الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

العريس الضفدع

2019-09-27

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش صياد عجوز في قرية بعيدة. وفي يوم من الأيام، كان جالسًا أمام البحيرة، في انتظار أن تلتقط بعض الأسماك طعمه. وفجأة، خرج ضفدع كبير من البحيرة وحدّث الصياد العجوز بلهجة فصيحة: "إذا اصطحبتني إلى منزلك سوف تكون ثريًا". ولا تسل عن دهشة الرجل العجوز حين رأى الكائن القبيح يصعد على قاربه، ولا عن ذهوله عندما اكتشف أن الضفدع يتكلم! انتابه فضول شديد حول الضفدع، فاصطحبه إلى منزله. اندهشت الزوجة أيضًا لرؤية الضفدع، لكنها سرعان ما أحبت الكائن اللطيف حبًا شديدًا. لم يكن للزوجين المسنين أي أبناء، فربياه وشملاه بالرعاية والحنان، وكأنه ابن حقيقي لهما.

وفي يوم من الأيام، أخبر الضفدع الصياد وزوجته أنه أراد أن يتزوج الابنة الثالثة لأحد أثرياء الحي. صعق الزوجان، وحاولا أن يثنيا الضفدع عن قراره الأحمق. لكنه أصر إصرارا شديدًا على مبغاه، فلم تجد الزوجة المسكينة إلا أن تزور الجار الثري وتخبره برغبة ابنها الضفدع. لا عجب أن الرجل الثري، وكان اسمه السيد بارك، شعر بالغضب الشديد، وقد بلغ به الغضب مبلغًا جعله يأمر خدمه بقتلها، حاول الخدم تنفيذ أمر سيدهم، لكنهم عجزوا عن ذلك. كرر السيد بارك أمره، لكن النتيجة لم تتغير. بدا أن السيدة العجوز لا تقهر. شعر السيد بارك بالخوف والقلق. وما زاد الطين بلة هو أن المرأة هددته بأنه إن لم يسمح للضفدع بالزواج من ابنته، فسوف يحيق الدمار بأسرته كلها. في النهاية، اضطر السيد بارك الرضوخ للأمر الواقع، والسماح للضفدع بالزواج من ابنته.

في ليلة الزفاف، عندما كان الضفدع وحيدًا مع عروسه الجديدة، طلب منها أن تقطع جلد ظهره بسكين. صعقت الزوجة، لكن زوجها الضفدع أصر على مطلبه. امتثلت الزوجة للأمر، وأحدثت قطعًا في جلد ظهره. ولدهشتها الشديدة، وجدت شابًا شديد الوسامة يقفز خارجًا من الجلد القبيح. طلب الزوج من زوجته أن تحتفظ بالأمر سرًا، وألا تحدث به أي شخص على الإطلاق. في الصباح التالي، وضع جلد الضفدع مجددًا وكأن شيئًا لم يكن. كان موعد عيد مولد السيد بارك قد اقترب، وعليه قام زوج الابنة الأولى وزوج الابنة الثانية بالخروج إلى الغابة لصيد بعض الحيوانات بهذه المناسبة. أما الضفدع، وكان زوج الابنة الثالثة، فقد استدعى رجلًا من الحي وطلب منه أن يصيد بعض طيور السمان. وبمعجزة ما، تحول الرجل إلى نمر ضخم، واستطاع الضفدع في وقتٍ قياسي الحصول على عدد كبير من طيور السمان، في الوقت الذي فشل فيه زوجي الابنتين الأخرتين في توفير الصيد المطلوب. وعندما رأيا طيور السمان الوفيرة بحوزة الضفدع، طلبا منه أن يعيرهما بعضًا منها. وافق الضفدع على الطلب، لكنه اشترط شرطًا واحدًا: أن يضع خاتمًا خاصًا على ظهر كل من الرجلين. وافق الاثنان على طلبه، فكل ما كان يهمهما هو طيور السمان.

أقام السيد بارك وليمة باستخدام طيور السمان التي جلبها زوجا ابنتيه. ضحك جميع الحاضرين في الحفل من الضفدع وسخروا منه سخرية لاذعة، واحتقروه لأنه لم يجلب أي شيء لحفل عيد مولد حموه. وأثناء الحفل، طرق رجل باب المنزل وأخبر السيد بارك أنه يبحث عن عبدين فارين. وقال إن العبدين يحملان أختامًا خاصة على ظهريهما. قام الرجل بتفحص جميع الحاضرين في الحفل، ووجد ضالته في زوجي الابنتين. صعق السيد بارك، وقال: "عظيم! زوجي ابنتي الكبرتان هما عبدان فاران، أما الثالث فضفدع! أوه! يالسوء حظي!" هنا فقط، نزع الضفدع جلد الضفدع وظهر بمظهره الأصلي. وشرح كيف أنه مبعوث من السماء، وأنه كان قد ارتكب الكثير من الآثام قديمًا، وأنه عقابًا له على ذلك، أرسل إلى الأرض في جلد ضفدع لفترة من الوقت. وأن وقت عودته إلى السماء قد حان. ومع هذه الكلمات، أنهى الشاب خطبته، وحمل عروسه على ظهره وصعد إلى السماء.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;