ⓒ Getty Images Bank

 '"أبي، لماذا عدت؟ أين كنت عندما كنت أنا وأمي نتضور جوعًا ولا نكاد نجد ما نأكله؟ هل كنت مستريحًا، متوسدًا رجل غانية ما في حانة بعد أن تلقيت أجرك عن قرع الطبول في حفل ما لبعض قطاع الطرق؟ ماذا كنت تفعل عندما كنت أذهب إلى المدرسة بالمال الذي جنته أمي من زراعة براعم البقول والتي جنيتها أنا من توصيل الصحف في الصباح؟ هل كنت تعزف للمطربين في حفل ما في مسرح ريفي ما من الدرجة الثالثة؟ حسنا، حسنا.. لا بأس، لا مشكلة عندي في ذلك كله، لكن كان يجب على الأقل ألا تريني وجهك. السبب الذي يجعل قلبي عاجزًا عن تقبلك هو ذلك الطبل..  يجب أن يبقى الطبل كما هو. يجب أن تبقى الطبلة هناك لتريك كيف نجحت في التفريق بيني وبينك، ولتحدد إلى أي مدى أستطيع التحكم في نفسي وهي بالجوار. الأمر الوحيد الذي أطلبه منك هو ألا تكون عازف طبل أمام أسرتي، كن أبًا فقط، لا غير"'.

# من شريط مقابلة الناقدة الأدبية جون سو-يونغ:

الطبل في هذه القصة يمتد عبر ثلاث حيوات لثلاثة أجيال: الجد، والأب، والابن. بالنسبة لجيل الجد، كان الطبل رمزًا للسعي بحثًا عن الفن ومثاليته، لكن بالنسبة لجيل الأب، أصبحت دافعًا لعيش حياة واقعية قاسية، أما بالنسبة للابن، فقد مثلت شيئًا يربط بين عالمين، عالم مرتبط بالواقع، وآخر يسعى للمثالية وإجراء التغيير على أرض الواقع.

'أتت سو-كيونغ على صوت الطبل وألقت نظرة على الطبل ثم على جدها قبل أن تقترب منه وتطرح عليه سؤالًا غريبًا: "جدي، هل يمكن قرع هذا الطبل على أغنية من أغاني البوب؟"، سألها: "هل تظنين أن اعتقال أخيك له علاقة بي أو بطبلي هذا؟"، "لا، لا أظن ذلك. لكنني أشعر بالفضول. يفصلني عن شقيقي أربع سنوات كما تعرف، لكن بينما يحب هو صوت طبلك، أشعر أنا أنه لا يصدر سوى الضوضاء المزعجة. ما رأيك في ذلك الأمر؟" قال: "أظن أن شقيقك مكتوب عليه الترحال مثلي. كيف يختلف الترحال عن المظاهرات؟".. "جدي، أنا لا أفهم ما تقول. أنت لا تستمع لما أقول". لم يكن يصغي لما تقوله حفيدته. أغلق عينيه جزئيًا وراح يقرع طبله بصوت أعلى'.

---

 الكاتب "تشوي إيل-نام최일남":

وُلد الكاتب "تشويه إيل-نام최일남" في 29 ديسمبر 1932 في مقاطعة جولا الشمالية. نشر أول أعماله الأدبية عام 1956 بعنوان "بايانغ". وفاز بعدة جوائز أدبية مثل جائزة سيول الأدبية" في دورتها الحادية والستين عام 2012، وجائزة "ليسانغ" الأدبية عام 1986 وغيرها.