بدأ مؤخراً عرض الفيلم الكوري "space sweepers  "  أي "كاسحات الفضاء" على منصة نيتفلكس وفي كل انحاء العالم. ويعتبر هذا الفيلم أول فيلم خيالي كوري يدور حول الفضاء في عام 2092، أي بعد حوالي 70 سنة. لذلك حتى قبل إخراج الفيلم، ظل يتلقى اهتماما كبيرا بسبب قصته وميزانيته الضخمة ومشاركة أبطال مشاهير فيه. وفي هذا الفيلم يظهر نوع غريب من المهن، وهو طاقم سفينة جمع النفايات الفضائية.  ففي عام 2092، سيصبح الفضاء مليئا بالقمامة العائمة الخطرة، بما في ذلك الأقمار الصناعية القديمة، وسفن الفضاء المهجورة. واسم تلك السفينة هو "The victory"، حيث تبحث هذه السفينة عن القمامة التي يمكنها جني الأموال منها، بينما يتنافس الأبطال مع سفن جمع القمامة من البلدان الأخرى. 

معنى ذلك، أن مختلف دول العالم سوف تسعى في ذلك الوقت إلى الفضاء بحثا عن مصادر الثروة، التي ستكون مجرد قمامة، حيث أن مستوى أو نوع القمامة في الفضاء سيكون مختلف تماما عن القمامة على الأرض. وأن عملية جمع القمامة الفضائية أكثر صعوبة. 

تعتبر القمامة الفضائية هي أكبر صعوبة تعرقل أحلام اكتشاف الفضاء. على سبيل المثال، فالنفايات الفضائية تدور في مدار كوكب الأرض بسرعة 40 ألف كيلومتر في الساعة. وكما يظهر في الفيلم، هذه السرعة تزيد عن سرعة رصاصة. سرعة الرصاصة عند لحظة الإطلاق تبلغ 3500 كيلومتر في الساعة، وهذا يعني أن سرعة القمامة الفضائية أكبر بـ11 ضعفا. حيث أنه في الفضاء بدون مقاومة الهواء، تستطيع هذه النفايات الحفاظ على نفس سرعتها عند لحظة الإطلاق. وبالتالي فإن عملية جمعها صعبة، لكنها تضمن تحقيق ربح مالي كبير. لذلك، تسعى القوى العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا إلى ابتكار تقنيات متطورة عالية تتعلق بهذا المجال، وكوريا أيضا بادرت بخطة طموحة للتنافس مع تلك الدول. يُشار الى أنه في بعض مشاهد الفيلم، هناك مقارنة بين عام 2021 وعام 2092، من ناحية التطورات التكنولوجية. فمثلا يظهر في الفيلم روبوتات وكائنات أخرى، ولكن لا يوجد بينها وبين البشر مشاكل تعيق التواصل. لأن لديهم أجهزة للترجمة الفورية لأي لغة من اللغات المختلفة، حيث سيكون بإلامكان في ذلك الوقت التحدث مع أي شخص أجنبي بمجرد ارتداء سماعة أذن لا سلكية. هذا يعني أنه في المستقبل ستختفي مهنة الترجمة. الآن، تسود الآراء التي ترى عدم اختفاء مهنة الترجمة على الرغم من تطور الذكاء الاصطناعي، لكن الفيلم يقول إنها ستختفي  في المستقبل.