الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

حكاية دودة القز

2019-06-07

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، اندلعت حرب كبيرة بين مملكتين. وكان ملك المملكة الأضعف بينهما يعجز عن النوم ليلا بسبب القلق على مصير مملكته. لاحظت الأميرة قلق والدها البالغ، فاقترحت عليه اقتراحًا: "أبي، لم لا تقول لجنرالاتك أنك سوف تزوجني لمن يقتل قائد قوات العدو منهم؟ فهذا من شأنه أن يحفزهم للقتال باستماتة، وسوف تتخبط قوات العدو إذا مات قائدها. وإن حدث هذا، نستطيع أن نبدل الموقف رأسًا على عقب". لم يرد الملك أن تتزوج ابنته الوحيدة بهذه الطريقة، لكنه اضطر لقبول الفكرة في النهاية بسبب تعقد الموقف. 

في الصباح التالي، سمع الملك وابنته ضجة عالية فخرجا إلى ساحة القصر كي يستطلعا الأمر. وهناك، وجدا حصانًا. ولدهشتهم، وجدوا أن الحصان يحمل رأس قائد قوات العدو. شرح أحد الجنود الموقف قائلًا: "مولاي، هناك أمر لا يصدق حدث للتو. لقد هاجم هذا الحصان قائد قوات العدو بكل ضراوة، ولم يتركه إلا بعد أن قطع رأسه. تخبط جنود العدو بعد ذلك، واستطعنا أن نفوز في المعركة".

سر الملك سرورًا عظيمًا بهذا النصر غير المتوقع. وكان سعيدًا لأن قاتل قائد قوات العدو كان حصانًا وليس إنسانًا. كانت حقيقة كون ابنته غير مضطرة للزواج من أحد الجنرالات كجائزة أو مكافأة يمنحها له تُسعده كثيرًا. لكن تفكير الأميرة كان يختلف عن والدها. فقد أصرت على أن تتزوج من الحصان ما أسمته زواجًا روحيًا، كيلا يقال إن أبيها لم يفِ بوعده. ضحك الملك من كلامها في البداية، لكنها ظلت مصرة على رأيها. ثار الملك ثورة عارمة، وأمر جنوده بقتل الحصان.

منذ ذلك اليوم، كانت الأميرة تزور ضريح الحصان المصنوع من جلد ظهره المجفف الذي كان معلقًا على شجرة يوميًا، وتظل تبكي بحرقة وحزن لموته. وفي يوم من الأيام، حدث شيء غريب جدًا. فقد التف جلد الحصان المجفف على الأميرة، ثم اختفى وكأنه لم يكن والأميرة داخله. صُعق الملك مفطور القلب، وظن أن ما حدث إنما هو عقاب له على قتل الحصان الذي أنقذ مملكته.

فيما بعد، انتشرت شائعات تفيد أنه تم العثور على جلد حصان مجفف. سارع الملك ليتفقد الأمر، ووجد جلد الحصان بالفعل، لكن لم يكن هناك أثر للأميرة المسكينة. لكنه وجد دودة صغيرة داخل جلد الحصان المجفف. راح الملك يبكي ويعول، ظنًا منه أنه تجسد لروح ابنته المسكينة، وأمر جنوده بأخذ الدودة والعناية بها. وضعت الدودة الكثير من البيض، وراح الناس يربون هذه الدودة الجميلة العجيبة التي كانت تخرج خيوطًا يمكن غزلها لإنتاج قماش رائع ذي جودة ممتازة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;