غدير يماني: غرس حب القراءة لدى الأطفال
2025-07-18
#بانوراما الأخبار الكورية l 2024-10-15
من هي الكاتبة الكورية هان كانغ الفائزة بجائزة نوبل في الأدب؟
كان العمل الذي جعل اسم هان كانغ معروفا للعالم لأول مرة كان رواية "النباتية". فازت هان كانغ بجائزة مان بوكر البريطانية عام 2016 عن رواية "النباتية" لتصبح أول كاتب كوري أو كاتبة كورية في هذا المجال. وهي رواية متسلسلة نُشرت لأول مرة في مجلة "الإبداع والنقد" الفصلية في عام 2004، ثم نُشرت ككتاب في كوريا في عام 2007. كما قامت أيضا بتدريس نظرية إبداع الروايات للكتاب الموهوبين في جامعة سيول للفنون من عام 2007 إلى عام 2018. وقيّم طلابها الكاتبة في ذلك الوقت باعتبارها أستاذة تأسر الطلاب بحساسيتها وجاذبيتها.
قالت هان كانغ، التي ولدت في مدينة كوانغ جو، في حدث أدبي أقيم في شهر فبراير عام 2016 إن ألبوم الصور الذي أهداه لها والدها الروائي "هان سُنغ وان" بعد انتقالها إلى سيول، غير حياتها تماما. فقد احتوى هذا الألبوم على صور لأشخاص قُتلوا في أثناء الحركة الديمقراطية في كوانغ جو. وذكرت إن ألبوم الصور الذي شاهدته وهي في الثالثة عشرة من عمرها، أتاح لها فرصة لطرح أسئلة أساسية حول البشر، حيث بدأت في استكشاف الأسئلة الأساسية حول البشر خاصة منذ تأليف كتابها الثالث بعنوان "النباتية". وفي مؤتمر صحفي عقدته في شهر نوفمبر من العام الماضي أعلنت هان كانغ التي ظلت تتأمل في الظلام العميق وفي جراح التاريخ الكوري الحديث من خلال رواياتها، أنها ترغب في كتابة "قصص مشرقة في المستقبل".
تشتهر هان كانغ أيضا بعائلتها الأدبية، حيث إن والدها هو الكاتب المعروف "هان سُنغ وان 한승원" الذي كتب العديد من الروايات مثل "أجيه أجيه بارا آه جيه 아제아제 바라아제 "، و" العالِم الكبير تشو سا 추사 " و"حياة دا سان 다산". ويبلغ عمره الآن 85 عاما ولا يزال يمارس الكتابة بنشاط حتى إنه نشر رواية حول سيرته الذاتية بعنوان "طريق الإنسان" في بداية هذا العام. وأوضح في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام أن ابنته "هان كانغ" كاتبة تعتمد على الأفكار التقليدية وتحوّلها إلى حساسية حديثة. واعترف بأنه يصاب بالدهشة في بعض الأحيان عندما يقرأ ما كتبته ابنته، كما يشعر بالغيرة.
الأخ الأكبر لهان كانغ، هان دونغ ريم، يعمل أيضا روائيا. ومن المعروف أن هان كانغ تتمتع بمهارات ممتازة في الغناء والعزف على البيانو الذي تعلمته منذ صغرها. ففي عام 2007 أصدرت المجموعة النثرية "أغاني تُغَنَّي بهدوء" ويحتوي هذا الكتاب على ذكرياتها الماضية وعلى ألبوم أيضا يضم 20 أغنية، منها 10 أغانٍ قامت بكتابتها وتلحينها وغنائها بنفسها.
قالت الأكاديمية السويدية إن سبب اختيار هان كانغ كفائزة بالجائزة هو نثرها الشعري الذي يواجه صدمة التاريخ ويكشف في الوقت نفسه عن هشاشة الحياة البشرية.
وقال "بانغ مين هو" البروفسور في قسم الأدب الكوري في جامعة سيول الوطنية إنه يمكن القول إن الإكاديمية السويدية اهتمت بالمعاني الذي تحملها ثلاثة أعمال روائية كتبتها "هان كانغ" وهي "النباتية" التي فازت الكاتبة بها بجائزة مان بوكر الشهيرة، و"أفعال البشرية" التي تتناول حدثا تاريخيا مأسويا وقع في مدينة كوانغ جو الكورية عام 1980، و"لن نفترق" التي تربط حدث كوانغ جو مع حدث مأساوي آخر وقع في أواخر الأربعينيات في جزيرة جيجو الكورية. وكيف هو حال العالم البشري بأكمله الآن؟ إن روسيا وأوكرانيا في حالة حرب وتستمر حرب أخرى بين إسرائيل وقطاع غزة في فلسطين وحتى لبنان، حيث يعيش العالم اضطرابات كبيرة. أما كوريا فقد تم تحريرها نتيجة لحرب المحيط الهادئ، ولكن تم تقسيمها إلى شطرين، وعانت من الحرب الكورية. كما عانت أيضا من الدكتاتورية، وكان حدث كوانغ جو في عقدة تلك السلسلة. ولقد تعاملت هان كانغ باستمرار مع موضوعات مثل العنف التاريخي وجروحه في مؤلفاتها الأدبية، حيث ظلت تصور الألم والحزن والضعف التي يعاني منها البشر في مواجهة مثل هذا الواقع الأليم، وتحاول التعبير عن الحب تجاه البشر الذين يتغلبون على ذلك ويمضون قدما إلى الأمام. وهناك سمتان مهمتان في مؤلفات هان كانغ أشارت إليهما الأكاديمية السويدية بمناسبة منح الجائزة لها. إحداهما السمة الموضوعية التي تتناول من خلالها موضوعا عالميا للبشر على الرغم من أنها تتحدث عن أحداث تاريخية خاصة في كوريا. والأخرى سمة أسلوبية يمكن القول إنها الأسلوب الشعري الخاص بهان كان. في الواقع، يمكن القول إنه عندما يتم الجمع بين الاثنتين، فإن ذلك يخلق تأثيرا تآزريا مهما للغاية. تتيح أعمال هان كانغ لنا فرصة لتجربة القصص بشكل واضح للغاية من خلال أسلوبين غنائي وشعري. ويبدو أن الكاتبة هان كانغ تعتبر قدرة الأدب على إثارة التعاطف العالمي من القراء جَوْهَرَ الأدب.
قالت الناقدة الأدقية جون سو يونغ إن فوز هان كانغ بجائزة نوبل في الأدب هذا العام أمر مهم لأنه يثبت أن القيم الواردة في الأدب الكوري لها عالمية إنسانية. وعلى وجه الخصوص، يمكن القول إن آثار الأشخاص الذين ماتوا وعاشوا تاريخا مؤلما من الحرب والعنف لا تزال محفوظة في الأدب الكوري. وفي هذا الصدد، أنا سعيدة للغاية لأن معظم الأدباء الكوريين تمكنوا من تحقيق التعاطف العالمي والعالمية، وخبر هذه الجائزة يثبت تلك الحقيقة. وأيضا هناك حقيقة أخرى مشجعة للغاية، وهي أن المؤلفة أصغر سنا بكثير مقارنة مع الفائزين أو المرشحين السابقين وهي امرأة آسيوية أيضا.
قالت الكاتبة هان كانغ إنها عرفت عن حصولها على جائزة نوبل في الأدب بعد تناول الطعام مع ابنها في ذلك المساء فقط، وكانت تلك مفاجأة. ويبدو أنها لم تتوقع ذلك حقا على الإطلاق. وبعد يوم واحد فقط من الإعلان عن فوزها بجائزة نوبل للأدب، تم بيع ما يقرب من 500 ألف نسخة في بعض المكتبات الكبيرة المحلية. كما احتلت أعمالها أعلى تصنيفات الأكثر مبيعا على الصفحات الرئيسية للمكتبات على الإنترنت. وظهرت ظاهرة نادرة تتمثل في تصدر الأعمال الأدبية قائمة الكتب الأكثر مبيعا، والتي كانت تهيمن عليها الكتب العملية مثل كتب تطوير المواهب الذاتية وكتب الاتجاهات. وفي المجتمعات عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، تتم مشاركة منشورات مثل "كتب سهلة من بين كتب الكاتبة هان كانغ" و"الترتيب الذي يجب أن نقرأ به أعمال هان كانغ".
بفضل فوزها بالجائزة القيمة، تم إحياء قوة الكتب التي ظلت منسية منذ فترة. وليس هذا فقط، وبل تمتد تداعيات فوزها إلى قطاع الأغاني الكورية. فقد قالت هان كانغ ذات مرة إنها تحب أغنية "كيف يمكنني أن أحب حتى الفراق؟ فقط أحبك أنت" والتي تغنيها فرقة "أكميو". وبعد فوز الأدبية بالجائزة بدأت هذه الأغنية في استعادة شعبيتها حتى تقدمت تقدما كبيرا في مختلف قوائم ترتيب الأغاني الكورية المحلية.
2025-07-18
2025-07-18
2025-07-18
يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;