الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

بان كيمون: زوبعة في فنجان!!!

2017-02-14

سيول بانوراما

بان كيمون: زوبعة في فنجان!!!
بدأ الأمر كله ، وقبل نحو عام أو يزيد قبل الموعد المحدد لانتهاء فترة عمل بان كيمون في الأمم المتحدة، والتي شغل فيها ، ولدورتين متعاقبتين، منصب الأمين العام الثامن للأمم المتحدة. ورغم اختلاف تقييم الكثيرين حول شخصيته كقائد أعلى وأكبر للدبلوماسية العالمية، وقدراته القيادية والكاريزمية، وبالنسبة للطريقة التي أدار بها الأمم المتحدة خلال الأعوام العشرة الماضية، إلا أن هنالك ما يشبه الاتفاق من أنها كانت بالنسبة للأمم المتحدة كمؤسسة ومنشأة دولية أعواما متسمة بالهدوء ولم تشهد فيها الأمم المتحدة أي متاعب أو مشاكل رغم أنها كانت فترة حافلة ومليئة بالقلاقل العالمية والاضطرابات و القلاقل على مستوى الواقع العالمي المعاش.
وتزامنت الأشهر الأخيرة من فترة ولايته الثانية مع اندلاع الأزمة والفضيحة الرئاسية الكبرى التي اجتاحت كوريا، والتي كان لها آثار بالغة الحرج على كوريا واستقرارها ومسيرتها نحو التطور والتنمية على مختلف المجالات كلاعب دولي هام صار له حضور مؤثر وفعال. لهذا رأى الكثيرون إن بان كيمون، لا بد أن يكون ، خلال السنوات العشر التي قضاها في ذلك المركز العالمي المرموق ، قد اكتسب خبرات وتجارب واسعة ومتنوعة سياسيا واقتصاديا دبلوماسيا وفي كافة المجالات على المشهد والمسرح الدولي، مما يجعل منه لدى الكثيرين في كوريا الشخصية المناسبة المقتدرة لإخراج كوريا من أزمتها التي استفحلت خلال بضعة أشهر، ولقيادتها إلى بر الأمان وإعادتها للطريق التي ظلت تنهجه طوال العقود الأربعة الأخيرة، التي وسمها العالم بعقود المعجزة الاقتصادية على نهر الهان وسنوات الطفرة التنموية المدهشة. لكل ذلك اعتقد البعض إن بان كيمون سيكون بمثابة المنقذ والمخلّص لكوريا، واستبشر الكثيرون في المعسكر المحافظ والحزب المحافظ، الذي انشق بسبب الفضيحة المدوية إلى حزبين، وفقد قاعدته الجماهيرية العريضة بعد أن ظل يحكم كوريا لعشر سنوات متتالية، إنه مبعوث العناية الإلهية لإعادة توحيد الحزب ورص صفوفه من جديد، باعتباره الشخصية المناسبة والمدعومة من المارد الأمريكي كما تصوره البعض. فرح وتفاءل الكثيرون من جماهير المعسكر المحافظ وتحمسوا لترشيح بان كيمون الذي كانوا يرونه مرشحا من الوزن الثقيل وقادرا وجديرا بالوقوف بصلابة أمام المرشح اللبرالي الذي كان يتصدر كل استطلاعات الرأي في أعقاب الأزمة.
ومنذ وصوله لكوريا ظلّ في حالة لقاءات واتصالات مع العديد من السياسيين والزعماء في الأحزاب السياسية المختلفة وشارك في عدة مناسبات وفعاليات اجتماعية متنوعة مما رأى فيه البعض تمهيدا لإعلان ترشحه رسميا.لكن رياح بان كيمون لم تأت بما كانت تشتهيه سفن أنصاره ومؤيديه ممن توقعوا أن يقودهم إلى بر الأمان المنشود وإلى سواحل الاستقرار من جديد. فمنذ الأيام الأولى التي حطت فيها أقدامه تراب كوريا بعيدا عن ذلك الألق الأممي القديم، بدا واضحا وجليا للكثيرين إن الزعيم والقائد الذي شاهدوه على أرض الواقع يختلف كثيرا عن ذلك الذي تصوروه لتحمّل مسئولية إنقاذ البلاد، وإن الصورة التي ظهر بها أمامهم لا تشبه تلك الصورة التي رسمها له الكثيرون في أخيلتهم وتوقعاتهم. وبسرعة البرق، وبقدر ما كان هناك الكثير من الترحيب والحماس لدى الكثيرين لترشيحه ، بقدر ما تراجع ذلك الحماس بسبب ما وصفه البعض بالظهور الباهت والافتقار للجاذبية الشخصية، والغياب الكامل لمظاهر القدرات القيادية، وللرؤى والبرامج والخطط والأفكار، وبما اتسمت به مواقفه من تخبط وتردد بشكل انعكس بسرعة في تدني شعبيته في كل مؤشرات واستطلاعات الرأي حيث منحه آخر استطلاع نحو 13% فقط مقابل حوالي 33% لمنافسه الليبرالي ، حيث كانت تلك النسب على العكس تماما قبيل عودته لكوريا.
يرى البعض إن بان كيمون، أصلا ، لم يتبوأ ذلك المنصب الدولي الهام، بسبب أي قدرات شخصية، وإنما فقط في إطار توازنات عالمية تطلبتها ظروف وواقع دولي محدد، وبسبب ما تراكم لكوريا من سمعة طيبة كدولة صاعدة وكلاعب دولي مرموق، وما صارت تجد من قبول بالنسبة لأكثر القوة العالمية الكبرى المتصارعة ، وإن كل مؤهلات بان كيمون إنه كان وقتها وزير خارجية كوريا، وهو منصب يرى البعض إنه لم يصله إلا بفضل ما له من أقدمية وظيفية في السلك الدبلوماسي وقتها.
بدأت قصة ترشيح بان كيمون لرئاسة كوريا كنسمات هادئة وربما منعشة للبعض، ثم تحولت إلى ريح طيبة وواعدة، ومع اندلاع عاصفة الفضيحة الرئاسية الكبرى تحولت هي كذلك إلى ما يشبه العاصفة، لكنها وقبل أن تصل إلى المرافئ والسواحل القريبة من بر الأمام ، بدأت تخفت وتتلاشى وانتهى بها الأمر أخير إلى مجرد زوبعة في فنجان.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;