟". فوجئ بالسؤال لكنه تماسك وأجاب قائلا: "هذا السؤال لا يشبهك. أفهم أن المآسي العديدة التي تعرضتِ لها في الحرب قد غيرت نظرتك نحو الحياة. لكن هذا لا يمنعني من أن أسألك: هل صرتِ متشائمة؟"، فردت: لست متشائمة لكنني كذلك لست متفائلة. لكنني على كل حال ما زلت سعيدة وممتنة بحياتي". واقترح "جو أون" على "مي إي"، بعد أن صار رجل أعمال ناجحا، أن يفتح لها مقهى. طلبت منه أن يعطيها خمسة أيام للتفكير في ذلك وتركته وحيدا وهو يحمل ربطة عنق سوداء وخطاب وهو غارق في أفكاره. قال لصديقه: "أشعر بالخجل وأنا أحمل ربطة العنق السوداء. أشعر بالتأكيد أنني ظللت ثلاثة أعوام كاملة في طريق الحرمان الذهني. لم أعد قادرا على إيجاد مهامي ورسائلي في الحياة، أو إكمال أيٍ منها بسبب ما يحيط بي من عنف خارجي ناتج عن هذه الحرب اللعينة".

عرض الكاتب "آن سو كيل" نوعين من الرجال في هذه القصة. النوع الأول هو الكاتب السابق ذو القناعات والمبادئ الذي حولته الحرب نحو الأسوأ، حيث صار رجل أعمال جشعا. والنوع الثاني كاتب متفائل متطلع نحو النجاح متماسك نفسيا رغم كثرة ما تعرض له من محن.

"يقول "جو أون" إن ضغوط الحرب هي التي دفعته للتخلي عن رسالته في الحياة والنكوص عن مبادئه. أما "مي إي" فإن ضغوط الحرب قد حولتها إلى إنسانة شجاعة وصادقة. فماذا

عني أنا ؟.... أنا الذي لم أتخلَ عن رسالتي، لكنني لم أؤديها بصدق. فهل أنا نوع ثالث أفرزته الحرب؟"

---

الكاتب "آن سو كيل":

حصل على جائزة أدبية عام 1935 عن قصتين له بعنوان "رئيس الصليب الأحمر" و"الكوفية الحمراء". ونُشرت قصته "نوع ثالث من الرجال" في مجلة أدبية عام 1953.