الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

السفّاح :

2017-02-21

سيول بانوراما

السفّاح :
بدأ عهده سفاحا بعد مضي فترة قصيرة على تسلم السلطة في كوريا الشمالية، وهو شاب يافع في عشرينات العمر وابن لأسرة حكمت كوريا الشمالية حفيدا عن أب عن جد في أول ظاهرة من نوعها لحكم وراثي شيوعي يتوارث فيها الحكم أبناء أسرة ملكية واحدة رغم ادعاء نظام الحكم إنه نظام بروليتاري تحت قيادة ما يسمى حزب العمال. والشاب العشريني الذي ورث السلطة لم يكن هو الوريث الشرعي كما كان والده وإنما ورثها رغما عن أنف أخوين يكبرانه لاعتبارات ارتبطت بمصالح شخصية لقلة من القيادات النافذة والمستفيدة في الجيش والحزب التي تمكنت من غسل دماغ القائد الشاب وخلقت منه طاغية وسفاح شاب تخلّص من كل من شعر بأنه يمكن أن يكون مصدر خطر على سلطته حتى من بين أهله ومساعديه المقربين له. وآخر الضحايا هو كيم جونغ نام الأخ الأكبر غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونغون ، والابن البكر للزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ ايل الذي تعرض لحادثة اغتيال في مطار كولالمبور في ماليزيا حيث كان يقضي اجازة قصيرة ويتأهب للسفر إلى محل اقامته في ماكاو حيث تعرض لهجوم مفاجئ من فتاتين، يعتقد إنهما تابعتان للمخابرات الكورية الشمالية، غرزت إحداهن حقنة في ظهره بينما رشت الأخرى مادة يعتقد إنها سامة في وجهه ولاذتا بالفرار ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد محاولة اسعافه في المركز الطبي في المطار. وأعلنت السلطات الماليزية إنها بصدد تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة وأنها تقوم بتحريات لكشف ملابسات الحادث من خلال شهود العيان والصور التي التقطتها الكاميرات المثبتة في المطار في حين طالبت السفارة الكورية الشمالية في كولالمبور بتسليمها الجثة بشكل فوري مدعية بأنه مات موتا طبيعيا نتيجة سكتة قلبية. وترى مصادر استخبارية هنا إن السلطات الكورية الشمالية هي المدبر الحقيقي للجريمة إذ أن الأخ الأكبر نفسه كان هدفا للعديد من محاولات اغتيال سابقة منها محاولة في الصين التي يعيش فيها منذ ظهور بوادر خلاف بينه وبين الشقيق الأصغر الذي تولى السلطة في البلاد بعد وفاة والده بشكل مفاجئ.
كان الكثيرون يعتقدون إن الأخ الأكبر الذي درس العلوم السياسية والدبلوماسية في جامعة جنيف في سويسرا وكان يتقن علوم الكومبيوتر وتقنية المعلومات بشكل جيد وكان يترأس مؤسسة علوم إلكترونية سيكون الوريث الأوفر حظا لأن يخلف والده الزعيم الذي ورث السلطة عن والده الزعيم المؤسس للجمهورية إلا أن حقيقة إنه ابن ممثلة ونتاج علاقة لم يكن الزعيم المؤسس راضيا عنها هو ما قلّل من فرص حصوله على المنصب الأول في الجمهورية بعد الوفاة المفاجئة للزعيم الأب وتسبب في نشوء علاقة يسودها الشك والتوتر بين الأخوين غير الشقيقين. وكان الأخ الأكبر الذي تم اغتياله مقربا للصين التي ظل يعيش فيها مع أسرته بعد فترة قصيرة من تولي أخيه الأصغر السلطة وتمكن من نسج علاقات اجتماعية واسعة مع عدد من القيادات الصينية وأيضا الروسية حيث تلقى جانبا من تعليمه في مرحلة مبكرة من حياته في روسيا. وتتحدث تقارير عن أن الصين كانت تحتفظ به لتولي القيادة في كوريا الشمالية في الوقت المناسب نتيجة لعدم رضائها عن السياسات والمواقف والممارسات التي لا تتسق مع السياسة الصينية خاصة عندما أقدم على التخلص بشكل دموي بشع من زوج عمته ومستشاره الرجل الثاني في الدولة الذي كان ساعده الأيمن وأشرف على انتقال السلطة له بشكل سلس والذي كان يعتبر رجل الصين القوي في كوريا الشمالية وهو جانغ سونغ ثيك .
وحسب تقارير فإن الصين غير راضية كذلك على مغامراته النووية والصاروخية وعلى الطريقة الدموية التي أظهرها الزعيم الشاب في إدارة البلاد في وقت كانت تريده فيه اتباع نهجها في الانفتاح الاقتصادي والتسلل الناعم للسيطرة على شئون منطقة شمال شرق آسيا. فمنذ توليه السلطة في عام 2011 وهو شاب في عشرينات العمر قام بإعدام ما لا يقل عن مائة شخصية عامة ما بين سياسية وحزبية وحكومية وعسكرية بسبب اتهامات أو تصرفات أو لأسباب يراها البعض واهية وبسيطة بينهم وزير دفاعه الذي اتهم بالخيانة العظمى بعد ظهور صورة له غافيا أثناء خطاب رسمي للزعيم.
كيم جونغون زعيم شاب سليل أسرة دكتاتورية سلطوية فالجد كيم ايل سونغ كان دكتاتورا باطشا لكن هناك من يراه من كان يراه زعيما ثوريا وقائدا محنكا ومحاربا من الطراز الأول ومفكرا ومؤسسا لجمهورية كوريا الديمقراطية وهناك حتى من كان يراه قديسا. والوالد كيم جونغ ايل لم يرث قدرات تذكر من أبيه لكنه كان سياسيا استطاع أن يتعامل مع الواقع المحيط به رغم إنه كان شخصية غريبة الأطوار. أما الحفيد كيم جونغون فلم يرث منهما سوى البطش والغدر والترويع وسفك الدماء وبدأ عهده سفاحا وهي صفات يرى الكثيرون إنها صفات حاول أن يعوّض بها عن فقدانه لأي قدرات قيادية من أي نوع وافتقاره لشخصية الزعيم المؤثر المتسم بالقدرات الكاريزمية ، كما أنه لا يملك حنكة سياسية، ولا مرونة في التعامل حتى مع حلفائه مثل الصين، ولا خطط ولا برامج ولا رؤى لتنمية بلاده الفقيرة، مما يجعل الكثيرين يعتقدون إنه لن يمر وقت طويل قبل ن يرتد كيده في نحره.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;