ⓒYONHAP News

طبقا لتقرير صادر عن هيئة الإحصاءات الكورية يوم الأربعاء الماضي، انخفض معدل الخصوبة الكلي في كوريا الجنوبية العام الماضي إلى أقل مستوى له.

ويقيس معدل الخصوبة الكلي متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في حياتها.

وفي العام الماضي، انخفض هذا المعدل في كوريا إلى 0.92، أي أقل من طفل واحد لكل امرأة، وهو ما يمثل انخفاضا مقارنة بما كان عليه في العام الأسبق عندما بلغ 0.98، وهو أيضا أقل مستوى له منذ أن بدأت الحكومة في رصد هذه البيانات في عام 1970.

وبهذا أصبحت كوريا الجنوبية الدولة الوحيدة من بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تسجل أقل من مولود واحد في معدل الخصوبة الكلي للعام الثاني على التوالي.

ويعنى هذا أن السياسات المختلفة التي انتهجتها الحكومة الكورية لتشجيع الإنجاب لم تكن لها أي فاعلية، ومن ثم استمر الانخفاض في معدل الخصوبة الكلي.

وأشار التقرير إلى أن عدد المواليد الجدد في كوريا قد بلغ 303 آلاف و100 مولود في العام الماضي، بانخفاض نسبته 7.3%، أي بمقدار 23 ألفا و700، مقارنة بالعام الأسبق، مسجلا بذلك أقل مستوياته أيضا منذ عام 1970.

وكان المتوسط السنوي لعدد المواليد الجدد في كوريا في أعوام السبعينيات من القرن الماضي يتجاوز المليون، ثم أكثر من 400 ألف في عام 2002، و300 ألف في عام 2017، وهو ما يعني أن كوريا أكثر دول العالم زيادة في وتيرة الانخفاض في عدد المواليد الجدد.

وأرجع التقرير السبب في هذا الانخفاض الحاد إلى قلة حالات الزواج.

وفي الواقع، بلغ عدد حالات الزواج في العام الماضي 239 ألفا و210 حالات، بانخفاض مقداره 18 ألفا و412 حالة مقارنة بالعام الأسبق، مسجلا بذلك انخفاضا للعام الثامن على التوالي منذ عام 2011.

ويشار إلى أن معدل الخصوبة المطلوب للحفاظ على مستويات السكان هو 2.1 طفل لكل امرأة، وهو الرقم الذي يعرف باسم "مستوى الخصوبة البديل".

وفي هذا الصدد، قالت هيئة الإحصاءات الكورية إن معدل الخصوبة الكلي البالغ أقل من مولود واحد يعنى أن عدد المواليد الجدد في الجيل القادم سيقل عن نصف المستوى الحالي.

وفي حالة حدوث ذلك فعليا، ستصبح التوقعات باختفاء كوريا الجنوبية بسبب قلة عدد سكانها حقيقة واقعية، وليست مجرد خيال سخيف.

والشيء الآخر المثير للقلق هو زيادة الشيخوخة في كوريا الجنوبية، حيث تعد كوريا أكثر دول العالم وتيرة في زيادة متوسط العمر المتوقع، الأمر الذي سيمثل تهديدا خطيرا على المجالات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

كما أشار التقرير إلى أن معدل الخصوبة الكلي في الربع الأخير من العام الماضي انخفض إلى مستوى 0.85 مولود، بينما بلغ متوسط هذا المعدل 1.65 مولود في عام 2017، وهو ما يشير إلى احتمال أن ينخفض المعدل في كوريا بشكل أكثر هذا العام.

ويدل كل هذا على أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لزيادة الإنجاب في البلاد لم تحرز نتائج مثمرة على الإطلاق.

وقد قامت الحكومة بإنفاق ما قيمته 185 تريليون وون لحل مشكلة قلة المواليد الجدد وزيادة الشيخوخة، ولكن لم يتم إيجاد حل جذري لتلك المشكلة، حيث مازالت الحكومة غير قادرة على وضع سياسات ذات فاعلية.