الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الفأر آكلُ الأظافر

2020-03-20

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش شابٌ في قرية. أراد أن ينجح في اختبار الخدمة العامة ليصبح موظفًا حكوميًا، وقرر أن يدرس في معبدٍ بعيد في عمق الجبال لمدة ثلاث سنوات. وفي يوم من الأيام، بينما كان يدرس وحده في حجرته، رأى فأرًا. لم ير الشاب غضاضة في أن يشاركه الفأر الصغير سكنه، فتركه وشأنه، ثم بدأ يترك له بقايا طعامه كي يأكل. ومنذ ذلك الوقت، اعتاد الفأر على الظهور باستمرار ليأكل ما تركه له الرجل. بل كان يأكل حتى بقايا الأظافر المقصوصة التي يتخلص منها الرجل، لكنه لم يمانع في ذلك أيضًا، فهو لم يكن يعرف معنى ذلك.

بعد مرور السنوات الثلاثة، عاد الرجل أخيرًا إلى منزله في قريته النائية. لكنه اندهش حين رأى رجلًا آخر نسخةً طبق الأصل منه يعيش هناك بالفعل. كل سكان المنزل، بما فيهم والداه، كانا يصدقان أن النصّاب منتحل شخصيته إنما هو الابن الحقيقي. صعق الشاب، لكن شبيهه كان يملك نفس الوجه، والصوت، وحركات الوجه، وجميع السمات الجسدية. بل إن منتحل شخصيته كان يتذكر أحداثًا عائلية حديثة لم يكن الرجل الحقيقي يدرك عنها أي شيء، لأنه كان غائبًا عن منزله لسنوات طويلة. استنتجت الأسرة أن الرجل الذي زارهم، وهو ابنهم الحقيقي، هو نصاب أو مجنون لا أكثر، وطردوه من المنزل شر طردة.

لم يجد الابن الحقيقي مكانًا يذهب إليه، راح يتجول من مكان إلى آخر. وفي يوم من الأيام، بينما كان يبكي بحرقة، حتى غلبه النوم من شدة الحزن والتعب. ورأى فيما يرى النائم، أن جده الذي كان قد توفي منذ سنوات طويلة قد أتاه، وقال له: "أي حفيدي. لقد سُرق جسدُك! هل تتذكر كيف كنت تقص أظافرك وتتخلص من بقاياها بإهمال في المعبد؟ لقد استطاع الفأر الذي أكل هذه الأظفار أن يتحول إلى صورتك ويتنكر في هيئتك. عُد إلى منزلك الآن، وهذه المرة، خذ معك قطة. وضع القطة أمام النصاب الذي انتحل شخصيتك". عندما استيقظ الشاب من نومه، فكر أن الحلم الذي رآه لتوه حلمًا عجيبًا للغاية بلا شك، لكنه كان واقعيًا حي التفاصيل، فقرر أن يأخذه على محمل الجد، وأن ينفذ وصية جده.

عاد الرجل إلى منزله مجددًا، وهو يخفي قطة في كم معطفه. وعندما رأى النصاب الذي انتحل شخصيته داخل المنزل، وضع القطة أمامه مباشرة. هاجمت القطة النصاب على الفور، وعضته في رقبته بكل شراسة. أصدر هو على إثر ذلك صرخة مدوية، قبل أن يعود إلى صورته الأصلية: فأر خبيث. اتضح أن الرؤيا التي رآها الشاب في منامه كانت صادقة، وأن النصيحة كان فيها نجاته.

لا بد أن من يتابعوننا منكم لاحظوا تكرار هذه التيمة في أكثر من قصة، والسبب في ذلك هو أن المعتقدات التراثية الشعبية الكورية تفيد أن أظافر الإنسان تحمل روحه، ولذلك، فإذا واصل حيوانٌ ما أكلها بانتظام، قد يتحول إلى هيئة ذلك الشخص. وحتى يومنا هذا، لا يزال بعض الكبار في السن ينصحون الآخرين بعدم التخلص من الأظافر المقصوصة بإهمال، وأن يلفوها بمنديل بحرص قبل أن يتخلصوا منها.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;