يعود تاريخ العلاقات بين كوريا والعالم العربي إلى أكثر من ألف عام، حيث يشير تاريخ كوريا إلى أن التجار العرب وصلوا إليها لأول مرة في عصر مملكة شيلا الموحدة القديمة.
وجاء وصول الإسلام إلى كوريا بشكل فعلي في أثناء الحرب الكورية التي اندلعت في عام 1950 وانتهت في عام 1953.
فقد أرسلت تركيا قوات من جيشها إلى كوريا للمشاركة إلى جانبها في الحرب ضمن قوات الأمم المتحدة. وبعد انتهاء الحرب قامت القوات التركية بتشييد مسجد في كوريا الجنوبية لتأدية شعائر الإسلام في عام 1956.
ومنذ ذلك الحين، أقبل الكوريون على اعتناق الإسلام، وبدأ عدد المسلمين الكوريين يزداد لدرجة أنه تم تأسيس الاتحاد الإسلامي الكوري في عام 1965.
وشهد عدد المسلمين في كوريا زيادة كبيرة في أعوام السبعينيات من القرن الماضي نتيجة لإسلام الآلاف من الكوريين الذين كانوا يعملون في مواقع الإنشاءات في الشرق الأوسط خاصة في المملكة العربية السعودية.
وسعت الحكومة الكورية آنذاك لتحسين العلاقات مع الدول المنتجة للبترول في الشرق الأوسط ضمن الجهود الرامية إلى ضمان الحصول على البترول الخام.
ومن جانبها، أبدت الدول العربية اهتماما بنشر الإسلام في كوريا الجنوبية، واستجابة لذلك الاهتمام، قدمت الحكومة الكورية دعمها لنشر الإسلام في كوريا الجنوبية.
وقد تبرع الرئيس الكوري الأسبق "بارك جونغ هي" بقطعة أرض لإقامة المسجد والمركز الإسلامي الرئيسي في سيول، وتم وضع حجر الأساس لهذا المشروع عام 1971.
وفي عام 1974 احتفل الاتحاد الإسلامي الكوري بإتمام بناء المركز الإسلامي في منطقة "إي تيه وان" في سيول بحضور وفود من بعض الدول الإسلامية والعربية، وبعد عام احتفل بإتمام بناء المسجد الملحق بالمركز الإسلامي.
ثم تم بناء المسجد الثاني في مدينة بوسان ثاني أكبر مدينة في كوريا والمسجد الثالث في مدينة كوانغ جو بمقاطعة كيونغ كي.
ويبلغ عدد المسلمين في كوريا الجنوبية حاليا حوالى 200 ألف، من بينهم 35 ألف كوري، و170 ألفا من الأجانب المقيمين في كوريا .
وهذا العدد يبلغ حوالي 55 ضعفا مقارنة بعدد المسلمين في كوريا في عام 1965 الذي تم فيه تأسيس الاتحاد الإسلامي الكوري.