الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية

كيم يو جونغ المتحدثة الرئيسية باسم كوريا الشمالية في الشؤون الخارجية

#تطورات شبه الجزيرة الكورية l 2025-08-27

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ KBS Newsإحدى الشخصيات الكورية الشمالية الأكثر ذكرا هي "كيم يو جونغ"، الشقيقة الصغرى للزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" ونائبة مدير إدارة اللجنة المركزية لحزب العمال. وقد رسخت مكانتها باعتبارها شخصية مؤثرة رئيسية، حيث تظهر باستمرار إلى جانب شقيقها وتعمل تقريبا كظله السياسي. وقد بدأت في إصدار تصريحات باسمها في عام 2020، في إشارة واضحة إلى ارتفاع مكانتها داخل النظام. إذن، ما هي الآثار الأوسع نطاقا لتصريحاتها، خاصة بالنظر إلى دورها في الإشراف على رسائل كوريا الشمالية إلى العالم الخارجي؟

في 28 يوليو، بعد 55 يوما من تنصيب إدارة "لي جيه ميونغ" في كوريا الجنوبية يوم 4 يونيو، أعلنت كوريا الشمالية موقفها الرسمي الأول من الحكومة الكورية الجنوبية الجديدة من خلال بيان صدر باسم "كيم يو جونغ". واليوم، سنحلل دور "كيم يو جونغ" مع "إي يونغ جونغ" مدير مركز الدراسات الكورية الشمالية في المعهد الكوري للأبحاث للاستراتيجية الوطنية.

"إي يونغ جونغ" مدير مركز الدراسات الكورية الشمالية في المعهد الكوري للأبحاث للاستراتيجية الوطنية:
صدر البيان عبر وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية يوم 28 يوليو، وعنوانه "العلاقة بين الشمال والجنوب تجاوزت تماما مفهوم القرابة". وهذا يعيد تأكيد "كيم جونغ أون" على أن كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية دولتان منفصلتان متعاديتان، وأن كوريا الجنوبية هي العدو الرئيسي للشمال. ويمثل هذا خروجا كبيرا عن موقف بيونغ يانغ السابق القائل بأن الكوريتين تشتركان في عرق واحد. ويبدو أن بيان "كيم يو جونغ" كان خطوة استباقية لمنع أي حوار محتمل، وهو يعكس اعتقاد كوريا الشمالية بأن محاولات سيول لإعادة التواصل سوف تتعارض مع موقف بيونغ يانغ الجديد الذي يصف العلاقات بين الكوريتين بأنها علاقات بين دولتين متعاديتين. وحتى بعد تصريح "كيم"، اتخذت إدارة "لي جيه ميونغ" تدابير تصالحية مختلفة، بما في ذلك إزالة مكبرات الصوت الدعائية عبر الحدود بين الكوريتين، لكن "كيم" رفضت هذه المبادرات، قائلة إنها لا تستحق حتى النظر فيها.

كانت أول رسالة من كوريا الشمالية إلى حكومة "لي جيه ميونغ" سلبية بشكل ملحوظ. ومن المثير للاهتمام أن بيان "كيم يو جونغ" لم يُنشر إلا عبر وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية التي تخاطب الخارج، ولم يَرد في صحيفة "رودونغ شينمون" التي يقرأها السكان المحليون. وفي 14 أغسطس، أصدرت "كيم" بيانا آخر زعمت فيه أن كوريا الشمالية لم تقم بإزالة مكبرات الصوت الحدودية. وبعد ذلك في 20 أغسطس، قالت إن كوريا الجنوبية لا يمكن أن تكون شريكا دبلوماسيا، مشيرة بشكل مباشر إلى الرئيس "لي جيه ميونغ" بالاسم. ومع ذلك، افتقرت الرسالة إلى اللغة الاستفزازية التي كانت سمة مميزة في التصريحات السابقة، مما يشير إلى اعتدال متعمد في اللهجة. وفي حين أن "كيم يو جونغ" كثيرا ما توصف بأنها الممثلة الرئيسية لكوريا الشمالية فيما يتعلق بالشؤون الكورية الجنوبية، فإن دورها صار يتجاوز ذلك، حيث تعمل أيضا كقناة اتصال مع الولايات المتحدة.

في يوم 29 يوليو، أصدرت "كيم يو جونغ" بيانا بعنوان "التواصل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة هو مجرد أمل أمريكي". ومع ذلك، يبدو أن المعنى الخفي في البيان مختلف عن هذا العنوان.

ألمح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى إمكانية استئناف الحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، مشددا على علاقته الشخصية مع "كيم جونغ أون". وعلى هذه الخلفية، يمكن تفسير التصريحات المتتالية لـ"كيم يو جونغ" على أنها تعبير عن الثقة في بيئة دبلوماسية مواتية لكوريا الشمالية. وحتى اعترافها بالعلاقة الشخصية غير السيئة بين قائدي كوريا الشمالية والولايات المتحدة يعني ضمنا أن المحادثات الثنائية يمكن أن تستمر إذا اعترفت الولايات المتحدة بكوريا الشمالية كقوة نووية. 

ظهرت "كيم يو جونغ" علنا في ديسمبر 2011 عندما توفي والدها "كيم جونغ إيل". وشوهدت خلف شقيقها "كيم جونغ أون"، الذي كان يشغل منصب رئيس المشيعين، وكان يبدو على وجهها حزن عميق. وبعد ذلك، رافقت شقيقها في العديد من المناسبات، بما في ذلك في حفل افتتاح مخيم دولي للأطفال وفي أثناء تفقد بعض الوحدات العسكرية. وفي عام 2016، تمت ترقيتها إلى منصب عضو في اللجنة المركزية لحزب العمال، المكلفة باتخاذ قرارات السياسات المهمة. وفي العام التالي، تم تعيينها رسميا عضوا مناوبا في المكتب السياسي لحزب العمال. ووفقا لـ"دليل الشخصيات الرئيسية في كوريا الشمالية" الذي نشرته وزارة التوحيد الكورية الجنوبية، ولدت "كيم يو جونغ" في عام 1988. وكان دخولها إلى المكتب السياسي، الذي يهيمن عليه عادة الأعضاء في الستينيات والسبعينيات من العمر، أمرا غير مسبوق وغير تقليدي في تاريخ حزب العمال.

"إي يونغ جونغ":
في مرحلة ما، كانت "كيم يو جونغ" تعتبر شخصية مؤثرة لدرجة أن هناك مقولة تقول: "كل الطرق تؤدي إلى الرفيقة يو جونغ". وعلى الرغم من أنها تشغل منصبا بمستوى نائب وزير، إلا أنها تتمتع بنفوذ كبير من خلال إدارتها للشؤون الشخصية والتنظيمية، مما جعلها شخصية مؤثرة داخل القيادة. ولا شك أن صعودها إلى الصدارة كان مرتبطا بنفوذ شقيقها. حتى إنها كانت تعتبر زعيمة بديلة محتملة في حالة عجز "كيم جونغ أون" عن القيادة أو حدوث أزمة غير متوقعة. وبينما يشغل "كيم جونغ أون" رسميا منصب الأمين العام لحزب العمال، فقد تم إنشاء منصب جديد هو "الأمين الأول". وعلى الرغم من عدم الكشف عن شاغل هذا المنصب، فقد ترددت تكهنات بأن "كيم يو جونغ" قد تم تعيينها سرا في هذا المنصب. وكان من المفترض أنها ستكون مستعدة لقيادة النظام الكوري الشمالي كعضو فيما يسمى "سلالة بيك دو" في حالة حدوث أي مشاكل لشقيقها.

درست "كيم يو جونغ" وشقيقها الأكبر "كيم جونغ أون" في مدينة برن السويسرية في أواخر التسعينيات. ومنذ ذلك الحين، طورت علاقة ثقة عميقة مع شقيقها. وبعد صعود "كيم جونغ أون" إلى السلطة، سرعان ما تسلقت السلم السياسي ووسعت نطاق أنشطتها.

في فبراير 2018، زارت "كيم يو جونغ" المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي بصفتها عضوا في الوفد الكوري الشمالي رفيع المستوى، الذي شارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في "بيونغ تشانغ". وخلال تلك الزيارة، سلمت شخصيا رسالة من "كيم جونغ أون" إلى الرئيس الكوري الجنوبي آنذاك "مون جيه إين"، كما تولت إدارة البروتوكول خلال مؤتمرات القمة بين الكوريتين وبين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وقد وسعت دورها السياسي في مارس 2020 بإعلانها أول بيان باسمها، عندما أعرب مكتب الرئاسة الكوري الجنوبي عن أسفه لإطلاق كوريا الشمالية صواريخ، حيث انتقدت ذلك البيان بشدة ووصفته بأنه "ادعاء أحمق وسخيف". 

تتميز تصريحات "كيم يو جونغ" في الغالب بخطاب شديد اللهجة وانتقادات صريحة ومباشرة.

من المرجح أن تصريحات "كيم" الحادة تنبع من مكانتها السياسية المرموقة، التي تتجاوز منصبها الرسمي كنائبة لمدير إدارة في حزب العمال. فهذا المنصب يعادل منصب نائب وزير في كوريا الجنوبية. وبالتالي فإن تصريحاتها تعبر في الواقع عن الموقف الرسمي لكوريا الشمالية بشأن القضايا الحاسمة في العلاقات بين الكوريتين والتفاعلات الدبلوماسية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وتُظهر تصريحاتها بوضوح مكانتها كواحدة من صانعي القرار الرئيسيين في السياسات تجاه كوريا الجنوبية.  

في 16 يونيو، بعد 3 أيام من إصدار التحذير، فجرت كوريا الشمالية مكتب الاتصال بين الكوريتين في مدينة "كيسونغ" الحدودية الشمالية. وأظهر ذلك بوضوح القوة الكبيرة وراء تصريحات "كيم يو جونغ". ولكن مع ظهور "جو إيه" ابنة "كيم جونغ أون"، يبدو أن مكانة "كيم يو جونغ" باعتبارها ثاني أقوى شخصية في كوريا الشمالية قد تشهد تغيرا.

"إي يونغ جونغ":
مع ظهور "كيم جو إيه" ابنة أخيها في خريف عام 2022، تغيرت ديناميكيات السلطة داخل كوريا الشمالية تماما، حيث يمكننا أن نرى الآن مكانة "كيم يو جونغ" تتراجع تدريجيا، مع وضع شقيقها ابنته في موقع الوريثة المحتملة. وهذا التغيير صار ملحوظا في مرّات الظهور العامة الأخيرة، حيث تتوارى "كيم" عن الأنظار بينما تظهر ابنة أخيها في الصدارة. ومن بين 20 إلى 30 صورة توثق أحداث "كيم جونغ أون"، ظهرت شقيقته في صورة أو صورتين فقط. ولكن يواصل الزعيم الكوري الشمالي استخدام أخته كمتحدثة رئيسية للتعبير عن مواقفه تجاه كوريا الجنوبية والمجتمع الدولي. وعلى عكس الماضي، فقد صار يرسم الآن حدودا واضحة عندما يتعلق الأمر بمسألة حاسمة مثل خلافة السلطة. ويبدو أنه عازم على إعداد ابنته لتكون الزعيمة المستقبلية.

خلال حدث عسكري في عام 2024، شوهدت "كيم يو جونغ" وهي تُظهر لفتة غير عادية من اللباقة تجاه ابنة أخيها الصغيرة "جو إيه". فمن النادر أن نرى الأخت القوية للزعيم الكوري الشمالي وهي تُظهر مثل هذا الاحترام أو التقدير لأي شخص آخر غير أخيها. فهل تشير هذه التفاعلات الدقيقة إلى تغيير في مكانتها السياسية؟

"إي يونغ جونغ":
أعتقد أن "كيم يو جونغ" لا تزال الثانية في الترتيب القيادي في كوريا الشمالية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الدعم القوي الذي تحظى به من شقيقها. وإذا حدث أي شيء لـ"كيم جونغ أون"، فمن الواضح أن "جو إيه"، البالغة من العمر 12 عاما، صغيرة جدا على تولي زمام القيادة على الفور. لقد رافقت "كيم يو جونغ" شقيقها باستمرار إلى محادثات القمة بين الكوريتين وبين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وبين كوريا الشمالية وروسيا، وكذلك في زياراته إلى الوحدات العسكرية والمواقع الاقتصادية، ولذلك فهي المرشحة المحتملة لحكم البلاد مؤقتا. ولكن لا يمكن أن تصبح "يو جونغ" رسميا وريثة "كيم جونغ أون". فوفقا لتقليد التوريث في كوريا الشمالية، لا يمكن أن يأتي الخليفة من نفس الجيل. ولا يمكن للأشقاء أن يخلف أحدهم الآخر مباشرة. والمنطق الكامن وراء ذلك هو أن اختيار خليفة من نفس الجيل ومن نفس الفئة العمرية من المرجح أن يؤدي إلى تكرار نفس التحديات. ولهذا السبب يجب أن يأتي الخليفة من جيل مختلف. وعلى الرغم من أن "كيم يو جونغ" لا يمكن أن تكون وريثة رسمية، إلا أنها لا تزال قادرة على القيام بدور حاسم في تشكيل اتجاه ديناميكيات السلطة في كوريا الشمالية في حالة عجز "كيم جونغ أون".

وقد تجلت مكانة "كيم يو جونغ" البارزة مرة أخرى في الاجتماع الوطني الطارئ لمراجعة مكافحة جائحة كورونا في عام 2022. ورغم تمتعها بسلطة هائلة، إلا أن "كيم" تتعامل بحذر، وتحرص على ألا تبدو وكأنها تتحدى سلطة شقيقها. ويبقى السؤال: هل يمكنها الحفاظ على مكانتها هذه في المستقبل؟

"إي يونغ جونغ":
من المرجح أن تحافظ "كيم يو جونغ" على موقف متحفظ وتبدي ضبط النفس على المدى القريب. وبدلا من تحدي شقيقها وتعريض منصبها للخطر، ستلتزم بعناية بتعليماته، لا سيما أنه يواصل توطيد سلطته وتعزيز مكانة ابنته "جو إيه" كوريثة محتملة له. ومن خلال هذا النهج الاستراتيجي، تهدف إلى توسيع نفوذها السياسي. وعلى الرغم من أن مكانتها قد تبدو مهمشة إلى حد ما في الوقت الحالي، إلا أن نفوذها لا يزال مؤثرا، ومن المرجح أن يكون لأهميتها السياسية تأثير كبير في السنوات القادمة.

هناك تكهنات حول احتمال خلافة ابنة الزعيم الكوري الشمالي، ولكن لا يزال المجتمع الدولي يولي اهتماما لشقيقته "كيم يو جونغ" التي بنت نفوذا كبيرا مع الحفاظ على علاقة وثيقة وودية مع شقيقها. ولا يسعنا إلا أن نتساءل عن النفوذ المحتمل الذي قد تمارسه بصفتها المتحدثة الرئيسية باسم كوريا الشمالية في الشؤون الخارجية خلال السنوات القادمة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;