الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

رئيس جديد لعهد جديد (1) !!!!

2017-05-16

سيول بانوراما

رئيس جديد لعهد جديد (1) !!!!

ب الليلية الغاضبة والسخط الجماهيري العارم والناجم عن الفضيحة الرئاسية الكبرى التي عاشتها كوريا بسبب التصرف الأحمق والأرعن الذي وقعت فيه الرئيسة الكورية وهي رئيسة ابنة رئيس وكانت عمليا السيدة الأولى في كوريا وهي ما تزال بعد شابة غضة الإهاب بعد اغتيال والدتها، وكلها أشياء كان يجب أن تعلمها فن الحكم وفن والإدارة وفن الحياة وفن القيادة، غير أنها لم تتعلم شيئا من ذلك، بل أعمتها وأسكرتها السلطة وربما جعلتها تنسى أو تتغافل عما تعلمت، فدفعت الثمن غاليا باهظا مكلفا، فتحولت من رئيسة ملء السمع والبصر، إلى حبيسة لا تبصر سوى ظلمات وراؤها ظلمات ولا تسمع سوى صرير مفاتيح زنزانتها المظلمة. تلك أيام مضت، وها هو الشعب الكوري يستقبل عهدا جديدا.
وأكثر المحللين والمتابعين للشأن السياسي الكوري مجمعون بأن ما شهدته كوريا الجنوبية من تحوّل في القيادة السياسية والحزبية في البلاد بقدوم رئيس وحزب حاكم ذوي توجهات ليبرالية يسارية بعد أكثر من تسعة أعوام من الحكم المحافظ اليميني، يمثل نقطة تحول مهمة في التاريخ السياسي المعاصر للبلاد ، فأي رئيس هو الرئيس الكوري الجديد وأي حزب هو الحزب الديمقراطي والذيّن سيحكمون كوريا على مدى الأعوام الخمسة القادمة.
وُلد الرئيس "مون جي إن " في بداية عام 1953 وفي ذروة اندلاع الحرب الكورية من أبوين كوريين شماليين وفي معسكر لللاجئين الكوريين الشماليين في كوريا الجنوبية، ونشأ يتيما فقيرا بعد وفاة أبيه، وعمل وهو طفل كبائع فحم لمساعدة أمه وأشقائه على العيش في ظروف فقر شديد، إلا أنه رغم ذلك تمكن من مواصلة دراسته والتحق بكلية القانون في الجامعة قبل أن يتم فصله بسبب نشاطه السياسي الطلابي. ورغم فصله نجح في مواصلة دراسته القانونية خارج الجامعة وتمكن من النجاح واجتياز الامتحان اللازم للحصول على شهادة المعادلة الخاصة بامتهان مهنة القانون .ٍومنذ حصوله على الشهادة بدأ هو وصديق عمره الرئيس الراحل Roh Moo-hyun كناشطيّن في مجال حقوق الإنسان ومحاربة الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية المتتالية في البلاد. وبعد تحوّل كوريا إلى دولة مدنية ديمقراطية صار مديرا للحملة الانتخابية التي حملت صديق عمره Roh من مواطن بسيط مغمور إلى أول رئيس كوري جنوبي ينحدر من طبقة فقيرة من عامة الشعب عام 2003، وبعد فوز Roh بالمنصب الرئاسي صار من أقرب مستشاريه وتولى عدد من المناصب الاستشارية الهامة حتى انتهاء فتره الرئاسية وظل مقربا له حتى ساعة انتحاره عام 2009 بعد تورط بعض أفراد أسرته في فضيحة فساد مالي. بعد ذلك عمد Moon إلى توسيع دائرة اهتمامه بالعمل السياسي ونشر كتاب مذكرات شخصية بعنوان "المصير" وكان وفاؤه وإخلاصه لصديقه الرئيس الراحل كما صور ذلك في الكتاب قد أكسبه الكثير من الشهرة والشعبية وأصبح مدخله للعمل السياسي، مما مكّنه في فترة وجيزة من إعلان نفسه مرشحا عن الحزب الديمقراطي منافسا للرئيسة السابقة في انتخابات رئاسة الجمهورية التي جرت عام 2012 وخسر بفارق ضئيل للغاية. في فبراير 2015 صار رئيسا للحزب الديمقراطي المعارض بعد تغيير اسمه وبدا واضحا إنه يستعد لترشيح نفسه ضد الرئيسة Park في الانتخابات المقررة في نهاية 2017 والتي جرت مبكرا في مايو من نفس العام بسبب الفضيحة الرئاسية التي أدت إلى عزل الرئيسة وفاز بها Moon بجدارة وفارق شاسع في الأصوات كمرشح للحزب الديمقراطي الذي هو امتداد لحزب يساري ليبرالي راديكالي وصل إلى السلطة منذ نهاية عام 1997 وبعد فترة خمس سنوات فقط من بدء العهد الديمقراطي الأخير في كوريا برئاسة ثاني رئيس لكوريا في ذلك العهد وهو Kim Dae-jung الحائز على جائزة نوبل للسلام، وأول من عقد قمة كورية مشتركة مع نظيره الكوري الشمالي، وابتدر سياسة وفاق وتعاطي إيجابي مع كوريا الشمالية وبعد بروز الفضيحة والأزمة الرئاسية الأخيرة في كوريا والتي نجم عنها عزل ومحاكمة الرئيسة الكورية لعب الحزب دورا هاما في قيادة الرفض الشعبي لما قامت به الرئيسة وهو ما ساعده بشكل كبير على تحقيق ذلك الفوز الهائل والسهل بالمنصب الرئاسي في كوريا. كانت بداية التنافس بين الرئيس مون والرئيسة بارك قد بدأت في واقع الأمر منذ الانتخابات الرئاسية التي تنافسا فيها في العام 2012 والتي تفوقت فيها الرئيسة بفارق طفيف. وعند ظهور الأزمة والفضيحة الرئاسية التي تورطت فيها الرئيسة في نهاية العام 2016 والتي أدت إلى غضب جماهيري وهبة شعبية هائلة ضد الرئيسة التي اعتبر الكثيرون ما قامت بها خيانة للثقة الشعبية واستهتار بالقيم الديمقراطية ، يرى الكثيرون إن مون نجح في قيادة ذلك التحرك الجماهيري وكان من بين أبرز مهندسيه وموجهيه بصورة جعلته حراكا فاعلا ومؤثرا، سواء أن كان ذلك على مستوى الشارع، أو على مستوى البرلمان الذي تبنى قرارات حاسمة ضد الرئيسة ساعدت المحكمة الدستورية العليا في اتخاذ قرارها بعزل الرئيسة. يرى الكثير من المحللين إن الانتصار الكاسح الذي حققه مرشح الحزب الديمقراطي ضد منافسيه كان بمثابة مكافأة على موقفه القيادي لتلك الهبة الجماهيرية. ومع الرئيس الكوري الجديد والعهد الجديد المرتقب في كوريا نواصل في الأسبوع القادم.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;