ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش بائع ملح متجول يتنقل من قرية إلى قرية ليبيع بضاعته. كان نازلًا من على أحد الجبال في يوم من الأيام، وكان لا يزال أمامه طريق طويل يقطعه قبل أن يصل إلى بيته، لكن الليل خيم ليلف كل شيء في الظلام الدامس. قدّر البائع المتجول أنه من الخطر أن يتوغل أكثر في الطريق الجبلي في ذلك الظلام الدامس، فراح يبحث عن مأوى. وبعد قليل، وجد حفرة كالكهوف تحت صخرة كبيرة. كانت الحفرة كبيرة بما يكفي كي يدخل فيها ويفرد جسمه بالكامل. وهناك، استلقى بائع الملح المتجول المنهك على الأرض لينام، حين سمع صوتًا غريبًا. أخرج البائع رأسه من الحفرة ليتفقد ما يحدث.

اندهش البائع حين رأى ثعلبًا أبيض اللون طويل الذيل خارج الحفرة. كان الحيوان العجيب يدور ويلف في الهواء كخبراء الأكروبات. وكان من الواضح أنه لا يشعر بالرجل الذي راح يراقبه/ إذ انهمك في الدوران في الهواء لعدة مرات أخرى، وفجأة، اختفى الثعلب تمامًا، ووقفت مكانه امرأة عجوز. لم يصدق البائع المتجول عينيه في البداية، لكن لم يكن هناك أي مجال للشك أن الثعلب الأبيض قد حول نفسه إلى امرأة. شعر البائع المتجول بالرعب والفضول في الآن ذاته. فقرر أن يتغلب على خوفه وأن يتعقب المرأة-الثعلب، وظل يتبعها في الخفاء إلى أن وصلت إلى بيت أثرى رجل في القرية.

عندما طرقت الباب، سارع الخدم يستقبلونها ويدعونها للدخول، فبدا له أنهم كانوا بانتظارها. طرق بائع الملح على الباب بدوره، وطلب من الخدم أن يأذنوا له بالمبيت في المنزل تلك الليلة. كانوا يعرفون البائع جيدًا، فاصطحبوه إلى غرفة الضيوف بكل ترحاب. ومن غرفته، سمع أصوات قرع الطبول، وسمع صوت المرأة العجوز. كانت تنشد تعويذات شريرة. لم يستطع بطلنا أن يكتم فضوله، فسأل الخدم عما يجري، فأجابوه أن سيدهم قد أصابه مرضًا غريبًا فجأة، وأن الأسرة قد استدعت كاهنة شامانية عجوز تعرف بقواها السحرية وقدراتها الخارقة في شفاء المرضى. شعر البائع المتجول أن شيئًا بشعًا يحدث في تلك الأثناء، وشعر أنه يجب ألا يسمح لثعلب شرير بإيذاء رب الأسرة.

ودون أن يضيع ثانية واحدة، سارع يدخل الحجرة التي كانت العجوز الشمطاء تؤدي طقوسها الخبيثة فيها. كان يحمل العصا التي لا تفارقه دائمًا، وقبل أن تحين أي فرصة لأي فرد من أفراد الأسرة لمنعه، انقض عليها فضربها بعصاه بكل قوته على رأسها. انهارت المرأة العجوز على الأرض وهي تصدر أصوات نباح عجيبة. صعق أفراد الأسرة لما رأوا المشهد المروع، لكن ما أدهشهم أكثر هو أنهم كانوا ينظرون إلى ثعلب أبيض ملقى على الأرض، وليس امرأة عجوز. شرح البائع المتجول ما رآه على الجبل لأفراد الأسرة المذهولين، وعن هوية المرأة الحقيقية.

في الصباح التالي، شفي رب الأسرة بمعجزة. وعندما سمع القصة كاملة، أهدى مبلغًا ضخمًا من المال لبائع الملح كمكافأة. ومنذ ذلك الحين، عاش بائع الملح حياة مريحة هانئة، بدلًا من حياة البائع المتجول المنهكة.