ⓒ Getty Images Bank

في كوريا، وفي العديد من دول العالم أيضا، يحرص الناس على استهلاك مبالغ غير قليلة في "NFT" أي "الرموز غير القابلة للاستبدال". حيث أن حمى الناس نحو هذه التقنية لها علاقة بالعالم الرقمي حاليا، ففي هذا العصر، لا يوجد مفهوم "أي تقنية فريدة أو وحيدة"، حيث يمكن نسخها عدة مرات بلا حدود وتقاسمها مع الآخرين، بينما تتميز هذه التقنية بوجود أي شيء وحيد وغير ممكن للاستبدال، أي أن هناك من يملك هذه التقنية، بينما لا يملكها  آخرون. على سبيل المثال، في المزاد المقام في لندن في العام الماضي، تم بيع لوحة رقمية تحت عنوان "لوحة كائن فضائي" مصنوعة باستخدام هذه التقنية بقيمة 11,7 مليون دولار. حيث أن هذه اللوحة ليست لوحة مادية نستطيع لمسها مباشرة، لكنها بيعت بهذا المبلغ الكبير لأنها غير قابلة للنسخ. في الحقيقة تقنية "NFT" تستفيد من تقنية "سلسلة الكتل" أي “block chain”، المستخدمة في العملات الافتراضية. وباستخدامها، أدخلت المعلومات الرقمية غير القابلة للاستبدال في المحتويات الرقمية، حيث يتم تسجيل المعلومات مثل صاحب حق الملكية وسيرة المعاملات. يُشار الى أنه في العالم الرقمي، لم تكن هناك أي طريقة تُفرِّق بين أصل المحتويات ونسختها، ولذا تُجري عملية نسخ المحتويات بشكل غير شرعي. ولكن بفضل هذه الميزات وقيمة المحتويات الرقمية النادرة، يتدفق الناس إلى شرائها وامتلاكها، ويستثمرون فيها، لأن أسعارها ترتفع باستمرار، ومن ثم يمكنهم بيعها بأسعار مرتفعة ويربحون. ونتيجة لذلك، تتوسع مجالات هذه التقنية إلى مجالات أخرى، من اللوحات إلى الأعمال الفنية الأخرى، والألعاب الرقمية وحتى العقارات. ففي العام الماضي، بلغ حجم المعاملات في أسواق "NFT" حول العالم، 17,6 مليار دولار، بزيادة 215 ضعفا عن العام الأسبق. ويلاحظ زيادة هذه الحمى بشكل مفرد، حيث أجد بعض الناس في المجتمع الكوري يستثمرون مبالغ كبيرة في هذه المجالات، ويتوقفون عن العمل في الشركات. حيث كان هناك تلميذ في مدرسة ابتدائية، استفاد من هذه التقنية وحقق أرباحا مالية، كما كان هناك بعض الرسامين الذين حرقوا لوحاتهم الحقيقية بعد تحويلها إلى عمل رقمي. وهناك من حقق عوائد مالية، وأيضا هناك من خسر ماله.