الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

"سلام نوري " Salam Nuri:

2017-10-17

سيول بانوراما

"سلام نوري " Salam Nuri:
كوريا الجنوبية دولة تسير بوتيرة سريعة في اتجاه الانفتاح والعولمة والتنوع الثقافي والانتشار في كل ربوع وقارات ومناطق العالم العريض حتى صارت اليوم اسما معروفا ومشهورا وصار لها وجود محسوس في مختلف أنحاء العالم في كافة المجالات سياسيا واقتصاديا وتجاريا وتقنيا وثقافيا وفنيا ورياضيا. ويعزى ذلك الانتشار لأكثر من سبب ومنها انتشار الفنون والدراما السينما والمسلسلات والموسيقى الكورية في الظاهرة التي صارت تعرف باسم الهاليو والتي صار لها متابعين وعشاق وأنصار في مختلف بقاع العام بدءً من الدول الآسيوية القريبة في شمال وجنوب شرق آسيا ومن ثم في بقية مناطق وأجزاء العالم. انتشرت كذلك المراكز الثقافية الكورية في الكثير من البلدان والتي صار يرتادها الكثيرون من الشباب الراغب على التعرف عن كثب على كوريا بعد أن انبهر بما تقدم من مواد ثقافية وفنية جذابة ومتفردة وذات نكهة وطابع خاص. والشباب العربي والإسلامي لم يكن بعيدا عن التأثر بالثقافة والفنون الكورية والانبهار بها ومتابعتها وتقصي المعلومات عنها بكل الوسائل المتاحة، ومن هنا بدأت كوريا تشهد في السنوات الأخيرة ظاهرة تزايد أعداد الشباب العربي الذي يأتي إلها من أجل الدراسة والتعليم بشكل مضطرد ومستمر حتى بلغ العدد الآن حسب الإحصاء والتقديرات الرسمية ما يقارب 150 ألف طالب من المنتظمين والمسجلين بشكل رسمي وقانوني وشرعي في الجامعات والمعاهد والمراكز والمؤسسات التعليمية الكورية.
التأقلم والتكيف مع الحياة الكورية في هذه المنطقة البعيدة من العالم العربي وأفريقيا لا يمثل مشكلة كبيرة للطلاب الذكور الذين لا يجدون صعوبة تذكر في الانخراط في الحياة الكورية ومسايرة وتيرتها، لكن الكثير من الطالبات بالذات يجدن صعوبة كبيرة في الاندماج. الثقافة الغذائية قد تمثل مشكلة للطلاب والطالبات المسلمين على السواء حيث أن لحوم الخنزير تشكل ضيفا دائما على المائدة الكورية وهي صنف غذائي لا تخلو منه الكثير من الأطباق الشائعة التي تقدم في الجامعات والمعاهد مما يجعل أمر الحصول على وجبات خالية من لحم الخنزير أو المذبوحة على الطريق الاسلامية بالنسب للبعض الأكثر تمسكا بدينهم أمره ليس باليسير في الكثير من الأحيان. كذلك تواجه الفتيات المسلمات بالذات المحجبات منهن مشكلات خاصة بالحجاب الذي يقف حاجزا أمامهن من الاندماج السهل السلس في المجتمع الكوري. أماكن أداء الصلاة والشعائر الدينية تمثل أيضا مشكلة من نوع آخر. الحصول على أعمال جانبية ومؤقتة من النوع الذي يتوفر في العادة للكثير من الطلاب والطالبات في كوريا من بيع في محلات الطعام السريع يصبح عادة غير ممكن للطالبات المحجبات بالذات حسب إفادة أكثرهن ممن حاولن دون جدوى.
من أجل حل كل تلك المشاكل تكونت مؤخرا وتحديدا في نهاية العام 2012 جمعية من الناشطات المسلمات تحت اسم " سلام نوري Salam Nuri " وصارت بمثابة عائلة كبيرة وكيان أسري واسع لأغلب الفتيات العربيات والمسلمات ممن حضرن للدراسة في كوريا خلال السنوات الأخيرة. ظلت الجمعية طوال الأعوام الأخيرة تنشط في مجال تنظيم مناسبات وفعاليات وندوات ومعارض ومهرجانات إسلامية وخيرية لشرح الإسلام بالصورة الحقيقية البعيدة عما ارتبط به لدى الكثير من الكوريين والكوريات من أفكار ومفاهيم مشوهة بسبب الأعمال التي قامت بها قلة من المتطرفين من أتباع القاعدة وداعش خاصة تلك التي تضررت منها كوريا مثل ذبح المواطن الكوري في العراق أو قتل عدد من المبشرين الكوريين في أفغانستان أو غيرها. اسم الجمعية هو مزيج من الكلمة العربية "سلام" و الكلمة الكورية " نوري" التي تعني شيئا مثل عالم أو بيت أو مأوى أو ملاذ سعيد.
وحرصت الجمعية منذ تكوينها التواصل والتفاهم الوثيق مع الجهات الكورية المختصة وفعلا وجدت الجمعية تعاونا وثيقا ومساعدات كبيرة من مختلف جهات الاختصاص الكورية داخل الجامعات والمعاهد أو حتى في المؤسسات الحكومية والأهلية الأخرى وقد ساعد في كل ذلك إن السياسة والرؤية الكورية تجاه العالمين العرب والإسلامي صات سياسة تدعو لمزيد من الانفتاح والتواصل وتسهيل ونشر كل ما يصب في تأسيس علاقات صداقة وانسجام وتناغم بين كوريا والعالمين العربي والإسلامي باعتبارها سياسة تحمل الكثير من المصالح المتبادلة والمشتركة للطرفين إذ أن الجانبين كثيرا ما يكونا مكملين لبعضهما البعض في الكثير من الأشياء، بحيث يتيح لكوريا تواجدا فعالا ومؤثرا في كل البلدان والأسواق العربية والإسلامية ويخلف من كوريا عالما ومأوى وملاذ آمنا ومسالما لأعداد متزايدة من السياح العرب والمسلمين.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;