كان ياما كان ، عاش رجل عجوز و زوجته في منزل صغير و سقفه مصنوع من القش. ذات ليلة استيقظ الزوجان علي صوت غريب قادم من خارج البيت. تعجب الزوجان و تساءلا " يا ترى من الذي يصنع هذا الضجيج في منتصف الليل ؟ " ثم خرجا من البيت لمعرفة ماذا يحدث. في حقل رملي بالقرب من منزلهم، كانت هناك مجموعة من العفاريت في حلقة للمصارعة. انزعج الرجل العجوز و زوجته في البداية و خافا ، لكنهم سرعان ما اهتموا و انجذبوا لهذا المشهد العجيب غير العادي. ثم جلسا و استمتعا بمشاهدة مهرجان مصارعة العفاريت تحت ضوء القمر.

بعد نهاية المصارعة رجع الزوجان إلى بيتهم و شعرا بالجوع ، فقامت المرأة بإعداد وجبة شوربة مصنوعة من الأرز و الحنطة السوداء و أكلت هي و زوجها. و لكنهم تذكروا العفاريت و ظنوا أنهم لابد أن يكونوا جوعى بعد هذه المنافسة و المصارعة المكثفة. فأعدت الزوجة وعاء كبير و ملأته بشوربة الارز و الحنطة السوداء و حملته هي و زوجها إلى الحقل الرملي بجانب البيت حيث كانت مصارعة العفاريت في الليلة الماضية و تركوه هناك و رجعوا إلى البيت. و في صباح اليوم التالي رجعوا إلى نفس المكان فوجدوا الوعاء خالي ولا توجد به أي حبة من الأرز. فقد كان فارغا تماما. فعرف الزوجان أن العفاريت كانت جائعة جدا و لهذا اكلت كل الطعام في الوعاء و لابد أنهم أحبوا الشوربة التي طبختها المرأة العجوز . فقررت أن تعد لهم نفس الطعام في اليوم التالي و عندما رجعوا وجدوا الوعاء ايضا خاليا تماما .و تقررت هذه الطقوس لعدة أيام !

و ذات ليلة ، جاءت العفاريت إلى بيت العجوز و طرقت الباب " أيها العجوز ، نحن نعرف أنك انت و زوجتك من أعطانا الطعام الذيذ لعدة أيام ، و لهذا قررنا أن نكافئكم على كرمكم و حسن ضيافتكم لنا . و سنلبي لكم رغبة واحدة مهما كانت . فما هي رغبتكم الكبرى ؟ " قبل الزوجين عرض العفاريت بكل سرور . و فكر العجوز قليلا ثم قال " أنا أريد نقل مقابر والدي إلى مكان افضل ، حيث أن المقبرة الأصلية ليست في حالة جيدة. فلبت العفاريت علي الفور رغبة الرجل و حددوا مكان جيد و مشمس و مناسب جدا للمقبرة الجديدة . و حددوا يوما ميمونا لنقل القبور.

و خلال فترة انتظارهم قدوم ذلك اليوم، سمع رجل عجوز و جشع في الحي عن إشاعة العفاريت و نقل القبور ، و لكن الرجل أراد أن يأخذ الموقع المبارك لقبور والديه هو . فقرر سرقة المكان و نقل والدية أولا قبل أن يفعل العجوز و زوجته .فسمع الزوجان بهذا الخبر الحزين و بكى بشدة و ألم علي فقد المكان المبارك الذي تمنوا ان ينقلوا له مقابر أسرهم. و لكن العفاريت رجعت إليهم وقاموا بمواساتهم ووعدوهم بالمساعدة.

قامت العفاريت بأعمال سحرية فظهر موكب مزين بالزهور و لبس الزوجين الملابس الرسمية لإقامة الشعائر الجنائزية و مشوا في موكب عظيم تقوده العفاريت. و عندما وصلوا إلى القبور وجدوا الرجل الجشع يحفر في الأرض. فواجهته العفاريت و قالت بصوت غاضب " مهلا ! ماذا تفعل ؟ هل تحاول سرقة قبور جارك ؟ اخرج من هنا الأن ! هرب الرجل خائفا بسرعة . و بهذه الطريقة ساعدت العفاريت الزوجين العجوزين على نقل قبور والديهم و التخلص من الرجل الجشع . و قاموا برد الجميل للزوجين على كرمهم و ضيافتهم لهم .