الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

يوني وفتى الصفصاف

2019-07-05

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاشت فتاة تُدعى "يوني". كانت قد فقدت أمها وهي بعد طفلة صغيرة، وكانت زوجة أبيها تعاملها أسوأ معاملة. ورغم قسوة زوجة أبيها، كانت "يوني" فتاة طيبة القلب نقية السريرة. وفي أحد الأيام قارسة البرودة، أمرت زوجة الأب "يوني" بالخروج وسط الثلوج لاقتطاف بعض الأعشاب من أجل إعداد العشاء. كان العثور على أي أعشاب في منتصف الشتاء أمرًا مستحيلًا، ولم تكن زوجة الأب تجهل ذلك، لكنها فعلت ذلك إمعانًا في إذلال "يوني". لكن الفتاة الطيبة لم تعترض، وخرجت في طاعة لتبحث عن أي أعشاب وسط الجبال. بذلت كل ما تستطيع في البحث عن أي أعشاب خضراء، لكنها لم تجد، ومما زاد الطين بلة، أنها كانت قد فقدت طريقها وسط الجبال، وكان الظلام قد حل. شعرت "يوني" بالخوف الشديد، واختبأت وسط الصخور.

هنا، لاحظت أن أحد الصخور تبدو كالباب. وعندما دفعتها، انفتحت الصخرة بالفعل كاشفة عن حقل واسع. وكأنها فتحت بوابة إلى عالم جديد كليا. لم يكن الشتاء قد حل في ذلك العالم العجيب، وكانت الأعشاب والنباتات الخضراء الزاهية تملأ الحقل. بينما كانت "يوني" تتفقد الحقل في إعجاب شديد بكل هذا الدفء وكل هذه الألوان والحياة التي تتبرعم حولها في كل اتجاه، ظهر أمامها فتى وسيم من كوخ ذي سقف من القش. قال لها إنه فتى الصفصاف، وسألها عن سبب مجيئها. قصت "يوني" عليه قصتها كاملة، أهداها الفتى سلة وأخبرها أن تقطف من الأعشاب والنباتات كما يحلو لها، وأن تجمعها في السلة. كما أهداها ثلاث زجاجات: واحدة حمراء، والثانية زرقاء، والثالثة صفراء. وأمرها أن تستخدم الزجاجات الثلاثة بنفس الترتيب في حالة الطوارئ. شكرته "يوني" على كرمه وعادت أدراجها.

اندهشت زوجة الأب عندما وجدت أن "يوني" قد نجحت في جمع سلة كاملة من اﻷعشاب الخضراء. وفي اليوم التالي، أمرت الفتاة أن تجمع المزيد من الأعشاب. ذهبت "يوني" إلى الحقل العجيب خلف الصخور، وجمعت المزيد من الأعشاب بإذن فتى الصفصاف. عندما عادت إلى المنزل، شكت زوجة الأب في أمرها. لم يكن من الطبيعي أبدًا أن تنجح فتاة مثلها في مهمة مستحيلة كهذه ليومين متتاليين. في اليوم التالي، أمرت زوجة الأب "يوني" أن تجمع بعض ثمار الفراولة، لكنها هذه المرة تبعتها دون أن تدري حتى وصلت إلى الحقل السري. ورأت بأم عينيها كيف التقت "يوني" بالفتى الوسيم وراحت تجمع ثمار الفراولة من حقله. الآن، فهمت زوجة الأب السر.

في اليوم التالي، ذهبت زوجة الأب وحدها إلى الحقل العجيب، وقتلت فتى الصفصاف وأحرقت منزله. ثم عادت إلى منزلها وكأن شيئًا لم يكن، وأمرت "يوني" بجمع الأعشاب البرية مجددا. لم تكن "يوني" تعرف ما حدث بالطبع، وحين ذهبت إلى الحقل، صُعقت عندما رأت جثة فتى الصفصاف. شعرت بالصدمة تشلها في البداية، ثم تذكرت الزجاجات الثلاثة، وكما أمرها الصبي، فتحت الزجاجة الحمراء أولًا، فتصاعد منها بخار أحمر اللون بدوره، طار حتى وصل إلى وجنتي الفتى فاستعادتا لونهما. وعندما فتحت الزجاجة الزرقاء بدأ الصبي في التنفس، وعندما فتحت الزجاجة الصفراء الأخيرة، نهض الفتى وكأن شيئًا لم يكن. ذهلت الفتاة، فابتسم فتى الصفصاف في وجهها، وأخبرها أنه أرسل من مملكة السماء خصيصا لإنقاذها. وما إن انتهى من شرحه، حتى ظهر قوس قزح ضخم في السماء، راح يمتد حتى وصلت نهايته إلى الحقل العجيب، فأمسك الفتى بيد "يوني"، وصعدا على القوس معًا حتى وصلا إلى مملكة السماء، حيث عاشا في سعادة وهناء بقية حياتهما.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;