الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

نبع الماء الحلو

2017-06-09

لقاء الجمعة

نبع الماء الحلو
أهلا و سهلا بكم في يوم جديد و حكاية كورية جديدة و ممتعة . و اليوم نحكي لكم حكاية كورية قديمة بعنوان" نبع الماء الحلو "
كان يا ما كان شاب يعيش مع والدته العجوز في بيت قديم في عمق الجبال . و كان الشاب الابن بار جدا بوالدته ، يحبها و يرعاها و يقضي كل حاجاتها . اذا ذهب في يوم ما إلى السوق لابد و أن يحضر لها الطعام اللذيذ عند رجوعه الي البيت . اذا ذهب الي الجبل لجمع الحطب لابد و ان يبحث عن الفطر اللذيذ و العنب و البري و التوت و البندق كي يحضره لأمه العجوز في البيت. و كان يعرف أنها تحب الزهور فزرع لها باقة من أجمل الزهور المفضلة عندها حول البيت فكلما تراها تكون سعيدة و شاكرة لابنها الحبيب . كانت أسرة فقير لكنهم كانوا سعداء.

و ذات يوم حار قائظ، ذهب الرجل ليبيع الحطب في سوق القرية. و في الطريق الجبلي المؤدي الي القرية جلس يستريح من عناء السفر و شدة الحر و الحمل الثقيل من الحطب الذي يحمله فوق ظهره . و لما كان هالكا من شدة العطش، شرع يبحث عن الماء هنا و هناك حتي وجد نبع من الماء الصافي النابع من بين صخور الجبل. شرب ما طاب له من الماء العذب الحلو الصافي حتي امتلأت معدته ثم استراح قليلا و رجعت له كل طاقته و قوته فأكمل السير إلي السوق و باع كل ما لديه من حطب . و في طريق العودة إلي البيت سلك نفس الطريق و توقف عند النبع و شرب من ماءه العذب البارد مرة اخرى و منذ ذلك اليوم و هو يفعل نفس الشيء ذهابا و إيابا من البيت إلى السوق و من السوق إلى البيت. و العجيب أنه أصبح قويا و لا يشعر بالتعب و الإرهاق.

فكر الشاب في مشاركة الآخرين معه في الشرب من مياه هذا النبع العجيب. بل أنه فكر في بيع ماء النبع لعابري الطريق من المسافرين. فأقام سياج حول النبع و بدأ ينادي علي بضاعته و يقول " الماء المثلج الطازج. تعالي و جرب رشفة واحدة من هذا الماء تعطيك طاقة عجيبة. " بالفعل أتى إليه كثير من المارة ليشربوا الماء . ازدهرت تجارته و ربح كثيرا من النقود و توافد عليه كثير من الناس حتي انه اصبح مشغول جدا و لم يعد لديه الوقت للعناية بأمه . لم يعد يذهب إلي الجبل لجمع الحطب و إحضار العنب البري و التوت لأمه كما كان يفعل من قبل . لم يعد يرجع الي البيت كثيرا بسبب عمله الجديد فزبلت الزهور في حديقة المنزل لأنه لا يوجد من يعتني بها. حتي جاء الشتاء و شعرت الام بالبرد الشديد و لكن الابن لم يكن موجود بالبيت لكي يوقد لها الحطب لتدفئتها.

تدفقت الاموال علي الرجل . فكلما زادت شهرة النبع زاد إقبال المارة عليه و زادت النقود . لكن في يوم بدا الناس يتذمرون من طول وقت الانتظار في طابور طويل فقط من أجل شرب كوب من ماء النبع ؟ ففكر الرجل في حفر النبع أعمق و أوسع كي يستطيع أن يحصل علي ماء اكثر و من ثم نقود أكثر. و كان سعيد بالتفكير في النقود الكثيرة و في شراء بيت فاخر و في الزواج من امرأة جميلة و نسي أمه العجوز في البيت القديم في الجبل وحدها . و لكن ما حدث هو ان الارض ابتلعت ماء النبع و لم يبقي له أي أثر . ضاع الماء و انفض الناس و بقي الشاب وحده فقيرا وحيدا فرجع الي بيت أمه.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;