"ظلّت تلك الغرفة الصغيرة مضيئة ومتقدة دوما، وجزءَ من ذكرياتي رغم مضي كل تلك السنوات.  كنت في الثامنة والعشرين من عمري عندا رأيتها أول مرة فوق أعلى سطح تلك البناية المكونة من ثلاثة طوابق. استفسرتها عن ماذا تسمي هذه الغرفة فقالت إنها تسمى "أوك توب بانغ". استغربت لذلك الاسم العجيب الثلاثي المقاطع الذي لا أراه يعبّر عن تلك الغرفة بأي شكل.  كان يمكن أن تسمى برج أو شرفة أو سطوح أو أي اسم غير ذلك الاسم الذي يعبّر عن شكل من أشكال التغرًب والتهديد والانعزال".

بطل القصة وراويها هو " مينسو" وهو يرى السطوح منفى ومكانا منعزلا عن سطح الأرض يعيش سكانه في يأس وكآبة وعذاب. مسرح القصة غرفة في سطوح عاش فيه كل من "مينسو" وصديقته " جوهي" قبل عشر سنوات.

# شريط مقابلة الناقدة الأدبية "جون سو يونغ".
 الأمكنة تمثل خاصية ورمزية مهمة من خواص أدب الكاتب بارك سانغوو، وهي تبد أكثر وضوحا في هذه القصة بالذات. المكانان اللتان تتناولهما هذه القصة هما الغرفة التي فوق السطوح التي تسكن فيها بطل القصة، والعمارة التي يعمل فيها بطل القصة، وترمز لها القصة بمغزيين متضادين. الغرفة الضيقة التي تسكن فيها "جونهي" فوق السطوح بكل ما فيها من وعورة وفقر وظلام هي عكس المتجر الفاخر الذي تعمل فيها بكل ما فيه من وفرة ونعيم ورقي ورفاهية وأضواء وبهرجة وهو ما يجعلها تحلم بأن يأتي اليوم الذي تعيش فيها في مثل ذلك المكان. المفارقة هي أن بطلة القصة التي تعيش في مسكن عالي ومرتفع وتعمل في مكان سفلي منخفض تجد أن حياتها تسير عمليا على عكس ذلك تماما.

"المسافة من تلك الغرفة فوق السطوح إلى هنا، والوقت الذي مضى منذ أن تركت تلك الغرفة وحتى الآن، أشياء تكفي لإغراق كل تلك الذكريات في مستنقع النسيان، غير أنني لم أتمكن من اطفاء ذلك الضوء الذي يشع من تلك الغرفة المنتصبة فوق ذلك السطوح  مثل برج   ضيق، ليتسلل داخل قلبي.  ربما نلتقي يوم ما. حتى لو لم نستطع التعرف على بعضنا البعض سأظهر لها وجه سيزيف الحقيقي والسعيد  والذي استطاع أن يملك الجرأة والشجاعة لمواجهة القدر، وتحدي المصير".

---

الكاتب " بارك سانغ وو":

وُلد في 20 أغسطس 1942 في مدينة كوانغ جو. فاز بجائزة أدبية عام 1988 عن روايته "الضوء الذي لا ينحسر"، كما فازت قصته "برج في قلبي" بجائزة أدبية عام 1999.