الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

حكاية جاسوس فوق العادة (1):

2018-04-10

سيول بانوراما

حكاية جاسوس فوق العادة (1):
تناولت العديد من المجلات والصحف ومواقع الإعلام الكورية المتنوعة من ورقية وإلكترونية وعلى رأسها صحيفة "كوريا هيرالد" الواسعة الانتشار ووكالة الأنباء الكورية "يونهاب" بمختلف لغاتها حكاية جاسوس فوق العادة ومتعدد المواهب والقدرات والدرجات العلمية والألسن والأوصاف والأسماء فهو الخبير والبروفسور ذو الأصل العربي "محمد كانسو" KKansu وهو أيضا الجاسوس الكوري الشمالي Jong Su-il ، ويحمل أسماء أخرى صينية ويابانية وفلبينية وغيرها .

تبدأ الحكاية التي وصفتها الصحيفة الكورية الواسعة الانتشار بالأغرب من الخيال عام 1984 في مطار كوريا الدولي بوصول شخص أجنبي كثّ الشارب يحمل جواز سفر فلبيني، ويدعي إنه مسلم من أصول لبنانية، ويتحدث العديد من اللغات العالمية الحية بطلاقة ومنها العربية والإنجليزية والكورية والصينية واليابانية، ويرغب في الالتحاق للتحضير لشهادة أكاديمية عليا من جامعة كورية، وهو ما فعله ومكّنه من إحراز درجة الدكتوراه والأستاذية في التاريخ من جامعة دانكوك، واكتسب شهرة واسعة في مختلف الأوساط الجامعية كأشهر خبير متخصص في اللغة والثقافة العربية والإسلامية، وصاحب أنشطة ومبادرات وإسهامات أكاديمية واسعة ومتنوعة. واستمر ذلك حتى العام 1996 عندما تم اعتقاله.

لماذا وكيف حدث ذلك، تعالوا بنا نقرأ بعض ما كتبته الصحيفة الكورية الجنوبية ذائعة الصيت: توفرت للجهات الاستخبارية معلومات حول شبهات تتعلق بما يقوم به ذلك العالم والبروفسور البالغ من العمر 62 عاما، وبعد البحث والتمحيص تبيّن إنه جاسوس كوري شمالي وتم توجيه العديد من التهم له بينها التجسس والتخابر وانتحال الشخصية واستعمال وثائق ثبوتية مزورة، وبعد التحقيق معه تمّ ثبوت كل تلك التهم وحوكم بالسجن الذي قضى فيه 12 عاما متواصلا، إلا أن القدرات والإمكانيات الواسعة والمتنوعة لذلك الجاسوس ربما أقنعت السلطات الاستخبارية الكورية الجنوبية، حسب ما يرى البعض، بأنه صيد ثمين وكنز معرفي معلوماتي نادر لا يقّدر بثمن، يتوجب الاستفادة منه لاستنباط واستخلاص معلومات استخبارية واسعة ومهمة عن كوريا الشمالية وربما الصين التي عاش فيها لسنوات طويلة، وربما هذا هو ما دفع الرئيس الكوري الجنوبي الراحل كيم دي جونغ لإصدار عفو رئاسي عنه في عام 2003 قبل تجنيسه كمواطن كوري جنوبي في نفس العام .


ولتسليط المزيد من الضوء على تلك الحكاية المشوّقة دعونا نقتطف مقطع من المقال الذي صاغه بأسلوب بليغ وبديع الصحفي السوداني إبراهيم مصطفى الذي يعمل في القسم العربي في وكالة الأنباء الكورية الجنوبية " يونهاب" وتم نشره في عدد من الأسافير العربية . نقتبس مما كتب : وعن كوريا الشمالية، تلك البلاد التي لا تنقضي عجائبها نسلط الضوء على ملامح من قصة أخطر جاسوس بمقدرات تفوق الخيال عجبا . فقد تنفس الصبح في ذاك اليوم عن خبر حملته وسائط الإعلام المختلفة في كوريا الجنوبية كان وقعه مذهلا ومدويا ومزمجرا ، وهو ما جعل أفراد المجتمع العربي في سيئول والأوساط الثقافية والجامعية ، بل كل الكوريين يعيدون قراءته مثنى وثلاث ورباع وهم ما بين مصدق مذهول ومكذب يفرك عينيه كالمهبول ، بخصوص من ظلّ يُعرف على نطاق واسع بأنه البروفيسور محمد كانسو أشهر أستاذ للتاريخ العربي والثقافة الإسلامية بعدة جامعات كورية والذي يتحدث أكثر من عشر لغات بطلاقة ،منها العربية بلسان عربي مبين و بلهجة شامية أفصح من أهلها، وإذا تحدث في الثقافة الإسلامية أو الفقه الإسلامي حسبته تتلمذ على أحد الأمة الأربعة. تكشّف إن هذا العالم النحرير الفطحل ما هو في الحقيقة إلا جاسوس كوري شمالي زرعته الاستخبارات الكورية الشمالية في سيول. انتهى الاقتباس. حكاية الجاسوس والبروفسور والمواطن الكوري الشمالي الجنوبي العربي اللبناني الصيني الفلبيني المتعدد الأسماء والألسن، والموسوعي المعارف، والمتفرد المواهب، تؤكد فعلا إنه جاسوس فوق العادة، ومن المؤكد إنه سيوفر مدادة دسمة للعديد من الأعمال الروائية والسينمائية والتلفزيونية، وسنتعرف على جوانب وتفاصيل أخرى من حياته في الحلقتين القادمتين. .

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;