الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

رحلة شمعة :

2017-11-07

سيول بانوراما

رحلة شمعة  :
شمعة أولمبية متألقة ومتوهجة ثانية هي ما وصل كوريا في الأيام القليلة الماضية، وهي لا تقل إن لم تزد تألقا ولمعانا عن الشمعة الأولمبية الأولى التي أدهشت بها كوريا العالم قبل ثلاثين عاما وهي في بداية فتوتها وفي ريعان صباها كدولة بدأت للتو انطلاقتها نحو التطور والتنمية وتحقيق معجزتها الاقتصادية على نهر الهان والتي صفق لها العالم من أقصاه إلى أدناه. والشمعة الأولمبية هي مناسبة عالمية وحدث دولي فريد يتابع وصولها كل العالم بكل التلهف والاهتمام. والأولمبياد نوعان ، صيفي وشتوي، وقلة قليلة من دول العالم هي ما تمكنت من استضافة نلك الألعاب الدولية الهامة بنوعيها الصيفي والشتوي، وكما أدهشت كوريا العالم بتنظيم الدورة الأولمبية الصيفية وهي ما تزال في مهد تطورها التنموي، فهي مصممة وعازمة على تكرار تلك الدهشة خلال الأولمبياد الشتوي التي بدأ للتو العد التنازلي له خلال الأيام القليلة الماضية بوصول الشمعة الأولمبية إلى العاصمة سيول تمهيدا لطواف وتجوال يستمر على مدى ما يقارب مائة يوم قبل افتتاح الدورة الأولمبية الشتوية ال23 في بيونغشانغ في شهر فبراير من العام القادم.
اختيار بيونغشانغ المدينة الجبلية الصغيرة المغمورة التي ربما لم يسمع بها الكثيرون جاء بعد منافسة حامية وشرسة مع مدينتين في دولتين من أكبر بلدان العالم من ذوي التاريخ الأولمبي العريق وهما ألمانيا وفرنسا. كوريا الجنوبية هي ثاني دولة آسيوية تستضيف الأولمبياد الشتوية بعد اليابان، وخامس دولة عالميا تتمكن من استضافة أبرز المسابقات الدولية الكبرى الثلاث، وهي الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية وبطولة كأس العالم لكرة القدم. لهذا فهي مصممة على ألا تخرج هذه المناسبة العالمية في ثوب يقل عن الثوب الذي أخرجت به المناسبتين العالميتين السابقتين. وصلت الشعلة الأولمبية مطار إنشون الدولي عبر فعالية احتفالية رائعة التنظيم كانت بمثابة استعرض عملي نوعي بسيط للطريقة والكيفية التي تنوي بها كوريا الجنوبية إخراج تلك المناسبة العالمية.
وصل الوفد الكوري الذي جاء يحمل الشمعة بعد استلامها من الجهات الرسمية في العاصمة اليونانية التي تعتبر مهد ومنشأ التراث الأولمبي ، وكان الوفد تحت قيادة البطلة الأولمبية كيم يونا التي كانت أصغر بطلة أولمبية في التاريخ العالمي تستحوذ على العديد من الأوسمة والميداليات والألقاب الأولمبية وهي طفلة لا تتعدى ال11 من العمر وفي دورة مخصصة للكبار مما جعل منها سفيرة أولمبية للنوايا الحسنة وسفيرة فخرية لأولمبياد بيونغ شانغ. تم إشعال الشمعة الأولمبية في مطار إنشون الدولي بواسطة البطلة الشابة كيم ورئيس الوزراء الكوري الجنوبي، إيذانا ببدء رحلة الأميال الطويلة عبر كوريا والمنطقة والعالم بأسره قبل الافتتاح الرسمي الميمون المتوقع للدورة. ستنطلق البطلة الشابة التي صارت رغم عمرها اليافع رمزا من أهم رموز الدورات الأولمبية الشتوية لتبدأ الرحلة الطويلة للشمعة التي سوف تقطع مسافة تزيد عن ألفيّ كيلومتر، من خلال استعمال جميع وسائل النقل والمواصلات التي عرفها العالم برا وجوا وبحرا من سيارات وطائرات وسفن ودراجات بخارية وهوائية وحيوانات وروبوتات ومشاة وعدائين ومتسلقين ومتزلقين وربما مفاجآت أخرى ستظهر في حينها كما يتوقع البعض، وسيتم ذلك عبر العديد من الأقطار والأقاليم والمدن الكبرى في العالم.
تخطط كوريا لجعل الرحلة الخاصة بالشمعة مقدمة وعينة ونموذج لنوعية الشكل الذي تنوي إخراج به المناسبة العالمية الكبرى لإظهار مدى ما توصلت له كوريا من تطور تقني إلكتروني معلوماتي مذهل، جنبا إلى جنب مع تراثها التقليدي الشعبي المتميز ، وبشكل يجعل من المناسبة الثلجية الجليدية مناسبة تعبر عن سخونة ودفء وحرارة الاستقبال الذي تخطط به كوريا لاستقبال ضيوفها في بيونغ شانغ وبشكل يتسق مع شعار الأولمبياد وهو " ألق وتألق للجميع".

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;