""انطلقت تجري بأقصى ما تملك من سرعة، مندفعة داخل زقاق ضيق وكأنها عصفور يبحث عن عشه. أما هو فكان قد عاد للتو من الخارج بعد أن تخلص من كيس القمامة". "كان منزله يقع داخل زقاق ضيق على بعد خطوات قليلة من الشارع العام الذي لا يتسع لمرور أكثر من سيارة واحدة فقط. كان الزقاق الصغير لا يضم سوى منزله وبيت صغير آخر مبني على الطراز الكوري التقليدي المعروف باسم "هان أوك"، وغرفتين متهالكتين يتم الدخول لهما عبر باب من الألمونيوم الصدئ. وعندما اقتحمت غرفته طلب منها أن تتوقف وسألها عما يحدث وهو مندهش لما يشاهد. وضعت أصبعها على شفتيها ترجوه أن يصمت قبل أن تتحدث بكلمات هامسة لاهثة: "أرجوك أن تدخل وتغلق الباب خلفك". فعل ما طلبت منه بشكل آلي. مضت في الهمس بصوت مرتعش: "لقد التقيت صدفة بشخص لا أريد مقابلته مرة أخرى في حياتي". وبدأت تنظر عبر النافذة الضيقة نحو الفناء الخارجي، وإلى عتبة الغرفة الصخرية الصغيرة وعليها زوج حذاء ملقي بشكل مهمل. كان شعرها الناعم المنسدل على كتفيها يبدو ذهبيا مع انعكاس شعاع الشمس عليه. كانا يجلسان متجمدين داخل الغرفة الضيقة قبل أن يهب واقفا ليقول: "لا بد أن أخرج الآن".

# شريط مقابلة الناقدة الأدبية "جون سو يونغ".

تصف الكاتبة في قصتها وبشكل تفصيلي شوارع وأزقة "بوك تشون" التي ترى أنها تمثل بوابة لدخول الماضي. سيول القديمة محفوظة بشكل كامل في تلك الضاحية، لذلك فإن الكثيرين يذهبون إليها لاستذكار الماضي والحنين لما يرونه الزمن الجميل. ربما هذا هو سبب اختيار الكاتبة لتلك المنطقة بالذات كخلفية لقصتها. "بوك تشون" منطقة يتعايش فيها الحاضر مع الماضي، ومكان مثير للذكريات، وشخصيتا بطليْ القصة مشابهتان لتلك المنطقة  من حيث أن ماضيهما هو ما يشكل الحاضر.

"ضاحية "بوك تشون" عادة ما تكون مكتظة بالزوار في نهاية كل أسبوع، حيث يأتي إليها السياح لمشاهدة بيوتها التقليدية. كان يطيل النظر لعينيها الناعستين، ولا يرى في الدنيا سوى ذلك المشهد البديع".

---

 الكاتبة "لي هيه كيونغ":

وُلدت في مقاطعة تشونغ تشونغ الجنوبية عام 1960. نشرت أول أعمالها الأدبية عام 1982. وحصلت على جائزة أدبية عن روايتها "بيت فوق الشارع" عام 1995. تم نشر قصة "بوك تشون" للكاتبة "لي هيه كيونغ" في عام 2009.