منذ زمن طويل، عاش رجل عجوز في قرية جبلية نائية. في إحدى الليالي، كان ينظر إلى القمر الكبير في السماء و هو جالس في فناء منزله عندما سمع بعض الضجيج الصادر من غرفته. و حين دخل الغرفة وجد عفريتا قبيحا ذو قرون طويلة يجلس على الأرض. هرع الرجل العجوز و صرخ في رعب ، ولكن العفريت طمأنه. وقال "لا تخف أيها العجوز. أنا لن أسبب لك أي ضرر. أريد فقط أن أكون صديقك. "الرجل الوحيد الذي كان يعيش بمفرده، أحب هذه الفكرة. و منذ ذلك اليوم ، زار العفريت المنزل كل يوم كي يتمتع بالدردشة أو اللعب مع صديقه الجديد.

ذات يوم، كان الرجل العجوز على وشك شرب الماء من الجدول المائي القريب عندما رأى انعكاس وجهه في الماء. بدا وكأنه يتحول إلى عفريت قبيح. ظن الرجل العجوز أن مرافقة العفريت هى ما غيرت مظهره. لذلك قرر البقاء بعيدا عن العفريت، على الرغم من أنه يتمتع بقضاء بعض الوقت معه.

في تلك الليلة، كما هو الحال دائما، جاء العفريت لرؤية الرجل العجوز. أثناء الحديث، سأل الرجل العجوز العفريت إذا ما كان لديه أي مخاوف. وقال العفريت: "هناك شيء واحد فقط يخيفني. بالنسبة لي دم الحيوانات هو الأكثر رعبا في العالم. و انت يا عجوز ، ما الذي يخيفك؟ "أجاب الرجل العجوز:" أخشى من المال. عدم وجود المال مشكلة. ولكن، إذا كان هناك الكثير من المال،فهذا من شأنه أن يسبب الكثير من القلق، أيضا. هذا هو السبب في أنني أعيش هنا في عمق الجبال وحدي ".

في اليوم التالي، ذهب الرجل العجوز إلى محل الجزارة و مسلخ الحيوانات في القرية وحصل على إبريق ملئ بدم الحيوانات. رش بعض الدم حول منزله ووضع الإبريق أمام غرفته. في منتصف الليل سمع صراخ العفريت في الخارج. "اللعنة، هناك دم الحيوان! ماذا يحدث هنا؟ "عندما حاول دخول الغرفة، تعثر في إبريق الدم، و سقط على الارض وأصبح مغطى بالدماء. فاسرع مرعوبا وهرب من البيت بأسرع ما يمكن.
و بعد فترة قصيرة، عاد العفريت غاضبا. "أنت ايها الوغد! الآن حان دورك. "ألقى العفريت النقود في فناء بيت الرجل العجوز. ،حتى أصبح الفناء ملئ بالقطع النقدية. فضحك العفريت مسرورا وفي اعتقاده أن الرجل العجوز الشرير سيموت من الخوف. لكن الرجل العجوز استخدم هذا المال لمساعدة الجيران المحتاجين. و عاش بسعادة وسلام كما فعل من قبل، ولكن من وقت لآخر، كان يشتاق لصديقه العفريت، الذي لم يظهر بعد ذلك أبدا.