ⓒ Getty Images Bank

بطل القصة هو "كيم كيونغ-هاك" الذي تخرج من المدرسة الثانوية الهندسية قبل أن يعمل كفني طباعة. كان موظفًا جادًا كسب ثقة مدراء شركته بسرعة. لكن العواصف الرعدية المتتالية والرطوبة العالية أفسدت ماكينات الطباعة واحدة تلو الأخرى، مما أفقد مدراءه الثقة في مهاراته التقنية. وفي النهاية، فُصل من العمل لفشله في التنبؤ بأعطال ماكينات الطباعة.

 'وبينما راحت عيناه تطوف بالماكينات، بدت له كوحوش تنظر إليه بعيون غاضبة وتستعد للقفز عليه في أي لحظة. شعر بوحدة شديدة. شعر أن قلبه فارغ. كيف يمكن أن يشعر بهذه الوحدة لمجرد أنه سيفارق ماكينات الطباعة؟ كيف يمكن أن يدفعه الجو العدائي الساخر غير المبالي السائد في المصنع إلى الشعور بالخواء هكذا؟ شعر بحاجة شديدة إلى ملء الخواء في قلبه وهو يسلم استقالته ويخرج من المصنع. لكنه شعر بالخواء وانعدام الحيلة يسيطران عليه'.

# شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو-يونغ"

في الخمسينيات من القرن الماضي، كانت الرأسمالية الحديثة قد بدأت تمد جذورها في المجتمع الكوري، وكان التصنيع واللجوء للآلات والماكينات بدلًا من البشر لإدارة العمل قد بدأ بالفعل. وقصة "كيم ميونغ-هاك" تحكي عن قسوة القدر والحزن الذي يشعر به المرء الذي أصبح فردًا لا حاجة له في المجتمع الحديث بكل قسوته.

'رد صديقه: "لا، دعني أسألك. هل كان هناك أي زمن لا يعد فيه العمل إجباريًا بل تطوعيًا؟ هل تظن أن زمنًا كهذا قد يأتي أبدًا؟"، رد ميونغ-هاك: "لا أدري بشأن التاريخ أو المستقبل. كل ما أعرفه هو أنني واظبت على مهماتي وواجباتي كتقني بكل جد، لكنني طُردت من الشركة لأنني لم أكتشف عُطلا ما قبل أن يحدث! وأنا لا أقرأ الطالع! كيف يتوقعون مني أن أقرأ الطالع؟"، ردّ صديقه: "لهذا يعتبر الرجل الحديث وحيدًا"، سأله ميونغ-هاك: "هل تحاول التخفيف عني عن طريق استخدام مفهوم الوحدة؟ أيها الأحمق! كيف تجرؤ على هذا؟"، قال صديقه: "هل تريد أن تكون حرا إذن؟ وما هي الحرية؟ كيف يستطيع مهندس تقني أن يبحث عن الحرية في مواجهة الماكينات؟ الحرية ليست ملاذا، وليست الغاية المطلقة"، سأله ميونغ-هاك: "هل تلقي علي محاضرة؟"، فردّ قائلًا: "كلانا ثمل". ولما وجدا أن كلماتهما لا تردد إلا الفراغ، ظلا يشربان الخمر دون أن ينطقا بكلمة واحدة"'.

---

الكاتب"كيم كوانغ-شيك".

ولد الكاتب "كيم كوانغ-شيك" في 18 يناير عام 1921 في "يونغ تشون" بمقاطعة بيونغ-أن الشمالية، وتوفي في 3 ديسمبر عام 2002. ونشر أول أعماله الأدبية عام  1985 في مجلة عالم الفكر بعنوان "فانتازيا". وفاز بجائزة "كوك مين هونجانغ" الأدبية عام 1986، وغيرها من الجوائز الأدبية خلال مشواره الأدبي.