الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الحرب أولها كلام:

2017-08-15

سيول بانوراما

الحرب أولها كلام:
الأيام القليلة الماضية التي أعقبت قيام مجلس الأمن الدولي بتوقيع عقوبات دولية جديدة يتوقع لها أن تكون صارمة ومؤثرة بل وموجعة لكوريا الشمالية هذه المرة بسبب مغامراتها وتحرشاتها واستفزازاتها وتهديداتها النووية والصاروخية المستمرة والتي أججت وزادت من توتر الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية. ومما زاد الصورة قتامة والحريق اشتعالا تلك المعركة الشفهية والحرب الكلامية التي تبارى فيها الفارسان اللذان يتقنا كل فنون وقدرات ومهارات توتير وتأزيم وتسخين الأوضاع العالمية وبالذات في شبه الجزيرة الكورية والتي ازدادت توترا بسبب التصاعد الأخير في تبادل التهديدات بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية .
ففي تصريح صحفي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب قال إن صبر الولايات المتحدة آخذ في النفاذ وإن استمرار التهديدات والمغامرات الكورية الشمالية صار أمر قد يدفع الولايات المتحدة لصب جام غضبها ونيرانها على كوريا الشمالية بشكل لم يشهد له العالم مثيلا من قبل. وكان تصريح الرئيس الأمريكي قد جاء بعد بضعة أيام من تصريح لمستشاره الأمني الأول الذي قال فيه إن بلاده تستعد للتعامل مع التهديدات الكورية الشمالية النووية والصاروخية من خلال عدة خيارات من بينها شن "حرب وقائية" ضد كوريا الشمالية إذا ما تبين لها إن استمرار بيونغيانغ غي تطوير برامجها النووية والصاروخية قد يمثل تهديدا حقيقيا لأمن وسلامة الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد ساعات قلائل من تصريح الرئيس الأمريكي نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية تصريحات نارية للزعيم الكوري الشمالية كيم جونغون ولمصادر عسكرية كورية شمالية عليا بأنها على استعداد لإطلاق صواريخ متوسطة وطويلة المدى مزودة برؤوس نووية لضرب القواعد العسكرية الأمريكية الرئيسية الجوية والبحرية في جزيرة غوام مقر القيادة العسكرية الأمريكية في المحيط الهادي وإنها لن تتوانى عن شن حرب شاملة لا تبغي ولا تذر على المصالح الأمريكية في المنطقة في حال قيامها بالحرب الوقائية التي هددت بها. وأشارت المصادر العسكرية الكورية الشمالية إلى أن لها خطة بشكل متعدد ومتسلسل المراحل في انتظار إشارة البدء من الزعيم الكوري الشمالي ومن بينها إحالة القواعد العسكرية الأمريكية في كوريا الجنوبية إلى " بحر من نيران". من المؤكد إن مثل تلك التصريحات النارية المتبادلة أمر مثير للقلق خاصة وإن هناك شهادات لخبراء وتقارير فنية متخصصة من أن كوريا الشمالية حققت تطورا من حيث مسافة الطيران وعلو الارتفاع حسب تجاربها الأخيرة وقطعت خطوات هامة في طريق إنتاج رؤوس نووية صغيرة الحجم بحيث يمكن تثبيتها في صواريخها الباليستية. ربما أن الأمر ما يزال في هذه المرحلة مجرد تهديدات كلامية لكن من المؤكد إن هذه التهديدات المتبادلة وبتلك اللهجة الحادة ستكون سببا لتصاعد شدة التوتر في المنطقة ولقلق كوريا الجنوبية ودول المنطقة وكل العالم، ورغم إن الكثير من المراقبين يرون إنها ستظل في الوقت الراهن، أغلب الظن، مجرد تهديدات متبادلة ، لكن في حالة ثبوت وجود تطورات حقيقية مؤكدة في القدرات النووية والصاروخية الكورية الشمالية فربما يكون للأمر انعكاسات أخرى على أرض الواقع مستقبلا، مما يبقي كل الاحتمالات بما فيها الحرب الذي يهدد بها الزعيمان واردة ومفتوحة ، فإن الحرب كما جاء في تلك القصيدة الخالدة لأحد أكبر وأعظم الشعراء العرب الجاهليين والتي قال فيها: .

أرى تحت الرمادِ وميض جمرٍ ويوشك أن يكون له ضرامُ
فإن النارَ بالعودين تُذكــــــــى وإن الحربَ مبدؤها كـــلامُ
فإن لم يطفها عقلاء قــــــــومٍ يكـــون وقودها جثثُ وهامُ
فقلت من التعجب ليت شعري أأيقــــاظُ بني أمية أم نيـــــــــامُ
فإن يقظت فذاك بقاءُ مُـــــلكٍ وإن رقدت فانــــــي لا أُلامُ
فإن يك أصبحوا وثووا نياماً فقل قوموا فقد حان القيـــامُ

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;