"كان ذلك في حلم رأيته عندما كنت طالبة في المدرسة الثانوية. حلمت بأنني تطلقت. كان ذلك أيام الامتحانات وخلال نوبة نوم عميقة اعترتني وأنا جالسة على الدرج لمذاكرة دروسي. كنت مجرد مراهقة معقودة الشعر ترتدي الزي المدرسي رمادي اللون. كان الرجل الذي طلّقني في ذلك الحلم رجل متوسط العمر يرتدي ربطة عنق زرقاء مخططة".

سبع سنوات كاملة مضت منذ تشخيص حالتها بمرض سرطان الثدي في مرحلة مبكرة، حيث بدأت في تلقي علاج كيمائي إشعاعي. لكن "تشول شيك" لم يبد اهتمامًا. كان الزوج "تشول شيك" لا يبالي ولا يكترث بما يحدث لزوجته، فهو لم يرافقها أو يبقى بجانبها طوال تلك الفترة الحرجة التي داهمها فيها ذلك المرض الخطير. لم تكن تلك هي الحالة الأولى التي يتصرف فيها بذلك الشكل الجارح والمؤلم لزوجته. فقد حدث ذلك بشكل متكرر. حدث يوم لم يكلف نفسه عناء البحث عن فني لإصلاح المدفأة رغم أنها كانت ترتعش من البرد. وحدث عندما كان على الأسرة إخلاء المنزل بعد انتهاء عقد الإيجار، حيث تركها للبحث وحدها عن منزل جديد. وحدث عندما لم يرافقها لعرض نفسها على طبيب أمراض النساء لمعرفة سبب تأخر الحمل. وكان ما يدعو للتعجب هو أنه خلال ما يلتقط من صور لتقارير صحفية يبدي تعاطفا كبيرا مع كل المظلومين والمضطهدين والمعذبين في الأرض، وكأن زوجته وحدها هي التي تستحق منه التجاهل.

"فاتحت زوجها في موضوع الطلاق عند عودته بعد عشرة أيام، لكنه تجاهل حديثها عن الطلاق مثلما فعل في كل مرة. وعاد ذات مرة للمنزل هو ثمل، وبدأ ينهال عليها بأسئلة توبيخية: لماذا تكتبين قصائدك؟ ألا تكتبيها من أجل إنقاذ أرواح الناس؟ هل تريدين التخلص مني؟ فردت قائلة: أنا لا أريد التخلص منك، فقط أريد الطلاق. فنظر إليها مليّا ثم قال: الطلاق يعني أن تتخلصي مني. كلاهما نفس الشيء. وحينئذ ستكون كل قصائدك مجرد كلمات زائفة وأكاذيب".

# شريط مقابلة الناقدة الأدبية "جون سو يونغ".
 تصور الكاتبة شخصية "مين جونغ" الراغبة في الطلاق كمنظار نرى من خلاله كيف كان الزواج مجرد عملية استرقاق للنساء الكوريات في المجتمع الكوري القديم. تظهر القصة ما تتعرض لها المرأة المطلقة من تمييز واحتقار اجتماعي. أرادت الكاتبة إبراز العديد من الظواهر السلبية في المجتمع الكوري فيما يتعلق بعمليات الزواج والطلاق من خلال ما تطرح من صور وأوصاف. هذه القصة القصيرة عبارة عن بانوراما حياتية شاملة مركزها الطلاق. تبدو القصة للوهلة الأولى من خلال القراءة الأولية سهلة وبسيطة، ولكن مع المضي في القراءة يشعر القارئ بأن وراء كل جملة أو تعبير الكثير من المعاني.

---

الكاتبة "كيم سوم":

وُلدت في 1974 في سيول. نشرت أولى أعمالها الأدبية بعنوان "عن البطء" عام 1997.  وحصلت على عدد من الجوائز الأدبية.