الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

قصة "بوك ضُك-بانغ، مكان الحظ السعيد" للكاتب "لي تيه-جون 이태준".

2020-09-08

ⓒ Getty Images Bank

'الرجل الطويل ذو الوجه الأحمر والعينين الجاحظتين هو السيد صو، وهو يرتدي القبعة الكورية التقليدية التي تُدعى "غات"، وهو دائمًا ما يتفحص الشارع بعينيه بحثًا عن أي شخصٍ يبحث عن سكن يستأجره. كان دخله بالكاد يكفي النفقات الأساسية في البداية، لكن بعد فترة، استطاع أن يبني منزلًا معقولًا في كاهوا-دونغ، ثم استطاع أن يشتري بعض الأراضي بالقرب من تشانغ-دونغ. ربما رثا نفسه لما آل إليه حاله، بعد أن كان مسؤولًا عسكريًا ذا هيبة وكبرياء، ربما شعر بالأسى وهو يتأمل كيف تدهور به الحال حتى أصبح مجرد وكيل عقاري، يجب عليه أن يتعامل حتى مع بائعات الهوى ووذوي الحيوات الوضيعة الذين يبحثون عن سكن يستأجرونه. قال لنفسه: "لا فائدة من التفكير في الماضي. لا يزال أمامي سنوات يجب أن أعيشها".  قرر أن يمضي ما تبقى له من العمر وهو يضحك'.



تدور القصة حول الشخصيات الرئيسية الثلاث: السيد "أن"، والسيد "صو"، والسيد "بارك هي-وان"، وتتخذ القصة من مكتب وكالة عقارية في سيول مسرحًا لها.



''"سيكون العالم رائعًا حقًا لو توفر لدي الكثير من المال". كل ما كان يراه كلما خرج للتريض قليلًا هو مبانٍ جديدة عالية، ومنازل جميلة. كلما تشتت انتباهه قليلًا سمع صوت أبواق السيارات الأنيقة اللامعة كسمك سلور خرج من الماء لتوه. وكان إذا استدار رأى سائقًا يرمقه في غضب، بينما جلس سيده السمين في مقعد الركاب في الخلف وعلى وجهه ابتسامة ساخرة. قال بينه وبين نفسه: "سأكون في الستين من عمري قريبًا، اللعنة!". كان السيد أن ساخطًا بسبب تقدمه في العمر. كان يريد أن يتملك عشرة آلاف وون على الأقل، وأن يبدأ حياته من جديد. راح يتساءل بينه وبين نفسه عن جدوى المنازل الفاخرة، والسيارات والطائرات، ما فائدة كل هذا له الآن؟ سوف تنقطع صلته بالعالم تمامًا بمجرد أن ينفد منه المال. عندها، سيكون كالجثة، لا أكثر. لطالما سأل نفسه ذلك السؤال: ماذا يستطيع أن يفعل؟ لم يكن أمامه أي طريقة لكسب المال، لكنه كان واثقًا أنه يستطيع أن يكسب الكثير إذا واتته الفرصة المناسبة'.



# شريط المقابلة مع  البروفيسور "بانغ مين-هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية

قصة "بوك ضُك-بانغ، مكان الحظ السعيد" هي واحدة من أهم أعمال "لي تيه-جون" تاريخيًا. فكل الشخصيات تعود إلى أواخر عصر جوسون في أوائل عشرينيات القرن الماضي، قبيل الاستعمار الياباني. وقد كان السيد "أن" يعمل لحساب الحكومة، بينما كان السيد "صو" مسؤولًا عسكريًا، لكن مرور الوقت غير نظام مملكة جوسون، فحل محلها الاستعمار الياباني والنظام الرأسمالي. وهكذا أصبح الناس الذين كانوا يعملون ضمن النظام القديم عاطلين عن العمل، وصار عليهم البحث عن طرق جديدة للاستمرار في العيش في ظل النظام الجديد. وهم أناس أرادوا الحفاظ على نظام حياتهم القديم ومستوى المعيشة الذي اعتادوا عليه، لكن العالم الجديد لم يكن ليسمح لهم بذلك. والرواية هي قصة حزينة تصف لنا تشبث هؤلاء الرجال الثلاثة بمكتب الوكالة العقارية وبحثهم المضني عما يمكنهم من الاستمرار في العيش لما تبقى لهم من سنوات.




الكاتب "لي تيه-جون".

ولد االكاتب "لي تيه-جون" في عام 1904 في "تشولوونغون" بمقاطعة كانغ وون. ونشر أول أعماله الأدبية عام 1925 بعنوان "أومونغنيو"، وله عدة أعمال أدبية قيمة، مثل "ليلة مقمرة"، و"قبل الاستقلال وبعده"، وغيرها.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;