الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

القرود و مياة الدواء

2017-03-31

لقاء الجمعة

القرود و مياة الدواء
كان يا ما مكان صياد كبير حكيم عطوف رقيق القلب . لا يصيد الحيوانات الصغيرة او الضعيفة . فقط يصيد النمور او الخنازير البرية الكبيرة . و ذات يوم و هو في طريقه الي البيت عند عودته من رحلة صيد في الجبل . و اذا به يسمع اصوات حيوانات صغيرة تختبيء خلف بعض الاشجار . فاقترب ببطئ من الشجرة التي اتي من خلفها الصوت . و لدهشته وجد قردة ام ولدت لتوها قردا مولود جميل المنظر فسر الصياد بذلك المنظر البديع و قرر ان يأخذ القرد المولود و امه و يربيهم و يرعاهم معه في بيته مع زوجته و ابنه الرضيع ايضا. فمد يده الي المولود كي يأخذه علي كتفه الي البيت فنظرت اليه القردة و هو يفعل ذلك و لكنها لم تهاجمه او تمنعه . فربما احست بنية الصياد الطيبة نحوها و نحو وليدها . و بالفعل وضع الصياد القردة الام و مولودها في حقيبة و حملهم علي كتفه و سار في طريقه الي البيت

و في البيت كانت الزوجة تنتظر زوجها الحبيب يعود اليها بصيد ثمين كي يبيعوه او ياكلوا بعضه و لكنها سرعان ما اصابتها الدهشة عندما رات المخلوقين الذين اخرجهما زوجها من الحقيبة . فبدلا من ان يخرج نمر مقتول او خنزير بري مذبوح .اخرج قردة ام و مولودها الصغير الجميل . و لكن دهشتها لم تستمر طويلا و تبدلت بفرحة و سعادة لانها احبت القردين و قررت مثل زوجها ان تصديفهما فى بيتها و ترعاهما كجزء من اسرتها الكبيرة المكونة منها و زوجها و ابنها الرضيع و القردة الام و قردها المولود .
و عاش القردان في سعادة مع اسرتهم الجديدة و خاصة القردة الام كانت عطوفة و حنونة علي ابن الصياد الصغير . فكانت تحمله علي ظهرها و تلعب معه و تضحكه و جعلت المنزل اكثر سعادة و سلام .
***
و ذات يوم ذهب الصياد الي الجبل كي يصيد الحيوانات كعادته و في هذا اليوم خرجت زوجته لغسيل الملابس في النهر و كعادتها تركت ابنها مع القردة الام ترعاه و تلعب معه هو و القرد الصغير ايضا. و لكن القردة الام فكرت في غسيل الملابس و ارادت ان تفعل كما تفعل الزوجة و تغسل هي الاخري ملابس الاطفال . فذهبت الي مطبخ البيت و اخذت بعض الماء المغلي من الوعاء و لكن الماء كان ساخن جدا فوقع منها بالخطأ و اصاب وجه ابن الصياد بحروق بالغة في وجهة فاخذ يبكي و يصرخ من شدة الالم فخافت القردة الام و اضطربت و لم تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل . و من شدة خوفها و انزعاجها اخذت ابنها و ابن الحطاب و هربت تجري من البيت الي الجبل حتي اختفت و لم يعلم عنها احد اي شيء .

رجع الحطاب و زوجته الي البيت فلم يجدوا فيه احد . ذهبت القردة و ابنها و ابنهم الصغير ايضا. فجن جنون الزوجة و اخذت تبكي و تصرخ علي فقدان ابنها . و ذهبت هي و زوجها في رحلة للبحث عن ابنهم المفقود في الجبل و ساعدهم في ذلك كثير من جيرانهم و اقاربهم في القرية و لكن دون جدوي . فقد كانت الغابة كبيرة و متشعبة و يصعب عليهم ان يبحثوا في كل مكان فيها و يبدو ان القردة من شدة خوفها و زعرها ذهبت بالطفل الي مكان بعيد في اعماق الغابة حيث يستحيل عليهم الوصول اليه . و بعد مرور عدة ايام من البحث بدا الجميع يفقدون الامل في عودة القردة و ابنها و ابن الصياد الصغير .

و اخذت الام تبكي حزنا و الما علي فراق ابنها و هنا سمعت صوت حيوانات ياتي من مكان بعيد وراء الاشجار علي بعد بضعة امتار منهم, فجرت الي مكان الصوت تقودها عاطفة الامومة و الوحشة التي سببها لها فراق ابنها الصغير .و هناك وجدت مجموعة من القرود تتجمع في دائرة حول بحيرة صغيرة من الماء و بمجرد ان شعرت الحيوانات بوجودها اسرعت هاربة . وهنا كانت المفاجأة ! فقد وجدت الام ابنها المفقود و اخذته في احضانها تضمه بين زراعيها و هي في قمة السعادة و حين انتبهت و نظرت الي وجهه فوجدته سليم ة لا توجد به اي حروق او اصابات .
و عرف بعد ذلك ان مياة هذه البحيرة تحتوي علي مواد علاجية تزيل اثار الحروق و الجروح و لهذا احضرت القردة الطفل الصغير الي هنا لانقاذه و علاج جروحه . و هنا ادركت الام و زوجها مدي امانة و حب الحيوان الصغير لهم و لابنهم .
و حتي الان توجد هذه البحيرة في منطقة بجنوب كوريا و هي معروفة باسم بحيرة القرود ~ توتة توتة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;