الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

مباراة المصارعة مع العفريت

2017-07-07

لقاء الجمعة

مباراة المصارعة مع العفريت
كان ياما كان في قديم الزمان رجل عجوز قوي البنيان .ذهب العجوز في يوم ما إلي السوق كي يحضر بعض الطعام و الحاجات الضرورية له و لأسرته . و بينما كان يتسوق يشتري الأشياء هنا و هناك رأى أحد أصدقاءه القدماء و الذي لم يقابله منذ زمن طويل . تعانق الرجلان و تبادلا عبارات الود و الترحيب و جلسا معا و شربا الخمر حتي ثملا . ثم ودع احدهما الآخر و ذهب كل واحد منهم في طريقه.

في طريق عودته إلى البيت و بينما كان يمشي في الجبل رأى شخصا غريبا يقترب منه بسرعة و قبل أن يستطع أن يفكر أو يفعل اي وجد نفسه أمام دوكابي و هو الاسم التقليدي للعفريت الكوري . اقترب العفريت من الرجل و نظر إلى حزمة الطعام التي يحملها و قال " يا لها من رائحة لحم زكية ! أنا جائع حقا . هيا أيها الرجل أعطني اللحم الذي تحمله لآكله فأنا لم آكل أي شيء منذ يومين ." لكن الرجل العجوز كان مخمورا حتي انه لم يخف من العفريت و علي العكس رد عليه بكل شجاعة و قال " لا ، هذا الطعام ليس لك و إنما هو لأسرتي ." فاندهش العفريت و تعجب من شجاعة الرجل . ثم فكر قليلا و قال " اذن لماذا لا نجري مباراة للمصارعة بيننا . فاذا كسبتها أنا أخذ اللحم كله لي ، و اذا كسبت أنت أكافئك بكثير من الذهب و الجواهر." قبل الرجل بهذا التحدي علي الفور، فقد كان واثقا من الفوز حيث ان لديه خبرة في المصارعة و قد صارع أناس كثيرين و غلبهم من قبل.

بدأ الاثنان في مصارعة بعضهما البعض و محاولة أحدهما التغلب علي الآخر و إيقاعه علي الأرض عن طريق الإمساك بسترته الملفوفة حول خصره و فخذه . و لكن العفريت كان أقوى و أشد مما توقع الرجل و لم تكن المصارعة بالسهولة التي توقعها أيضا. استمرت المصارعة طوال الليل و لم تنتهي إلا قرابة بزوغ فجر اليوم الجديد حينما استطاع الرجل العجوز أن يعرقل العفريت المرهق و يطرح به أرضا ثم أخذ السترة التي كان يلفها حول خصره و فخذه و علقها علي شجرة قريبة من الطريق كرمز للانتصار طالما جرت العادة هناك.

في منزل الرجل بقيت أسرته مستيقظة طوال الليل و هم في قلق و حيرة ، لا يعرفون ماذا الم بالرجل و لماذا لم يرجع الى البيت حتي وقت متأخر هكذا . و عندما عاد الرجل الي البيت في الصباح و أخبرهم بقصته و مباراة المصارعة مع العفريت لم يصدقه أحد و ظنوا أنه يروي حكاية سخيفة أو أنه ثمل و نام في الطريق و حلم بهذه القصة و عندما استيقظ خيل اليه انها حقيقة . حزن الرجل حزنا شديدا لأن أحدا لم يصدقه و اراد ان يثبت صحة روايته فأخذ أسرته إلي مكان الشجرة التي علق عليها سترة العفريت و أشار الي الشجرة و قال " انظروا ، هذا دليل واضح علي انني صارعت العفريت ."

لكن ما رأوه علي الشجرة لم يكن سوى عصا المكنسة، فشعر الرجل بالحرج الشديد و الدهشة عندما أدرك و أسرته أن العفريت قد سحره و جعله يصارع عصا المكنسة طوال الليل و هو يظن أنه يصارع العفريت نفسه . و لكن ما كان ينتظرهم في البيت كان أكثر إدهاشا . فعندما رجعت الأسرة إلى البيت وجدوا كنوزا كثيره في الغرف و المطبخ فيبدوا أن العفريت حافظ علي وعده و كافئ الرجل علي انتصاره في المصارعة. فرحت الأسرة فرحا شديدا و دعت كل الجيران الى حفلة كبيرة و بها كثيرا من الطعام و الشراب. و لم تكن هذه هي المرة الوحيد التي يكافئهم بها العفريت فقد تكررت المكافأة في اليوم التالي و اليوم الثالث و الرابع فقد كان العفريت ينسى ما فعله و يعيد الشيء كل ليله لبضعة أيام مما ادى لكثرة ثروة العائلة و ثراءها.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;