الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

هراوة الغول السحرية

2020-03-06

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش صبي في قرية جبلية صغيرة. كان أبوه قد توفي وهو صغير، وكان يجمع الحطب ليكسب عيشه ويدعم والدته الأرملة وشقيقه الصغير. كانت حياة الصبي شاقة، لكنه لم يشكو قط، وكان يعمل بكل جد من أجل أسرته الحبيبة. وفي يوم من الأيام، ذهب إلى الجبل كي يجمع الحطب كعادته. وعندما فرغ من جمع الحطب، رأى شجرة مليئة بثمار البندق. راح يجمع ثمار البندق حتى يهديها لوالدته وشقيقه. كان منهمكًا تمامًا في جمع البندق، مستغرقًا تمامًا في تفاصيل مهمته الجديدة، حتى فقد كل إحساس بمرور الوقت. عندما انتهى من جمع ثمار البندق، كانت الشمس قد شارفت على الغروب. انتبه الفتى لتأخر الوقت، فصاح: "يا إلهي! كيف لم أشعر بمرور كل هذا الوقت!" هرول نازلًا من على الجبل، لكن الظلام كان دامسًا. قال: "لن أستطيع الذهاب إلى منزلي أبدًا هكذا. لا بد أن أجد مكانًا يؤويني حتى الصباح". راح بطلنا ينظر حوله في كل مكان، فرأى بيتًا قريبًا. كان المنزل خاليًا، فقرر أن يقضي فيه ليلته، فاستلقى واستعد للنوم.

كان على وشك الاستسلام لنوم وسلطانه الطاغي، حينما سمع أصوات تتردد من بعيد. ولا تسل عن دهشته حين رأى مجموعة من الغيلان تدخل المنزل. أدرك الفتى أن المنزل الذي يؤويه ليس سوى وكرًا لهذه الغيلان. لم يرد أن تكتشفه تلك الكائنات البشعة، فاختبأ في فجوة تحت الأرض وراح يراقبهم في هدوء. وبعد قليل، اكتشف شيئًا عجيبًا. كان الغيلان يحملون هراوة غريبة الشكل، ضربوا بها الأرض ثم راحوا يرددون أسماء أطباق شهية مختلفة، وبمعجزة ما، ظهر الطعام الذي ذكروه من العدم. أدرك الفتى حينها أنها لم تكن هراوة عادية، بل هراوة سحرية.

 شعر الفتى بالجوع يعتصر معدته وهو يراقب الغيلان وقد انهمكوا في التهام الطعام بتلذذ. لم يستطع أن يقاوم، فأخرج ثمرة بندق من جيبه، وقضمها ليكسر قشرتها. أفزع صوت انكسار قشرة البندق الغيلان فتركوا الطعام والهراوة السحرية وفروا هاربين. عاد المنزل خاليًا كما كان، فزحف الفتى خارجًا من مخبئه والتهم كل ما استطاع من الطعام. وفي الصباح التالي، أخذ الهراوة السحرية وعاد إلى منزله. وبفضل الهرواة السحرية العجيبة التي كانت تلبي جميع أمنيات صاحبها، سرعان ما أصبحت أسرة الفتى من أثرى الأسر في البلاد.

وفي تلك الأثناء، وصلت شائعات حول الهراوة السحرية إلى مسامع فتى آخر في القرية. كاد الحسد والحقد يقضيان عليه. قرر الفتى الطماع أن يفعل تماما كما فعل الفتى الأول، فذهب إلى الجبل، وقطف ثمار البندق، ثم وصل إلى منزل الغيلان واختبأ في الفجوة تحت الأرض. وعندما بدأ الغيلان حفلهم، كسر ثمرة من ثمار البندق. لكن، على خلاف توقعاته، لم يفر الغيلان هاربين هذه المرة، بل وجدوا مخبأه وأخرجوه منه وألقوه على الأرض بكل عنف، صاح به أحدهم: "أيها الأحمق! نحن نعرف أنك سرقت هراوتنا! ولن نُخدع ثانية!". في النهاية، طرده الغيلان من المنزل بعد أن أشبعوه صياحًا وتوبيخًا، وفي الصباح التالي، وصل الفتى الطماع إلى منزله سالمًا، لكن صفر اليدين.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;