"كان السيد "كوان" يجلس فوق عتبة الغرفة وهو يقوم بطلاء وتلميع مجموعة من الأحذية شديدة الأناقة ومختلفة الألوان والتصميمات، ومرصوصة باهتمام على لوح خشبي. قلت له مداعبا: "هل هذه الأحذية معروضة للبيع؟" توقف لبرهة وحدجني بنظرة طويلة قبل أن يقول "كيف ومن أين جاءتك هذه الفكرة؟" فقلت له "معذرة. مجرد دعابة. ربما مجرد إعجاب بتلك الأحذية الأنيقة". عاد لمسح وتلميع أحذيته بهدوء وتركيز، وكأنه يقوم بتنظيف أسنانه بالفرشاة والمعجون. كان واضحا أنه يتمتع بمهارة كبيرة في طلاء وتلميع الأحذية التي كانت تتوهج مع الضوء. حتى الأدوات التي كان يستعملها كانت تبدو وكأنها أدوات خاصة بشخص محترف. وكان يفعل ذلك وابتسامة عريضة تعلو وجهه، وبعينين لامعتين. كان من غير العادي أن يمتلك شخصا فقيرا مثل "كوان" كل هذه الأحذية الجميلة والأنيقة التي لا تنسجم ولا تتفق مع ملابسه الرثة".

# شريط مقابلة الناقدة الأدبية جون سو يونغ

شهر أغسطس من عام 1971 شهد حادثة محزنة وقعت في منطقة فقيرة في سيول. ففي إطار خطة تحديث سكنية، قررت الحكومة ترحيل عدد كبير من سكان بعض المناطق الهامشية في سيول إلى مقاطعة كيونغ كي. وقد أثار ذلك حالة من الغضب، تطورت إلى ما يشبه الانتفاضة. وقد كتب الأديب "يون" هذه القصة من منظور رافض وناقد ومندد بما حدث لمن اعتبرهم مواطنين تعرضوا للظلم والاستغلال، ولسلسلة من الأخطاء والتجاوزات.

"بعثت بزوجتي وأطفالي إلى المستشفى للبحث عن الغرفة التي ترقد فيها زوجة السيد "كوان" بعد وضع مولودها، واغتنمت الفرصة لتفتيش الغرفة التي يسكن فيها "كوان" في منزلي. كانت تلك هي المرة الأولى التي أفعل فيها ذلك منذ أن استأجر الغرفة. كان دولاب غرفة النوم، الذي عادة ما يكون مكان حفظ الملابس الرئيسية، مكانا لحفظ أحذيته المتنوعة. وجدت هناك تسعة أحذية مطلية وملمعة وجاهزة للاستعمال، لكنني أعتقد أن أيا منها لن يتم استخدامه في المستقبل القريب على الأقل".

---

الكاتب "يون هنغ كيل":

وُلد الكاتب "كيم جو يونغ" في مقاطعة تشون بوك في 14 ديسمبر 1942. نشر عدة أعمال أدبية خلال مختلف الوسائط، وحصل على عدة جوائز أدبية خلال مشواره الفني.