ⓒ YONHAP News

انتهت الانتخابات العامة والمهمة في كوريا التي أُجريت في الأول من يونيو، واستعادت الشوارع صورتها العادية الخالية من أصوات الحملات الانتخابية واللافتات. حيث كانت اللافتات معلقة على الأشجار وأعمدة الكهرباء في كل شارع. وبعد انتهاء الانتخابات، تمت إزالة جميع اللافتات، إلا بعض اللافتات الجديدة المعلقة حتى الآن. هذه اللافتات يقدمها المرشحون الفائزون للتعبير عن الشكر، أو المرشحون الفاشلون في الانتخابات، للتعبير عن الشكر من ناحية أخرى أيضا. في هذا السياق، بلغ عدد اللافتات المستخدمة في هذه الانتخابات 128 ألفا، وإذا كان طول كل لافتة حوالي 10 أمتار في المتوسط، وربطناها جميعا، فسيبلغ طولها 1281 كيلومترا. هذا يساوي المسافة من سيول إلى طوكيو عاصمة اليابان. وبسبب اختلاف المرشحين، لا يمكن إعادة استخدامها في انتخابات أخرى، حيث أصبحت كلها نفايات. ولذلك تروج الحكومة والهيئات الاقليمية لإعادة استخدامها من خلال صنع حقائب للتسوق أو أكياس تُستخدم في عمليات الإنشاءات أو في تنظيف الشوارع. لكن هذا لا يكفي. فحوالي 10 بالمائة فقط من جميع اللافتات قابلة لإعادة الاستخدام. أما البقية أي 90 بالمائة من تلك اللافتات، يتم حرقها، وبالتالي ينبعث منها مواد الاحتباس الحراري، ومواد ملوِّثة للبيئة. بالإضافة إلى اللافتات، هناك أيضا الملايين من الأوراق الانتخابية التي تضم معلومات عن المرشحين، وأوراق التصويت، وفي عمليات إنتاجها تُستخدم حوالي 210 آلاف شجرة. وهذا يكفي لتدوير الكرة الأرضية ثلاث مرات. معنى ذلك من أجل الحملات الانتخابية لمدة 13 يوما فقط، حرقنا عدة غابات. وأكبر مشكلة هي صعوبة إعادة الاستخدام، حيث نحتاج إلى تنظيفها وتجفيفها، أي نحتاج إلى تكاليف إضافية لاعادة استخدامها. 

يُشار الى أن الجمهور يتحمل التكاليف اللازمة لإنتاج اللافتات وتعليقها وإزالتها والتخلص منها، حيث تنفق على ذلك الحكومة والهيئات الإقليمية من الضرائب، ولذلك هناك مطالب من حماية البيئة بضرورة تعديل القانون الخاص بالانتخابات. لفرض قيود على استخدام اللافتات مثل حجمها وعددها لكل مرشح أو حزب، وبالتالي حظر استخدام اللافتات بصورتها الحالية. وكذلك تقليل الأوراق الانتخابية، حيث تشدد المنظمات البيئية على أهمية تحويل نمط الحملات الانتخابية إلى رقمية. ومن المنتظر بعد مرور سنتين، ان تقام انتخابات برلمانية، ويتوقع مشاهدة حملات انتخابية مختلفة عن الحملات السابقة.