كان ياما كان عاشت أسرة مكونة من خمسة أفراد . الأبوين ، و وولدين ، و بنت . و لكن لسوء الحظ ، مرضت الأم فجأة و ماتت . و لم يمر وقت طويل حتى تزوج الأب من امرأة أخرى . و مما جعل الوضع أسوأ بالنسبة للأولاد هو أن زوجة أبيهم كانت شريرة ، و اعتبرت أن أطفال زوجها هم شوكة في ظهرها و يجب أن تتخلص منهم و تنفرد بالبيت وحدها. و تساءلت دائما كيف تستطيع التخلص منهم.

في يوم من الأيام بعض الشائعات بأن هناك عندليب يستطيع أن يتحدث و شجرة صنوبر ترقص في جبل كوم-كانغ، و أن كل الناس الذين ذهبوا لذلك الجبل بحثا عن هذه الأشياء الغامضة لم يعودوا. ففكرت في خطة شريرة . و في حين كان زوجها في العمل نادت علي الابن الأكبر و طلبت منه الذهاب إلى جبل كوم-كانغ للعثور علي العندليب الناطقة والشجرة الراقصة فأطاع الابن أوامرها و خرج من المنزل على الفور. و عندما عاد الأب إلى البيت و سأل زوجته عن ابنه فردت المرأة القاسية و قالت إن الصبي لم يحبها و هرب من المنزل. فصدق الرجل كلام زوجته و كذبها و غضب غضبا شديدا من ابنه. و بنفس الطريق استطاعت الزوجة اللعينة التخلص من الابن الثاني و دفعة إلى الخروج من البيت و اللحاق بأخيه إلى حيث هلاكه.

مر الزمان و لم تسمع الأسرة أي خبر عن الولدين المفقودين. و في يوم من الأيام قامت البنت الصغير بإعداد طبق من الكيمتشي المصنوع من الخيار و قامت بحشوه بالرمل و قدمته لأبيها. فأخذ قضمة واحدة منه فشعر بالرمل تحت أسنانه ، فتروى قليلا ثم سأل الطفلة " لماذا يوجد رمل داخل الكيمتشي ؟" و لما كانت البنت تتوقع السؤال ، ردت بسرعة وقالت " أنت تعرف ما بداخل الكيمتشي، و لكن كيف لا تعرف ما بداخل أذهان الناس ؟" في اليوم التالي خرجت البنت من البيت في ركلة علي أمل العثور علي أخواتها بنفسها.

بعد رحلة وصلت أخيرا إلى الجبل ، و في مدخل الجبل وجدت رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة يجلس وحده . سألته الفتاة " أين يمكن أن أجد العندليب الناطق وشجرة الصنوبر الراقصة؟ " فرد الرجل بصوت هادئ و ناعم و قال " يا بنيتي لا تذهب هناك ، فلم يدخل أحد إلى هذا المكان و خرج حيا ." و لكن البنت أصرت و قالت أنها يجب أن تجد أخويها المفقودين، فقال لها العجوز " حسنا اذا كان الأمر كذلك فاذهب في هذا للطريق و استمر في السير إلى الأمام و لا تنظري خلفك أبدا مهما سمعت . تذكر، لا تنظري للخلف أبدا " .قالت البنت شكرا للرجل العجوز و مشت في طريقها و ابتعت التعليمات بكل دقة.

بعد فترة قصيرة وجدت امامها وادي واسع مليء بالصخور الكبيرة و أثناء مرورها من هذا الوادي سمعت فجأة صوتا مألوفا يأتي من خلفها " أختاه، أنت عنا ؟ أنا أخيك الأكبر" فوجئت الفتاة و فرحت لسماع صوت أخيها. و كانت على وشك الالتفات للخلف لكنها تذكرت تحذيرات الرجل العجوز ذو اللحية البيضاء فلم تنظر للوراء و أستمرت في السير . و لكن مرة أخرى ، سمعت صوت آخر يناديها من الخلف ، هذه المرة كان من الواضح انه صوت أخيها الثاني، و سمعت أصوات اخرى كثيرة . فوضعت يديها على أذنيها و أسرعت تركض إلى الأمام.

و بعد مرور بعض الوقت ، لم تعد تسمع أي اصوات .و عندما فتحت عينيها وجدت أمامها شجرة صنوبر كبيرة و يا للعجب! فقد كانت الشجرة تلوح من جانب إلى جانب و كأنها ترقص. و كان هناك عندليب أصفر يقف علي أحد فروعها . سأل الطائر الفناة ماذا أتى بها كل هذا الطريق ؟ فحكت الفتاة قصتها بأكملها. قال الطائر للفتاة " في الحقيقة ان كل هذه الحجارة الكبيرة التي قابلتيها في الوادي هي بشر و لكنهم تحولوا لحجارة بسبب لعنة حلت عليهم عندما اتوا للبحث عن الشجرة الأسطورية و الطائر العجيب " و طلب من أن تكسر فرع من الشجرة و تنفعه في الماء ثم ترش هذا الماء علي الحجارة فتتحول إلى بشر من جديد. فعلت الفتاة بالضبط ما قيل لها، و يا للمعجزة ! تحولت كل الحجارة إلى بشر بما فيهم أخويها.

عندما عاد الأشقاء إلى ديارهم ، أدرك الأب ما كانت تعنيه ابنته عندما تحدثت عن " معرفة ما بداخل أذهان الناس" فطرد زوجته الشريرة من البيت . زرعت البنت فرع شجرة الصنوبر في حديقة البيت و نمى الفرع ليكون شجرة راقصة. و ووقف عليها طائر العندليب يحكي و يروي حكايات مثيرة و شيقة .