""أشتري زجاج الكولا وكل أنواع الزجاج الفارغ... من يريد شراء صحف ومجلات قديمة.. أقايض معدات من الحديد والألمونيوم والصفيح!". كان زوج أم "وان سو" بارعا في الترويج لما يبيع ويشتري من بضائع قديمة. وكان "وان سو" يكره زوج أمه ويحتقره، ولذلك لم يحدث أن ناداه أبدا بكلمة "أبي". قال له زوج أمه مرة إنه قرر أن يصطحبه لممارسة التجارة. رفض "وان سو" في البداية، ولكن لم يكن أمامه سوى الرضوخ."

"كان زوج أمي يدفع لما يشتري إما نقدا أو مقايضة بالأرز. كان أحيانا يختبئ أو يدخل بيوتا مغلقة ويطلب مني أن ألعب دور الحارس لأحذره من أي شخص قادم أو حركة مريبة، وذلك عن طريق الصياح أو الصفير. كنا أحيانا نتفق على رموز محددة حسب كل موقف. كان أحيانا يدخل أماكن غير مصرح له بدخولها، وإذا سُئل عن سبب دخوله يدعي أنه جاء لإصلاح ماسورة الماء أو قراءة عداد الكهرباء أو أي شيء من هذا القبيل. وقد تبين لي أنه يدخل إلى تلك البيوت والمحلات من أجل سرقة أي أشياء قديمة أو مهملة دون أن يشك فيه أحد، ثم يبيعها فيما بعد. أتقنت فنون اللعبة، وصرت أقوم بتنبيهه وتحذيره في اللحظة المناسبة".

# شريط مقابلة الناقدة الأدبية "جون سو يونغ".

عالم هذه القصة يتم النظر إليه من خلال منظور الصبي الفقير بطل القصة وراويها. أغلب القصص التي تكتب بلسان حال أبطالها من الأطفال عادة ما تكون قصص مروية ببراءة الطفولة التي تستحوذ على مشاعر القراء وتستثير عواطفهم. لكن بطل هذه القصة لا يستعمل ولا يتمتع بأي شكل من أشكال البراءة، ولا يروي قصته من منظور طفولي بريء، وإنما على العكس، من منظور مشاغب ومخادع. بطل القصة غلام تربى تحت كنف زوج أمه الذي هو شخصية ابتزازية ذات ميول إجرامية وقدرة على الخداع.  

"لم أشعر بالحسرة، بل اعتراني الشعور بالفخر، حيث أحسست بأبي بطلا للمرة الأولى في حياتي لأنه لم يرضخ لابتزاز الفاسق "تشيه"، ولم يوافق على أن يضاجع أمي كما فعل أبي الحقيقي سابقا. كل ما أسعفني تفكيري بعمله وقتها هو إخراج عصا مدببة من الفولاذ من جيبي وقذفت بها عاليا قبل أن أتلقفها مرة أخرى وأنا أصيح: الويل لك أيها الجبان واندفعت ككلب صيد نحو "تشيه" الذي أخذ يرتعش بينما ملأ صراخ أمي المكان وهي تحاول اللحاق بي لمنعي من ارتكاب جريمة. فنظرت إليها وأنا أتمتم: اللعنة عليك وعلى جُبنك!".

---

 الكاتب "كيم جو يونغ":

وُلد الكاتب "كيم جو يونغ"  في مقاطعة كيونغ سانغ الشمالية في 26 يناير عام 1939. نشر أول أعماله الأدبية عام 1971. فاز بعدة جوائز أدبية منها جائزة "كيم مان الأدبية الرابعة" عام 2013.