ⓒ Getty Images Bank

# شريط مقابلة الناقدة الأدبية جون سو يونغ

"لي كي هو" كاتب قصصي وأديب مبدع صاحب أسلوب شفّاف وجذاب منذ أن أُشتهر كقاص في بدء الألفية الجديدة وحتى الآن، وهو كاتب موهوب يكتب بشكل طبيعي وسلس. يكتب عن نفسه وعن الآخرين وعنّا جميعا ككائنات تعيش في وسط اجتماعي لا يخلو من فوضى وانفلات وأنانية، وبشكل يجمع ويربط بين كل تلك الأشكال بنظرات ثاقبة.

"في صباح اليوم، شاهدتُ ذلك الرجل مرة أخرى في أثناء قيادة سياراتي إلى الجامعة. كانت هناك جمهرة من الناس تقف عند محطة الأوتوبيس القريبة من المجمع السكني وأنظارهم موجهة نحو السلك الشائك الذي يحيط بمنطقة في أسفل الجبل في الشارع المجاور. كان هناك رجل يحمل لافتة كُتب عليها بالخط الأحمر العريض "أيها السيد كيم صوك مان 김석만 الذي يسكن في الشقة رقم 502 في البناية رقم 103، رد إلي أموالي. أعد لي فورا المبلغ الذي اقتنصته بالغش والخداع. سبعة ملايين وون بالتمام والكمال".

راوي القصة هو أستاذ في إحدى الجامعات المعروفة، وقد ظل في حالة عزوف نفسي عن الكتابة لفترة تقارب العام. لم يكن يعرف سببا محددا لما يعتريه من قلق وغضب وشعور بالإحباط. كان يحاول التنفيس عن ذلك والسيطرة على تلك الأحاسيس السلبية من خلال استنشاق أنفاس عميقة أو الانفجار في موجات غضب هستيري والضرب بقبضة يده على المقعد أو الطاولة التي أمامه. 

“"هل تفعل كل ذلك من أجل أمك. هل تشعر بأن فشلك في توفير المبلغ الذي طلبته أمك هو سبب موتها؟ هل تفعل كل ذك بسبب وخز الضمير؟ فرد عليّ قائلا: لا. ليس ذلك صحيحا. وليس أنا من يتسبب في موت أمه". وانتصب واقفا من مقعده وعيناه تشعان غضبا وحزنا. قال بكلمات غاضبة: "ليس صحيحا ما تتهمني به. لم أسدد لها المبلغ لأنني كنت أمتلك ستة ملايين وون فقط وكأن عليّ أن أعمل لمدة شهرين متتاليين آخرين حتى يكتمل المبلغ المطلوب. كنت فقط في حالة انتظار". فقلت له بكلمات هادئة: "فقط أرجو منك ألا تسبب لهؤلاء الناس الطيبين المزيد من القلق. دعهم وشأنهم".

هكذا تطرح هذه القصة تساؤلا قديما لكنه متجدد، وهو: "لماذا وكيف نخطئ أحيانا في مجتمعاتنا الحديثة والمعاصرة ونخلط بين المجرم والضحية؟ 

---

الكاتب "لي كي هو":

وُلد الكاتب "لي كي هو" في مقاطعة كانغ وون في 1972. نشر عدة أعمال أدبية، وكان أول ظهور أدبي له عام 1999. فاز بجائزة الأدب الآسيوي عام 2018.