أهلا و سهلا بكم في يوم جديد و حكاية كورية جديدة و ممتعة . و اليوم نحكي لكم حكاية كورية قديمة بعنوان" نبع الماء الحلو "
كان يا ما كان شاب يعيش مع والدته العجوز في بيت قديم في عمق الجبال . و كان الشاب الابن بار جدا بوالدته ، يحبها و يرعاها و يقضي كل حاجاتها . اذا ذهب في يوم ما إلى السوق لابد و أن يحضر لها الطعام اللذيذ عند رجوعه الي البيت . اذا ذهب الي الجبل لجمع الحطب لابد و ان يبحث عن الفطر اللذيذ و العنب و البري و التوت و البندق كي يحضره لأمه العجوز في البيت. و كان يعرف أنها تحب الزهور فزرع لها باقة من أجمل الزهور المفضلة عندها حول البيت فكلما تراها تكون سعيدة و شاكرة لابنها الحبيب . كانت أسرة فقير لكنهم كانوا سعداء.
و ذات يوم حار قائظ، ذهب الرجل ليبيع الحطب في سوق القرية. و في الطريق الجبلي المؤدي الي القرية جلس يستريح من عناء السفر و شدة الحر و الحمل الثقيل من الحطب الذي يحمله فوق ظهره . و لما كان هالكا من شدة العطش، شرع يبحث عن الماء هنا و هناك حتي وجد نبع من الماء الصافي النابع من بين صخور الجبل. شرب ما طاب له من الماء العذب الحلو الصافي حتي امتلأت معدته ثم استراح قليلا و رجعت له كل طاقته و قوته فأكمل السير إلي السوق و باع كل ما لديه من حطب . و في طريق العودة إلي البيت سلك نفس الطريق و توقف عند النبع و شرب من ماءه العذب البارد مرة اخرى و منذ ذلك اليوم و هو يفعل نفس الشيء ذهابا و إيابا من البيت إلى السوق و من السوق إلى البيت. و العجيب أنه أصبح قويا و لا يشعر بالتعب و الإرهاق.
فكر الشاب في مشاركة الآخرين معه في الشرب من مياه هذا النبع العجيب. بل أنه فكر في بيع ماء النبع لعابري الطريق من المسافرين. فأقام سياج حول النبع و بدأ ينادي علي بضاعته و يقول " الماء المثلج الطازج. تعالي و جرب رشفة واحدة من هذا الماء تعطيك طاقة عجيبة. " بالفعل أتى إليه كثير من المارة ليشربوا الماء . ازدهرت تجارته و ربح كثيرا من النقود و توافد عليه كثير من الناس حتي انه اصبح مشغول جدا و لم يعد لديه الوقت للعناية بأمه . لم يعد يذهب إلي الجبل لجمع الحطب و إحضار العنب البري و التوت لأمه كما كان يفعل من قبل . لم يعد يرجع الي البيت كثيرا بسبب عمله الجديد فزبلت الزهور في حديقة المنزل لأنه لا يوجد من يعتني بها. حتي جاء الشتاء و شعرت الام بالبرد الشديد و لكن الابن لم يكن موجود بالبيت لكي يوقد لها الحطب لتدفئتها.
تدفقت الاموال علي الرجل . فكلما زادت شهرة النبع زاد إقبال المارة عليه و زادت النقود . لكن في يوم بدا الناس يتذمرون من طول وقت الانتظار في طابور طويل فقط من أجل شرب كوب من ماء النبع ؟ ففكر الرجل في حفر النبع أعمق و أوسع كي يستطيع أن يحصل علي ماء اكثر و من ثم نقود أكثر. و كان سعيد بالتفكير في النقود الكثيرة و في شراء بيت فاخر و في الزواج من امرأة جميلة و نسي أمه العجوز في البيت القديم في الجبل وحدها . و لكن ما حدث هو ان الارض ابتلعت ماء النبع و لم يبقي له أي أثر . ضاع الماء و انفض الناس و بقي الشاب وحده فقيرا وحيدا فرجع الي بيت أمه.