الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

وحدي على الشاطئ ليلا:

2017-03-07

سيول بانوراما

وحدي على الشاطئ ليلا:
آخر سلسلة النجاحات المتواصلة التي حققتها كوريا أخيرا في مواصلة لما ظلت تحقق من نجاحات، كان باسم " وحدي على الشاطئ ليلا". ورغم إنه كان نجاحا استحق أن تحتفي به كوريا كثيرا ، فنيا وإبداعيا وفي إطار الاحتفاء الهائل الذي ظل يحرص عليه أكثر الكوريين في إطار ما يعرف بالهاليو أو الموجة الكورية، إلا أنه ظل يمثل نجاحا منقوصا عند الكثيرين لأسباب اجتماعية وشخصية خارج المنظور الفني الإبداعي. النجاح الأخير تحقق على يد الممثلة الكورية "كيم مين هي" التي فازت عن جدارة بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي العالمي السابع والستين كأفضل ممثلة في العالم لهذا العام بعد منافسة شرسة مع 17 نجمة سينمائية عالمية أخرى معروفة ومشهورة وذلك عن دورها فيلم "وحدي على الشاطئ ليلا" للمخرج الكوري المتميز هونغ سانغ سو.
ورغم إن التاريخ الحقيقي للسينما الكورية قصير جدا مقارنة مع الدول العالمية الأخرى البارزة في هذا المجال، وإن البداية الحقيقية للموجة الكورية "هاليو"، وهو الاسم الذي صار يطلق على انتشار إقليمي وعالمي واسع للفنون الكورية المختلفة من موسيقى وغناء وسينما ومسلسلات تلفزيونية ومسرح ، لم يصل إلى ثلاثين عاما بعد، إلا أن الفنون الكورية ظلت تحقق سلسلة نجاحات فنية بشكل مضطرد كان آخره ما تحقق في برلين في الأيام القليلة الماضية، وهي المرة الأولى التي يحظى فيها فنان كوري بالفوز بجائزة في هذا المهرجان السينمائي العالمي المرموق، وهو ما جعل كوريا تتمكن من إكمال حلقة ما يسمى بالمثلث السينمائي العظيم، إذ أن مهرجان برلين السينمائي هو ثالث ثلاثة مهرجانات دولية كبرى للسينما العالمية بجانب مهرجاني " كان" و"البندقية". وبقهر مهرجان "برلين" تتمكن كوريا من قهر المثلث العظيم، فقد نجحت وهي تحبو في بداتها الأولى في هذا المجال في انتزاع أول انتصاراتها عندما فازت الممثلة الكورية الصاعدة كانغ سو يون بالجائزة الأولى لأفضل ممثلة في مهرجان "البندقية" عام 1987 عن دورها في فيلم " المرأة البديلة"، ثم تلتها بعد ذلك بعشرين عاما ممثلة صاعدة أخرى هي جيون دو ديون بالفوز بجائزة أفضل ممثلة كذلك في مهرجان "كان" عام 2007 عن دورها في فيلم " الشروق السري".
كانت كل الدوائر والأوساط الفنية والسينمائية والصحفية والمجتمعية والرسمية قد احتفلت بالفوزين الذين تحققا في البندقية و"كان" بشكل ملحوظ حيث اقامت وزارة الثقافة الكورية مناسبات خاصة للاحتفال بالحدثين، إلا ان استقبال نبأ الفوز الكبير في مهرجان برلين تم بصورة فيها الكثير من التحفظ والفتور، ولا بد أن هناك سبب دفع لذلك، وإذا عرف السبب بطل العجب. تدور قصة الفيلم الذي نالت عنه الممثلة كيم الجائزة الأولى عن الفتاة " يونغ هي" وهي ممثلة شابة وقعت في هوى وغرام منتج سينمائي متزوج وما سببه لها ذلك من عذابات ومشاكل اجتماعية ومعاناة نفسية. وبسب الأداء الرائع والمتمكن للممثلة كيم والإخراج البديع للمخرج هونغ فقد تهكم الكثيرون من نقاد وصحفيين وجمهور، من الفيلم ووصفوه بأنه أشبه بالفيلم الوثائقي والتسجيلي الذي يجسد العلاقة التي يعيشانها ، وإن الأداء الرائع للمثلة الشابة، والتناول القدير للمخرج المخضرم، لا يعود فقط لقدراتهما الفنية الإبداعية وإنما بسبب إنهما كانا يجسدّان ويصوران في الفيلم ما يعيشان من أحاسيس وعواطف على أرض الواقع. لماذا وكيف ؟. يقول هؤلاء الكثيرون إن الممثلة الشابة البالغة من العمر 33 عاما والمخرج العتيق الذي تجاوز ال55 وهو زوج منذ أكثر من عشرة أعوام وأب لأطفال، صارا منذ أكثر من عام يعيشان علاقة غرامية معلنة يتم تناول الكثير من تفاصيلها بشكل يومي على صفحات الجرائد والمجلات الفنية وداخل مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني التي تتحدث عن أشياء وانعكاسات وتداعيات وفضائح خاصة بعد وصول أمر الخلافات بين المخرج وأسرته للمحاكم، وعدم توصل المخرج وزوجته لحل قانوني بانفصال توافقي.
كوريا، رغم ما وصلت له من تطور تقني واقتصادي ما زالت في جوهرها دولة شرقية محافظة متمسكة بتراثها وتقاليده، وترى في الزواج مؤسسة اجتماعية ذات قدسية يجب الحفاظ عليها، وما تزال الأغلبية تنظر لأي علاقات غرامية خارج رباط الزوجية كعلاقة آثمة محرمة، حتى لو كانت بين مخرج سينمائي لامع وممثلة بارعة حصلت على أفضل الألقاب والجوائز.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;