"كان جائعا منهكا خائر القوى ويجد صعوبة في تسلق الطرق والأزقة الجبلية المتعرجة المؤدية إلى الأكواخ المنتشرة بشكل عشوائي في القرية الجبلية "هيه بانغ تشون 해방촌". سلك زقاقا مبتلا بالمياه الآسنة والطين والأوساخ وبقايا الفحم وأكوام الرماد، قاده إلى البيت الذي يعيش فيه مع أسرته، والذي تتكدس على مدخله أكياس إسمنت فارغة بشكل عشوائي".

# البروفسور "بانغ مين هو" أستاذ الأدب الكوري في جامعة سيول الوطنية.
 تضم القرية عددا كبيرا من الكوريين القادمين من خارج كوريا الجنوبية بعد تحريرها وخاصة من اليابان، ثم تحولت بعد ذلك إلى مستوطنة للاجئين القادمين من كوريا الشمالية الذين فروا من الشمال بعد انتهاء الحرب. كانت القرية متكدسة بالسكان، وكان الكثيرون منهم يعيشون بشكل عشوائي، حيث قد يأوي المنزل الواحد عددا كبيرا من الأسر. كان ذلك تجسيدا للحالة التي كان يعيشها الكثير من الكوريين في أعقاب الحرب الأهلية.

الأم افتقدت موطنها ومرتع طفولتها وصباها وشبابها، والحياة الهانئة التي كانت تعيشها في قريتها القديمة، حيث كانت تمتلك منزلا واسعا وصديقات وذكريات جميلة. كانت كثيرا ما تفكر وتتأمل حياتها الجديدة بكل ما فيها من قسوة ومصاعب وحياتها السابقة في منزلها القديم بكل ما فيها من راحة بال وطيب أحوال. كانت ترى نفسها سجينة داخل تلك القرية التي يسمونها بـ"قرية التحرير".

"سأله سائق التاكسي إلى أين نذهب يا سيدي. أجاب: نذهب إلى أي مكان تريده. همهم السائق هامسا وكأنه يتحدث مع نفسه: "يا لحظي العاثر الذي أوقعني مع هذا الراكب الغريب الذي جاءني كرصاصة طائشة من حيث لم أتوقع". كان "تشول هو قد استمع لما يهمهم به السائق فرد عليه قائلا: "أنا ابن وزوج وأب وأخ أكبر وكاتب في شركة للمحاسبة وأخيرا رصاصة طائشة كما ذكرت، وألعب كل تلك الأدوار وغيرها بمفردي. لا أعرف مكانا محددا لتحملني إليه. تصرف بما تراه مناسبا. فهيا بنا نذهب!".

---

الكاتب "لي بوم صون":

وُلد  في بيونغ نام عام 1920 في وتوفي عام 1982. نشر أول أعماله بعنوان "الأدب الحديث" عام 1955. حصل على عدة جوائز أدبية.  نشرت قصته بعنوان "أو بال تان 오발탄" أو "رصاصة طائشة" في مجلة الأدب الكوري المعاصر" في عام 1959.